رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 12:40 م توقيت القاهرة

   العلاقات السامة وطريق النجاه

كتبت الكاتبة / نجلاء محمد محمد

         
_______________________________________________

كثيرا ما تراءى الى اسماعنا فى الأونه الاخيرة مصطلح ...العلاقات السامه ....
فى البداية   أحب ان اشير الى وجهه نظراحد علماء النفس فى تفسير هذا المصطلح وهو د.كلينتون جورج مالكوم مؤلف كتاب " العلاقات السامة وكيف تغيرها: الصحة والراحة والحياة اليومية " والذى اعتبر أن السمية في العلاقات، تكون في وجود علاقة مع شخص يرمي المفاجآت في وجهك، وعادة ما تكون غير سارة، ويجعلك في حالة من عدم التوازن، ويثير قلقك من دون سبب واضح، ويتركك تشعر بسوء إزاء نفسك، وهذا النوع من العلاقات كما أشار مالكوم، يؤدي إلى الشعور بالإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس والقلق .
وقد يكون الشخص السام اقرب ما يكون لديك ، ولكنك لم تنبه بعد فقد يكون صديق مقرب، زوج او زوجه او حتى من يربطك به صله دم، فى النهاية هو شخص تثق به وتربطك به علاقة قوية ولكنك كثيرا ما تفاجىء بردود افعال صادمه تجعلك فى حاله اهتزاز وعدم ثقه بالنفس وقد يصل الامر الى التحقير من شانك ويجعلك فى حاله تبرير دائمه لافعالك وتجد نفسك تتنازل مرة تلا الاخرى عن ما يرضيك لترضيه وتسعده ولكن دون جدوى ...فى النهاية تجد انك تتجرع السم فى العسل بايدى من تحب ....الى ان تجد نفسك مهموم وحيد حتى وانت بجانبه وسرعان ما تفقد ايمانك بنفسك وقد يصل بك الامر تدريجيا للانهيار التام .....
هل هذه علاقه سليمه صحيه ؟!..ماالذى يدفعنا الى الاستمرار فى تلك العلاقه ؟! 
احيانا قد تربطنا صله وثيقة بالشخص السام لكن  دعنا نحاول الخروج من تلك العلاقه باقل الخسائر ...لان الخسارة هنا هو نفسك فهل نفسك تستحق ان تدمر لاجل شخص ما ايا كان وضعه وقربه منك ؟!
فالسؤال الذى يطرح نفسه الان كيف نتخلص من العلاقه السامه وننجو بانفسنا من طريق الهلاك ؟
اولا : لابد ان تدرك انك تعيش تلك العلاقه السامة فبدايه العلاج هو التعرف اولا عن المرض واسبابه
قد تكون انت من اعطيت كاس السم لصانع العسل فقد تعطيه ثقه وتسلم له امرك باسم الحب ، أو الزواج، أو الصداقه ، أو حتى الأخوة، فأخوة يوسف كادو له ،  لذا فانت شريك فى ما يحدث لك ولكن عند الانتباه فقد بدأت اول طريق النجاه، فاستمع لصوت العقل وضع القلب جانبا .
فعند اعترافك بالعلاقه السميه تلك لابد من اتخاذ القرارالحاسم الفورى ، فارسم حدود لنفسك ، فان كان هذا الشخص تربطك به صله قويه كأخ أو زوج او رئيس بالعمل ، فيجب اولا ان تتعلم ان تقول لا، وان تحاوره وتكشف له تلك المساوىء، وانك لن تسمح بتلك الإنتهاكات بحقك ، حينئذ ان وجدت انه انتبه وتوقف ، فها قد نجحت فى ايقاف سميه العلاقه،  ولكن ان لم يعترف بافعاله لذا فالحل الاول والاخير عندك  انت ، يجب الحسم فى تلك العلاقات وان تخبره انك لن تسمح له بهذه الافعال والتهديد بالانسحاب ان لزم الامر، فانت الان فى جبهه انقاذ ذاتك فلا تضع نفسك تحت رحمه من لا يرحمك.
وان كان صديق مقرب او حبيب فاقطع علاقتك به تماما ولا تنظر خلفك فتأكد ان الله سيعوضك كل الخير
ثانيا : انتبه لنفسك جيدا وحب ذاتك ولا تلومها واصنع اهداف لنفسك واكتشف قدراتك واؤمن بها واقترب من الله عز وجل تطلب العون والقوة ، افعل خير كثير وساعد المحتاجين، ارسم طريقك بنفسك واقترب بمن يعينك على تحقيق اهدافك.
ثالثا : اعلم جيدا انك حين تحب ذاتك وتؤمن بها وتنمي قدراتك ومعرفتك ، فان ما تعتقده عن نفسك هو ما سيراه الناس فيك فلا تعيش دور الضحيه وداوى جروحك بنفسك وكن محور مضىء وكلما ارتقيت بنفسك بعيدا عن تلك العلاقات السميه كلما شعرت بالهدوء والرضى ومن ثم تجذب لك من يشبهك وان لم تجده قتأكد أن تعيش وحيداً خيراً لك من العيش مع شخص باهت يتعبك .
واخيرا فيجب ان تعلم جيدا ان العلاقه السليمه أولها التفاهم فهو حجر الأساس لأى علاقة أن تذهب بشريكك لأرض مشتركة تستطيع فيه التحدث بحرية مشاركة الأفكار .. تستطيع البوح عن أى شئ حتى وأنت تعلم إنه ربما سيغضب، ولكنك تشعر بالامان   هذا هو اساس نجاح اى علاقه ان تنام وتستيقظ وانت تعلم انك فى المكان الصحيح مع الشخص الصحيح فهو بيتك ملاذك سندك فى مشوار حياتك .
بعد ذلك يأتى الأحترام والتشابه فى الطباع وفى التربية، فالتشابه مريح ، أن تتحدث بما لا تفهمه أنت أحياناً فتجد من يفهمك ويترجم أفكارك .. أن تجد من يفهمك من نظرة عينيك، أن تجد من يعرف كيف يسعدك دون أن تشرح فالشرح قد يكون  مرهق أحيانا ،  وإياك ثم إياك أن تعتقد إنك قادر على تغير شخص فالطبع يغلب التطبع دائماً ..
وأخيرا دعنى أخبرك أن الأختيار الصحيح يبعدك عن العلاقات السامة دائماً .. أستمع لقلبك فإنه يشعر بما لا تشعر وعندما يخبرك إنه حان وقت الفراق فلتبتعد فوراً ولا تضيع وقتك مع من لن يتغير أبداً ...

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.