رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 4 مايو 2024 4:51 م توقيت القاهرة

 هند العربي تكتب : ومازال الجدال ..هل كانت 23 يوليو ثورة...ام إنقلاب!!!؟

 بقلم :  هند العربي

ولا أريد أن أنسب لنفسي ما هو ليس لي , ولكن الحقيقة تقتضي أن أقول أني أول من أطلق عبارة "الظباط الأحرار" على التنظيم الذي أسسه جمال عبد الناصر ؛؛ وأنا الآن أعتذر عن هذه التسمية , لأنها لم تكن اسماً على مسمى فهؤلاء لم يكونوا أحراراً إنما كانوا أشراراً , وكان أغلبهم كما اكتشفت فيما بعد من المنحرفين أخلاقياً واجتماعياً .. ولأنهم كذلك كانوا في حاجة إلى قائد كبير ليس في الرتبة فقط وإنما في الأخلاق أيضاً حتى يتواروا وراءه ويتحركوا خلاله , وكنت أنا هذا الرجل للأسف الشديد”

 مذكرات لمحمد نجيب من كتاب :كنت رئيسًا لمصر"

مما لاشك فيه أن لكل ثورة عيوب كما لها مميزات ...وإذا تطلعنا للحديث عن ثورة 23 يوليو 1952 والتي قام بها الظباط الأحرار بقيادة محمد نجيب أول رئيس جمهورية ؛؛؛ ستدرك أن هناك بعض العيوب التي حظيت بها الثورة وان غفل عنها البعض بدون قصد أو بقصد حبا وتجللا فقط في شخص زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر ؛؛؛ فاحقاقا للحق هذا الرجل الذي نال بحب واحترام وتقدير الملايين حبا لم يحظى به أي رئيس دولة لا من قبل أو بعد ، ولكن لا يمكننا ايضا ان نتغاضي أو نتجاهل عن الاخطاء التي وقعت فيها تلك الثورة وللأسف أثرت بطبعها علي بعض الأوضاع حتي الآن فكانت نتيحة حصال لما سبق؛؛؛؛

وهناك أخطاء لثورة 23 يوليو ؛ مع العلم بأن هذا سوف يغضب الكثير من السادة القراء هذه الأخطاء، باتت مسئولة عن الوضع الذى نعيشه الآن ؛؛ فيقول محمد نجيب ان المشكلة كلها تتركز فى الإنقلاب العسكرى .. في تحريك قوات الجيش لتغيير الأمور تحت تهديد السلاح، هذا العمل فى ذاته حتى لو تم تحت أعظم الشعارات التى يتبناها الشعب لابد أن ينتهي إلى فرض إرادة الجيش على السلطة وإنتهاء الديمقراطية وبدء عهد من الديكتاتورية العسكرية"؛؛؛؛ معتبرا ثورة 23 يوليو وبداية حكم الضباط الأحرار هو بداية الحكم العسكري للبلاد معتبره انقلابا علي الحكم الملكي انذاك!!!

و إذا تحدثنا عن كون ثورة 23 يوليو ثورة أم انقلاب !!!  تجد نجيب يقول في كتابه "أريد أن أحسم قضية مهمة، لا تزال تثير الحوار والجدل، كلما جاءت سيرة ما فعلناه، ليلة 23 يوليو عام 1952: هل ما فعلناه في تلك الليلة ثورة أم انقلاب؟، إن من يؤيدنا ويتحمس لنا، يقول: ثورة!!!  وكأنه يكرمنا، ومن يعارضنا ويرفض ما فعلناه يقول: انقلاب!!!! وكأنه يحط منا، وفي الحالتين لا يجوز أن نأخذ بمثل هذه الانفعالات العاطفية، إن تحركنا ليلة 23 يوليو، والاستيلاء على مبنى القيادة كان في عرفنا جميعا انقلاباً. وكان لفظ انقلاب هو اللفظ المستخدم فيما بيننا، ولم يكن اللفظ ليفزعنا لأنه كان يعبر عن أمر واقع، وكان لفظ الانقلاب هو اللفظ المستخدم في المفاوضات والاتصالات الأولى، بيني وبين رجال الحكومة، ورئيسها، للعودة إلى الثكنات" ، علي أنني اعتبر ما حدث ليلة 23 يوليو 1952 انقلابا.. وظل علي هذا النحو حتي قامت في مصر التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فتحول الانقلاب إلي ثورة ؛؛ وعندما يكتب التاريخ الحقيقي لثورة يوليو سوف يقرر المؤرخون أن الملكية انتهت في مصر بعد انتخابات نادي الضباط".

لتجد علي النحو التالي اذاعة بيان الجيش الذي قام بإذاعته وقتها البكباشي محمد أنور السادات، معلنا عزل الجيش الملك فاروق من منصبه وإرغامه على التنازل عن العرش لولده الأمير أحمد فؤاد، ونظرًا لصغر سنه، فكان حينها ستة أشهر، فقد قرر مجلس قيادة الثورة بقيادة اللواء محمد نجيب إنهاء الحكم الملكي وإقرار الجمهورية ؛؛؛ وفور انتهاء بيان الجيش، خرج المصريون في الشوارع محتفلين ومهللين بقيادات الجيش، ملتفين بقيادات الثورة الجديدة، التي أزاحت بنظام الملكية ، و في يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق البلاد على ظهر يخت "المحروسة" متوجهًا إلى إيطاليا، وذلك تنفيذا لطلب الجيش بمغادرة البلاد.

ثورة 23 يوليو والتي قادها ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي في23 يوليو وعرف في البداية بإسم "الحركة المباركة" ثم أطلق عليها البعض فيما بعد لفظ ثورة 23 يوليو والتي يرى المؤرخون انها جاءت بمبادئ ستة كانت هي عماد سياسة الثورة وهي:القضاء على الإقطاع ؛؛ والقضاء على الاستعمار ؛؛والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم ؛؛ وإقامة حياة ديمقراطية ؛؛وإقامة جيش وطني قوي ؛؛ وإقامة عدالة اجتماعية ، وعلي خلفيتها بعض الإنجازات السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها والتي علي رأسها تأميم قناة السويس ؛ والتخلص من حكم الملكية والفساد  ؛؛ وتوقيع إتفاقية الجلاء بعد 74 عاما من الإحتلال ومجانية التعليم وإنشاء مراكز البحث العلمي ؛؛ كما أقامت الثورة تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا ، وشاركت في تحرير بعض البلاد العربية مثال الكويت وليببا و دعمت حركة التحرر في تونس والجزائر والمغرب حتى الإستقلال ؛؛؛  !!!!

 ولا زال الجدال مستمرا حول مؤيدي ثورة 23 يوليو من الناصريين ومعارضيها في كونها ثورة قام بها الجيش تمردا علي الحكم الملكي وقتها وسط تصفيق حاد من جموع الشعب ؛؛؛ ام انقلاب قاما به بعض ضباط الجيش للإطاحة بالنظام الملكي من أجل تولي مقاليد الحكم انذاك !!!!!!

 وعلي أي حال ثورة 23 يوليو 1952 كانت بدورها أن تغير شكل حكم مصر تغييرا جذريا من ملكية لجمهورية ؛؛ وسواء اتفقنا ام اختلفنا أو كان هناك أخطاء ام لم تكن ؛؛ فالشيء الذي اجتمع عليه الكثير هو حب الملايين للزعيم الراحل جمال عبدالناصر حتي الآن ....

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.