رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 1 يونيو 2025 10:37 م توقيت القاهرة

إغتنام الأيام المعظمة في ذكر الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الحمد لله الذي أقسم بالعشر فقال "والفجر وليال عشر" أحمده سبحانه وتعالى وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه صلى الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن من فضل الله تعالى ونعمه الجليلة على عباده أن هيأ لهم المواسم العظيمة، والأيام الفاضلة لتكون مغنما للطائعين وميدانا لتنافس المتنافسين، ومن أعظم هذه المواسم وأجلها ما شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، ألا وهي أيام عشر ذي الحجة ففي هذه الأيام تتضاعف الحسنات إلى ثواب المجاهدين بل ويزيد عليه، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام، 

ويعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري، وهذا الموسم تعتبر أيامه أفضل أيام الدنيا، حيث روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أفضل أيام الدنيا العشر، يعني عشر ذي الحجة، قيل ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفّر وجهه بالتراب" رواه البزار وأبو يعلى، وعلل بعض أهل العلم الحكمة في كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا بأن أمهات الأعمال الصالحة والعبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها.

وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي يدل على التوحيد، وإجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها ولا يساويها سواها، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فأجاب "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر في رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة" فلا غرابة إذن أن يحرص السلف الصالح على إغتنام عشر ذي الحجة والإجتهاد فيه، فقد كان سعيد بن جبير رحمه الله وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق إذا دخلت العشر من ذي الحجة اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه، فماذا ينبغي لغير الحاج عمله في هذا الموسم العظيم الذي يستغرق عشرة أيام وعدد ساعاته مئتان وأربعون ساعة؟ وينبغي علينا أولا أن نصرف معظم وقتنا في هذه الأيام المعظمة. 

في ذكر الله عز وجل خصوصا التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح فإنها أفضل عبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل في مثل هذه الأيام، وقد أشاد الله بها في قوله تعالى " ويذكروا اسم الله في أيام معلومات" وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير" رواه الإمام أحمد والطبراني، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم اجعل الدائرة على أعدائك يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض، اللهم من أراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.