رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 6:29 م توقيت القاهرة

«عمرو شاهين» يكتب "رفعة الأمة فى تمسكها وعنايتها بالقرآن"

متابعة- عبدالفتاح طارق

الحمد لله وحده وصلاة وسلاما على من لانبى بعده سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد

فإن القرآن الكريم معجزة النبى الكبرى ودستورنا القويم
جعله الله هداية للحيارى من الضياع ونورا لقلب كل طائع يريد عفو ربه ورضاه وتكفل ربنا بحفظه قال تعالى(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

فكانت عناية الإسلام بتعليمه وتعلمه لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)

وأكدت الدراسات العلمية الحديثة أن حفظ القرآن الكريم يقوي الذاكرة، ويضمن للأبناء النجاح والتفوق في الكبر، ويحفظ اللغة العربية من الاندثار، وهو وقاية من الأمراض النفسية.
ونؤكد دائما ان الدور المتخصصة في تحفيظ القرآن الكريم«الكتاتيب» لعبت دورا متميزا في تكوين الخلفية القرآنية والثقافية والإسلامية لدى أبناء المجتمع الإسلامي لقرون عديدة،
-ونطالب دائما بتوجيه الأبناء نحو حفظ القرآن الكريم في الصغر، لضمان تفوقهم الدراسي في الكبر وحفظ اللغة العربية لغة القرآن الكريم من الاندثار.
إن الكتاتيب من أهم المنشآت التعليمية والاجتماعية والتربوية لأطفال المسلمين، وحققت أهدافا كثيرة ممثلة في غرس الروح الإسلامية وتنميتها في قلوب الصغار من خلال حفظ القرآن الكريم وفهمه، لذلك حرص الآباء على أن يرسلوا أبناءهم إلى الكتاتيب المنتشرة في جميع المناطق رغبةً منهم في تربية أبنائهم وتعليمهم، وترسيخ قواعد الإسلام لديهم. النمو اللغوي

وجاءت نتائج دراسة علمية حول أثر تعلم القرآن والفقه على مستوى النمو اللغوي والذهني للطفل وتنمية الذكاء لدى الأطفال لتؤكد أن حفظ القرآن الكريم في الصغر يضمن تفوق الأبناء ونجاحهم في الكبر، وينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم بالإضافة إلى تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي وقدرة كبيرة على تنظيم الوقت.
وأشارت الدراسة إلى أهمية البدء في دفع النشء في سن مبكرة إلى حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم نظراً لسهولة الحفظ في هذا السن والقدرة على الاستيعاب السريع والاسترجاع. التنافس بين الأبناء وأكدت الدراسة أهمية دور الأسرة في تحفيز أبنائها وبناتها على حفظ القرآن الكريم وتشجيع التنافس بين الأبناء والبنات داخل الأسرة الواحدة على ذلك، حيث أثبتت الدراسة أن أكثر من 80 في المئة من حفظة القرآن الكريم من البنين والبنات عرفوا طريقهم إلى حلقات التحفيظ والمدارس القرآنية بتشجيع من الآباء والأمهات وأكثر من 50 في المئة منهم لهم أشقاء وشقيقات يحفظون القرآن أو أجزاء منه.
وعن نتائج تلك الدراسة نبين : أن للبيئة الثقافية دور أساسي في خلق جو من التفاعل اللغوي والإيجابي من خلال إتاحة الفرص المناسبة لتعلم اللغة وممارستها على النحو الذي يناسب مستوى نضج الطفل ويساعده على النمو العقلي والانفعالي ويتشكل ذلك المناخ الثقافي الفعال من قدرة الأسرة على التفاعل اللغوي المثمر وتوجيه الطفل إلى هذا التفاعل كإلحاقه بجمعيات تحفيظ القرآن «الكتاتيب» التي تعد الطفل ليكون ذاكرة لأكبر تراث لغوي، ومحافظًا على ذاته من خلال ذلك التذكر الواعي لآياته حيث يقول الحق تبارك وتعالى : «قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» يونس: الآية 57،
ويقول سبحانه :»وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ» فصلت 44،
ومن أفضل أنعم الله على أمة محمد، صلى الله عليه وسلم أن جعل دستورها قرآنًا عربيًا غير ذي عوج من تعلمه وعمل به فقد فاز في الدنيا والآخرة ومن تركه خلف ظهره فقد خسر خسرانًا مبينًا.
وحول الأثار النفسيه لتعلم القرآن الكريم لابد أن نعلم
أن القرآن يصاحب من يصاحبه، وكل يوم تقرأ وتحفظ فيه تنفتح لك أسرار جديدة، وتشعر بأنه صديقك الذي يحلق بك في عالم مليء بالأسرار ليضع بين يديك منهاجا دنيويا وسيناريو أخرويا لكل إنسان خلقه الله ومن شأن ذلك أن يولد لدى الإنسان الشعور بالراحة النفسية والاسترخاء بفعل ما يفرز في الجسم من هرمونات «السيرتونين» المنشطة للخلايا العصبية والتي تنشط الموصلات العصبية وتقاوم الاكتئاب وقائمة طويلة من الأمراض المعروفة بالنفس جسمانية وهي التي تبدأ بالنفس وتنتهي بالجسد ومنها القولون العصبي وأمراض القلب والشرايين، كما ان الحفظ في الصغر يقوي الذاكرة ويمرنها على الإلمام بالعلوم ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التفوق في كافة العلوم.
ويعدد فضيلة الشيخ أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية، فضائل حفظ القرآن فيقول: تظاهرت الأدلة على فضل حفظ القرآن الكريم، وفضل حفظته على غيرهم من المسلمين، فمن ذلك علوُّ منزلة حَافظ القرآن، الماهر به، فعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن، وهو يتعاهده، وهو عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ. وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ.
كما أن حافظ القرآن لا تحرقه النار، فعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ. قال ابن الأثير: … وقيل الْمعنى: مَن علَّمهُ اللهُ القرآنَ لم تحرقْهُ نارُ الآخرةِ، فجُعِلَ جسمُ حافظ القرآن كالإهاب له، وعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
فضائل حفظ القرآن ويشير الشيخ المعصراوي الى انه من فضائل حفظ القرآن الكريم ايضا إكرام والدي حافظ القرآن، وإعلاء منزلتهما، فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيامَةِ، ضَوْءهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا - لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟
كما ان حملة القرآن مقدمون على أهل الجنة، قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وعن طاوس أنه سأل ابن عباس- رضي الله عنهما: ما معنى قول الناس: أهل القرآن عرفاء أهل الجنة ؟ فقال: رؤساء أهل الجنة.

ولابد على المؤسسات الدينية والتربوية والآباء والأمهات أن يحرصوا على تحفيظ الأطفال القرآن الكريم في سن مبكرة.
فإنه ما أحوجنا في هذه الأيام لعودةِ الكتاتيب لغرس الروح الإسلامية وتنميتها في قلوب الصغار، وكذلك غرس روح الانتماء للأمة وحمل تبعاتها، وذلك بحفظهم كتاب الله ومبادئ اللغة.
فاللهم لاتحرمنا بركة القرآن وفهم القرآن واسرار القرآن وبلاغة القرآن وأجر القرآن وارزقنا حفظه والعمل بما فيه
واجعل ابنائنا وبناتنا من حفظة القرآن العاملين به

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
الراجى عفو ربه
عمرو عبدالكريم شاهين
معلم القرآن الكريم بالأزهر الشريف

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.