(( أشرعت سفني من سرابٍ ))

ماجد محمد طلال السوداني
العراق - بغداد
 أكسرُ مرايا الظلام
أعاني من ثقلَ الانكسارِ  
من خوفِ تكاثفِ الأسرار 
يتمزقُ داخلي بوح همسكِ منخوراً
على جسدِ الليلِ المخيف
من جرحكِ النازف
تهملُ قطراتِ تعبُ الجروح 
من عنادِ سحب الهموم
حزني يستفيقُ من الغبشِ
 حتى أخر النهار 
ساعة المغيب
أفلت شمسنا
لم تظهرْ النجوم 
نحنُ صيام
بدون زادٍ وماءٍ
يشبُ داخل قلبي جمر ونار
في جسدي عروق الدم
تجفُ
ألملمُ ذكريات طفولتي
 أحنُ لعينيكِ من جديدٍ 
بلهفةِ حالم
بعطشِ صائم
تشرقُ شمس قلبي عليلة بالظلامِ
 تتمتمُ 
من ظلمةِ الليلِ داخل الصدر 
لا أعرف نفسي من أكونْ
أفكاري تتطايرُ
أبحثُ عن أسمي  بينِ أسماءِ الذكريات
تتزاحمُ الهموم  على القلبِ
 تنتشرُ الجروح على أرصفةِ البلاد
 صابرة ترفضُ الرحيل
تؤلمني رغم السنين
لا تندملْ
تزدحمُ المحطات
اختنقُ من صمتِ دموع السفر
أبحثُ عن كلماتكِ همسٍ 
عن نزرِ ضوء
أطوفُ وحيداً بالدروبِ
يجفُ فمي من الكلامِ
أتعبُ من الأبحارِ
في بحرِ الهموم
سفينتي بدون شراعٍ
أشرعتي من سرابٍ
أعومُ في بحرِ عينيكِ مقامر
بقايا هشيمِ أنسان
ضوء حبكِ عتاب
دون كلام 
حقول من الأوهامِ 
أضيعُ بين المدِ والجزرِ
أحزمُ حقائبي للسفرِ
تسرقني رياح السموم
ترميني في فيافي السحاب
عندَ الصباحِ أبحثُ عنكِ عن موسمِ اللقاءِ
سنونُ عمري تمرُ  متعبةعجاف
كأنهنَ سنينَ يوسفَ السبع العجاف
أنتظرُ هبة  الله تهبطُ من السماءِ
لعل قلبي يغاثُ من العذابِ
أحضنُ ساعة الهناء حلم من سرابٍ
أستودعكِ نفسي و قلبي الضرير
فأنا لست أنا كما عرفتني الأيام
أعيشُ الأمل بالذكرياتِ
تهربُ بقايا سنينَ العمر 
دون أجنحةٍ
كما تهربُ مني الأحلام 
رويداً رويداً بسكوتٍ
لا أسمعْ سوى حفيف الذكريات
وصدى من لهفةِ قلبي المرهق 
 بالصمتِ
طولَ الدهر بدونِ أملٍ
لا أملكْ سوى جنون قصائد الشعر
وأوراق السفر للمجهولِ 
غريب بدونِ أهلٍ وأقرباءٍ 
العراق- بغداد
ماجد محمد طلال السوداني