رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 6:05 م توقيت القاهرة

أصغر رئيس وزراء في تاريخ إيطاليا

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن بينيتو أندريا موسوليني وهو حاكم إيطاليا ما بين عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين إلي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين ميلادي، وكما ذكرت المصادر أنه نتيجة لعدم تدخل الحكومة تفاقمت المشكلة فقام موسوليني مقابل دعم مجموعة من الصناعيين بالموافقة على إستخدام قواته في كسر الإضراب ووقف الإنتفاضات الثورية، وعندما فشلت الحكومات الليبرالية التي ترأسها جيوفاني جوليتي، إيفانو بونومي ولويجي فاكتا في وقف إنتشار الفوضى، إستجابت إيطاليا له بطريقة سحرية في البداية وعاد العمال لمصانعهم والطلاب إلى مدارسهم.

وبدأ القائد أو الدوتشي رحلة للسيطرة على السلطة بحيث أصبح في النهاية الحاكم الوحيد الذي لايخضع إلا للملك، وفي شهر أكتوبر وبإحتفال بمدينة نابولي الجنوبية يصرخ موسوليني إما ان تعطى لنا الحكومة أو سنأخذ حقنا بالمسير إلى روما، وتجيبه الحشود إلى روما، وبعد تنظيم الفاشيون لمظاهرات ومسيرات التهديد مارسيا سو روما، ومسيرة روما، وفي الثامن والعشرين من شهر أكتوبر عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين ميلادي، توجه أربعة عشر ألف فاشي إلى روما بالقطارات والحافلات، ونتيجة للذعر الذي شعرت به الحكومة عُرض على موسوليني منصب وزير في الحكومة، فناشد رئيس الوزراء الملك ليعلن حالة الطوارئ لكن الأخير رفض، وذكرت المصادر أنه دعى فيكتور عمانويل الثالث موسوليني لتأليف حكومة جديدة.

وكان عمره آنذاك تسعة وثلاثون سنة، وأصبح أصغر رئيس وزراء في تاريخ إيطاليا في واحد وثلاثسن من شهر اكتوبر عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين ميلادي، ويقول عن نفسه في مذكراته موسوليني أنه يضيق صدره من سماع التراتيل الإنجيلية كما كان يتقيأ إذا ما شم رائحة بخور الكنيسة عندما تصطحبه والدته إلى الكنيسة لأداء صلاة الأحد وكان لا يطيق رؤية رجال الكنيسة بملابسهم السوداء وكما يقول ورثت عن أبي الإلحاد في حين لم تتمكن شفافية أمي المتدينة من النفاذ إلى سريرتي وعندما أصبح اشتراكيا يساريا كتب مقالات مختلفة في بعض الصحف واصفا الكنيسة الكاثوليكية بأنها الجثة العظيمة الميتة والفاتيكان بأنه مغارة للتعصب وعصابات اللصوص، وسعى موسوليني إلى الصحف السويسرية وراح يكتب مقالات نارية تضمنت آراءه الحادة والمتطرفة. 

والتي تروج في جوهرها لتدشين مفاهيم جديدة لإشتراكية تعتمد على الفوضى وإثارة المشكلات، ودعا في مقالاته إلى تصعيد العداء مع رجال الدين وإغلاق دور الكنائس لخطورتها على تفعيل العقل الذي إستسلم لأصحاب النفوذ والجاه وهو ما إستسلمت له الكنيسة في سويسرا وتجاهلته بإعتباره يهاجم الكنيسة في بلاده ولا شأن له بهم خاصة أن الفساد الكنسي كان وقتها متفشيا داخل أوروبا عموما وإيطاليا على وجه الخصوص بوصفها مسقط رأسه ومركز الديانة المسيحية لمسيحيي أوروبا، ولم يكتفي بذلك، فقد هاجم المسيح في إستفزاز فج ، وهنا تحرك رجال الدين المسيحيون في سويسرا وطالبوا بطرده خارج سويسرا، وأدرك بينيتو موسوليني أنه استكمالا للصورة الكاريزمية له كقائد تستدعي أن تكون إلى جانبه نجمة تزيد من جاذبيته أمام الكاميرات.

ومن هنا بدأت كلارا بيتاتشي تظهر على مسرح الأحداث، وهي فتاة شابة أنيقة، وكان يشبه في ذلك صديقه أدولف هتلر الذي إتخذ من إيفا براون عشيقة له.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 18 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.