أم عندما أشتعلت النيران أنقذت أمها و تركت رضيعها يحترق

كتب / يسرى أحمد عباس

عمارة كان أسفلها مستودعات وفي أعلاها شقق سكنية ، وفي إحدى تلك الشقق السكنية ترقد في جوف الليل إمرأة غاب عنها زوجها .
في تلك الليلة ،كانت تحضن بين يديها طفلها الرضيع وقد نام بجوارها طفلتيها الصغيرتين ،وأمـــــــها الطاعنة في السن .
وفي جوف الليل تستيقظ تلك المرأة على صياح وضوضاء ،.أبصرت ..حريق شب في أسفل تلك العمارة.
وإذا برجال الإطفاء يطلبون من الجميع إخلاء العمارة ليتجهوا إلى السطح فوراً.
في تلك الأثناء ،قامت تلك المرأة وأيقظت صغيرتيها ،وصعدت الصغيرتان إلى أعلى العمارة ، و بقيت تلك الأم في موقف لاتحسد عليه ، بقيت تنظر إلى صغيرها الرضيع الذي لا يستطيع الحراك ، والى أمها الطاعنة في السن العاجزة عن الحركة والنيران تضطرب في العمارة ، و ألسنة اللهب تتعالي تأكل كل شئ بشراهة ،وقفت الأم متحيرة ،،،،
وبسرعة قررت بأن تبدأ بأمها قبل كل شيء وتترك رضيعها .
حملت امها وصعدت بها الى سطح العمارة
وما إن سارت في درج تلك العمارة إلا وإذا بالنيران تداهم شقتها وتدخل على صغيرها وتلتهم تلك الشقة وما فيها !!!!!!!!!!!!!!!
تفطر قلبها وسالت دموعها ، و لكنها صعدت إلى سطح العمارة لتضع أمها العاجزة ،
و أخذت تتجرع غصص ذلك الرضيع الذي داهــمته النيران و هو لا يقوي علي الحراك. 
و ظلت تنظر إلي السماء علي سطح العمارة ، 
أخمد الحريق وفرح الجميع إلا تلك الأم المكلومة التي فقدت رضيعها ،لكن مع بزوغ الفجر ،إذ برجال الانقاذ يعلنون عن طفل حي تحت الانقاض بفضل الله ، هرعت بسرعة لعله يكون رضيعها .
سبحان الله ... سبحان الله .. سبحان الله 
نعم ، هو ضمته إلى صدرها و بكت و لكن هذة المرة من الفرحة ، أم حفظت أمها فحفظ الله لها رضيعها ، أستودعته عند الله و أحسنت الظن بالله. سبحان الله تعالى ( أنا عند ظن عبدي بي) 
امك .. ثم امك .. ثم امك ..
سبحان الله ... ام حفظت امها فحفظ لها رضيعها.