( أشتاق إليك )

بقلمي / جمال القاضي
----------------------
أشتاق إليك وأجعل من قلبك ،
صفحات أكتب في سطورها كلماتي .
أشتاق إلي عينيك الجميلتان ؛
أفتح منها نافذه لإلهام أشعاري .
كم أراها بحرا ؛ يجمع الكثير من الألوان ،
فزرقتها تشبه الزرقة لسماء صافية ،
وبياضهما يشبه الغيمات العالية ،
وتلك رموشك ، كأغصان تتدلى
على ضفاف نهر هادئ الأمواج ،
ودموعك فيها ،كقطرات تقطر برائحة العطر ،
وقلبك أراه بحرا ، شواطئه على مرمي البصر ،
وشعرك المنساب على جوانب وجهك ،
كنسمة تهتز منها الغصون ، وتتمايل ،
ورائحتك الزكية تهيمن عليها رائحة العبير ،
كنسمات ذاهبة إلى الحقول في كل صباح .
كم تشتاق إليها أنفاسي ، لداعب شهقاتي ؛
تشتعل معها نارا لأشواقي من جوي حبك .
كم أرى قلبي يشتاق إليك ؛
إشتياقا تتلاشى فيه المسافات ،
ويتسع فيه أفق الحديث بيننا ،بحديث لاينقطع ،
أو تنقطع فيه فواصل الكلمات .
كم أشتاق للوصول إليك بنهاية طريق ؛
أسافر فيه كل يوم برحلة بحث طويله،
أبحث فيها عنك ،وأجوب بكل الشوارع والساحات؛
أصل إليك وأضع راحلتي على أرض اللقاء .
أقف أمامك ،وأقطع جسد السراب بسيف الواقع.
فأخبريني كيف أغمض نظراتي عنك ،
ووجهك أراه كمطلع الشمس حين شروقها.
اخبريني كيف أحبس عنك كلماتي ،
ولساني يخطيء مناداة غيرك بإسمك أنت.
اخبريني كيف أخفي عنك مشاعري ،
وصدري يستنشق من زفير أنفاسك نشوة حبك .
أخبريني كيف أطفء نارا ،مشتعلة بجذوة حبك ،
وقلبي مازال ينتظر حبك ؛ ماءا يخمد لهيبها .
أخبريني كيف أتوارى عن محراب فيه قلبك ؛
ينبع بمنابع الرضا ، ويضيء سماء قلب يهواك .
أخبريني كيف أمحو من قواميس اللغات ،
كلمة الهجر ، والجفاء ، وأستبدلها بكلمة اللقاء .
أخبريني كيف أجعل قلبي يستريح ، ويهدأ وأنت
بعيدة عني ،وقلبي يطلب قربك بكل دعاء ورجاء .
------------------------------------
مع أرق وأجمل تحياتي --( جمال القاضي )--