رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 20 يونيو 2025 6:28 م توقيت القاهرة

أحد أهم قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الاسلامي

ابن قرية الكرنك بابوتشت شمال قنا
انه القارئ الإذاعى الكبير ونقيب القراء الشيخ محمود عبد الحكم
رضوان السايح
حقا وان تسمع لسيرة هذا الرجل ونشأتة وعطائة تفخر انه ابن جنوب الصعيد زاحم الكبار في جيله منذ صغرسنة قارىء عابد زاهد ..حباه الله صوتا متميزا ..في صوته رنة حزن شكلت مع قوة نبرات صوته مسبحة خشوع عظيم لإيمانه بما يتلو ..لم يستمع إليه أحد إلا أحب صوته ولم ينسه على الاطلاق ..قرار عميق وجواب سليم ..صوت يدخل القلب ويستقر فيه.

#الشيخ محمود أحمد عبدالحكم من مواليد قرية الكرنك مركز أبو تشت محافظة قنا بصعيد مصر يوم الاثنين 17 ربيع أول 1333 هـ أول فبراير 1915 م ..نشأ في أسرة متدينة ..فوالده الشيخ أحمد عبدالحكم أحد أشهر علماء بلدته المشهود لهم بالعلم والحكمة يحبه الجميع ويقدرون علمه. قيل أن له مكانة دينية وأدبية كبيرة. الحقه أبوه بكتاب القرية منذ صغره
#أتم حفظ القرآن قبل العاشرة من عمره تعلم خلال تلك الفترة أصول القرآءة وقواعدها فكان يرتل القرآن ويجوده وسط تشجيع أهله وفرحتهم الغامرة بحلاوة صوته وإتقانه القرآءة دون رهبة فشجعه والده على الاستمرار في تحصيل علوم القرآن فألحقه بالمعهد الأحمدي بمدينة طنطا... مكث به عامين ثم ألتحق بالأزهر الشريف بالقاهرة ينهل من علمه عامين آخرين. وكما غزي القاهرة طلبا للعلم فقد غزي عقول وقلوب مستمعيه من أهلها بصوته الشجي فنال حبهم

#فوهب نفسه لخدمة القرآن زهدا في عرض الدنيا ولينشر لواءه في مشارق الأرض ومغاربها إبتغاء مرضاة الله ملتزما بالآداء السليم. فكان يدعي للعديد من الحفلات بمحافظات الوجه القبلي والبحري وبلغت شهرته مداها حتى أصبح من قراء عصره المتميزين
#تقدم الشيخ لإختبار القراء بالاذاعة عام 1937 م واعتمد بها وذاعت شهرته بعد ذلك الحين في العالمين العربي والاسلامي. وفي نفس العام عين قارئا بمسجد السيدة نفيسه فكانت الاذاعة تنقل العديد من الحفلات من مساجد آل البيت فذاع صيته في الاذاعات العربية والاجنبية واذاعات الشرقين الادني والاقصي عام 1940 م وأصبح قارئا مرموقا وظل حتى رحل عن دنيانا في سبتمبر عام 1982 م في صمت وهدوء وسط تجاهل أجهزة الاعلام بهذا المقرىء الكبير الذي بموته خسرت مصر والعالم الاسلامي حقا قارئا عظيما من حملة كتاب الله وخدام بيوته ورحل دون وداع .

•ويقول الأستاذ محمود صادق ( زوج ابنة الشيخ محمود عبدالحكم ) ..ان الأجر الذي كان يتقاضاه الشيخ محمود عبدالحكم مقابل إحياءه السهرات الخارجية ؟
- لم يكن رحمه الله من الذين يحبون المال ويكنزونه وكثيرا ما كان إذا دعي لاحياء ليلة مأتم مثلا يرفض فرض أي مقابل مادي بل كان ينفق من جيبه الخاص على القائمين على الخدمة في المأتم كالفراش والقهوجي والكهربائي وغيرهم , ولا ينظر للمبلغ الذي يعطي إليه بل يضعه في جيبه دون عد.

كيف بدأت علاقته بالاذاعة ؟
- #في عام 1940 شارك مع عظماء التلاوة المشايخ علي محمود ورفعت والصيفي وغيرهم في انشاء أول رابطة لقراء القرآن الكريم فاختير أمينا للصندوق بها قبل أن يتقدم للامتحان أمام لجنة أختبار القراء بالاذاعة وأثناء تلك الفترة شجعه الشيخ محمد رفعت وطلب منه التقدم لاختبار الاذاعة فكان ذلك وتم إعتماده بها في عام 1944 م بعدها مباشرة تم تعيينه بمسجد الاشراف بالغورية ثم انتقل الي مسجد السيدة نفيسة قارئا للسورة واختير عضوا بمشيخة المقارىء المصرية برئاسة الشيخ عامر السيد عثمان في عهد الدكتور زكريا البري وزير الاوقاف الاسبق.

