
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله فتح باب التوبة للمذنبين، ووعد بحسن العاقبة للصادقين، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن أضرار الإنترنت، وإدمان الإنترنت، حيث يعمل إدمان الإنترنت على تفكيك الروابط الأسرية، ودفع العديد من الأفراد إلى الإستغناء عن الطريق الطبيعي لتكوين الأسرة من خلال الزواج والإنجاب إكتفاء بما يشاهد وما يمكن أن يمارس من محرمات تعوضه فيما يرى عن الزواج الذي يتطلب منه مبالغ كبيرة، وكما أن توفر أجهزة الكمبيوتر والهواتف والإشتراك في شبكة الإنترنت أدى إلى جذب عدد كبير من الشباب.
وإنضمامهم إلى عالم الإنترنت، وتذكر المصادر أن هناك أكثر من ربعمائة ألف موقع لبث الدعارة والجنس من خلال تلك الشبكة،
وكذلك فإن ضعف الرقابة على الإنترنت أدى إلى وقوع كثير من أبناء الأسر المحافظة في براثنها، فيا أخي المسلم الحبيب هل يليق بالمسلم أن يأخذ من كل شيء أسوأ ما فيه؟ وهل يليق بالشاب الفطن الذي يتعين عليه خدمة نفسه ودينه وأمته أن يكتفي من هذه التقنية الرهيبة بصورة عارية ومشهد فاضح يثير به غريزته، بينما يستغل غيره من الشباب غير المسلمين تلك الشبكة في البحوث العلمية والعلوم الكونية والإكتشفات الحديثة للوصول إلى مركز الصدارة والريادة لهذا الكوكب؟ فما بالك أيها الشاب قد نسيت الهدف الذي أوجدك الله تعالي لأجله في هذه الحياة، وسرت وراء أوهام وخيالات لا حقيقة لها ولا فائدة من روائها؟
وهل يليق بالشاب المسلم أن يستخدم نعم الله عز وجل في معصيته ومحاربته؟ ألا تستحي من ربك وخالقك وهو أقرب إليك من حبل الوريد؟ ألا تعلم أن يوم القيامة قريب، وسيظهر فيه ما كان مستورا من فضائحك وأعمالك الخبيثة، ألا تعلم أن الله تعالي يراك، وهو مطلع عليك على أي حال كنت عليها، فاتقي الله يا أخي الكريم، وتوقف عن معصية ربك، ولا يغرك شبابك وصحتك، وكن طبيب نفسك، وداوي قلبك بعبادة ربك وذكره وشكره وتلاوة كتابه، ولا تبع جنة عرضها السموات والأرض بشهوة ساعة، وعليك بالبعد عن الفتن، والفرار منها فرارك من الأسد، فإن السلامة لا يعدلها شيء، والسعيد من وعظ بغيره، ثم أسأل ربك التوفيق والإعانة على سلوك سبيل التقوى والاستقامة، فالله الموفق وهو نعم المولى ونعم النصير، واعلموا إن ظاهرة إدمان وسائل التواصل الإجتماعي.
أصبحت جزءا أساسيا من الحياة اليومية لمليارات الأشخاص ومع ذلك فقد أدى الإستخدام المفرط لهذه الوسائل إلى ظهور الإدمان الرقمي والذي يؤثر سلبا على الصحة النفسية والأداء الأكاديمي والعلاقات الاجتماعية، وينبغي علينا جميعا أيها المسلمون فهم ظاهرة إدمان وسائل التواصل الإجتماعي وتحليلها وأسبابها الكامنة، والتعرف علي الآثار السلبية لإدمان وسائل التواصل على جوانب متعددة من حياة الفرد، مثل الصحة النفسية، والتحصيل الأكاديمي، والعلاقات الاجتماعية، وتقديم حلول عملية التي تساعد الأفراد على التحرر من هذا الإدمان، ودراسة ظاهرة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وتحليلها، وتأثيراتها المتعددة على الأفراد، وأيضا تحليل أسباب الإدمان، وإستعراض الآثار السلبية لإدمان وسائل التواصل الإجتماعي على جوانب مختلفة من حياة الفرد.
وإقتراح حلول وإستراتيجيات التي تساعد الأفراد على التحرر من هذا الإدمان وإستعادة السيطرة على حياتهم، وتوعية الأفراد بوجود مشكلة الإدمان الرقمي وتقديم خطوات عملية للتعامل معها، وفي ظل الإنتشار الواسع لوسائل التواصل الإجتماعي وتحولها إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، برزت ظاهرة إدمان هذه الوسائل كقضية تستحق الدراسة والتحليل على الرغم من الفوائد التي تقدمها هذه المنصات في التواصل والحصول على المعلومات، فإن الإستخدام المفرط لها قد أدى إلى ظهور سلوكيات إدمانية تؤثر سلبا على الأفراد في مختلف جوانب حياتهم بناء على ذلك.
إضافة تعليق جديد