#وتم إنشاء تلك المشيخة لبحث كيفية النهوض بخدمة كتاب الله الكريم قرآءة وتلاوة وحفظا وتفسيرا وطباعة وتسجيلا وتحويل جميع المساجد في مصر إلى مقارىء تبدأ بالتحفيظ , وقد شكل للمشيخة مجلس اعلي يضم الدكتور بدران وزير الصحة الاسبق وكان وقتها رئيسا لأكاديمية البحث العلمي والتكنلوجيا والدكتور تمام حسان عضو مجمع اللغة العربية والدكتور عبدالصبور شاهين الأستاذ بكلية دار العلوم والشيوخ محمد الغزالي وعبدالفتاح قاضي والقراء محمود البنا وعلي حجاج السويسي ومحمود عبدالحكم ومحمود الطبلاوي وذلك إلى جانب مراقب عام شئون القرآن الكريم بوزارة الاوقاف ومدير عام إذاعة القرآن الكريم.

• في عام 1965 م وعند زيارة الشيخ محمود عبدالحكم لدولة الجزائر وكانت بدعوة من وزير الاوقاف الجزائري لافتتاح اكبر مساجد العاصمة الجزائرية وقتها لكن تعرض لحادث إنقلاب السيارة التي كان يركبها وتوفي كل من فيها وكتب الله له النجاة وحده .تغيرت بعدها حياة الشيخ لتأثرة بهذا الحادث والموقف الحزين على من كان يعرفهم

- طاف الشيخ معظم بلدان العالمين العربي والاسلامي إحياء لليالي رمضان الكريم فزار كل البلاد العربية بلا استثناء كالسعودية والامارات والبحرين والكويت وقطر وعمان وكل دول الخليج كما سافر إلى الصومال والسودان والمغرب كذلك الهند وماليزيا والملايو وسنغافورة وسيئول بكوريا الجنوبية.. وقام بتسجيل المصحف المرتل بدولة الكويت الشقيقة عام 1980 م كما سجل لاذاعات باكستان والهند واندونيسيا وكوريا وقطر وتركيا والمغرب والسعودية والتي كان دائم التردد عليها بين الحج والعمرة كما أن له تسجيلا في بعض الاذاعات الاجنبية التي تبث برامجها باللغة العربية مثل اذاعة لندن وصوت امريكا.

• ربما لم يحقق الشيخ محمود عبدالحكم شهرة واسعه كغيره من مشاهير القراء ؟
- لانه كان شديد الحياء والخجل وعظيم التواضع زاهد في الدنيا لدرجة كبيرة ورغم أنه كان من قراء الصف الاول الا انه كان يفضل عن الاضواء وصداقات الصحفيين وقد ذكر الكاتب الصحفي الكبير الاستاذ محمود السعدني في إحدي كتاباته عن حياه الشيخ وزهده حيث كتب يقول : أذكر مرة عندما توفي الفنان عبدالقدوس والد الاستاذ احسان عبدالقدوس أنني اتصلت على الفور بصديقي المرحوم الشيخ مصطفي اسماعيل وكان الرجل مريضا ولكنه حضر لأن الميت هو الفنان عبدالقدوس واتصلت بمقرىء آخر لاداعي لذكر اسمه فقبل الحضور على الفور ولكن بشرط ان نرسل اليه الاجر الذي حدده في منزله واضاف المقرىء اياه ..رحمه الله اذا لم يصلني المبلغ الذي حددته فلا تنتظروني !! وقلت له ..اطمئن سيكون المبلغ عندك بعد ساعة. ولم يحضر الشيخ إياه قط , لأن المبلغ لم يصل إليه حتى الان ! ولكن موقف الشيخ محمود عبدالحكم كان يختلف , عندما اتصلت به لم يسأل عن الميت ولكنه سأل فقط عن العنوان وكان أول من حضر وآخر من انصرف , ورفض أن يتقاضي أجر وقال لقد اسعدنا عبدالقدوس في حياته وأنا الان أرد له بعض الدين! وماقاله الاستاذ السعدني يؤكد لحضرتك كيف كان زهد الشيخ محمود عبدالحكم في عرض الدنيا الزائل حتى أنه لم يكن يشاهده أحد خارج البيت سوي بالمسجد الذي كان يصلي فيه أو السرادقات التي كان يدعي اليها.

#كانت علاقة الشيخ مع أهل بيته وكان لشرف تلاوته كتاب الله أثرا في تربية أبنائه
فكان الشيخ رحمه الله حلو العشرة دمس الخلق هاديء الطبع لا يحب المظاهر يقضي وقته كله بين أمرين خدمة كتاب الله وخدمة أولاده وحسن تربيته والحنو عليهم مقبلا على طاعات الله التي ربي عليها اولاده الثمانية وجميعهم يحفظون كتاب الله ..
- منحه الرئيس مبارك نوط الامتياز في الاحتفال الديني الكبير الذي أقامته وزارة الأوقاف إحتفالا بليلة القدر في شهر رمضان عام 1412 ه بتاريخ 20 / 3 / 1992 م وقد تسلم النوط نجله المهندس حسين محمود عبدالحكم .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 19 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.