رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 11:18 ص توقيت القاهرة

إنشاء مركز عمليات مشترك من اجل اقامة منطقة امنة

كتب /أيمن بحر 
متابعة اعلامية /محمد محسن السهيمي 
رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الامني تعرقلت على مدى شهور، لكن وزير الدفاع التركى أعلن إنفراجة فى الأزمة بين الطرفين والإتفاق على المنطقة الآمنة، حيث قال" إكتملت تخطيطاتنا، وإستعداداتنا، وإنهاء نشر قواتنا على الأرض، ولكننا نريد أن نعمل مع صديقتنا وحليفاتنا الولايات المتحدة الأمريكية" الطرفان إتفقا على إنشاء مركز عمليات مشتركة من أجل إقامة المنطقة الآمنة شرق الفرات على طول الحدود التركية السورية بموجبها يمكن للاجئون السوريون العوده الى بلادهم، الممر الذى يبلغ عرضه ثلاثون كيلو متراً يضمن إبعاد وحدات حماية الشعب الكردى المسيطرة على هذه المنطقة، التى تعتبرها تركية جماعة إرهابية، وينبغى عليها تسليم أسلحتها والخروج من المنطقة، وبينما كان يتفاوض قادة الجيش التركى مع الأمريكان هدد رجب طيب أردوجان الرئيس التركى الدخول فى شمال سوريا، ويزعم تجفيف منابع الإرهاب، قائلاً" لا تستطيع تركيا الشعور بالأمان مالم تدمر هذا المرض السرطانى الذى تضخم بفضل الدعم بالسلاح من قبل حلفائنا" وزير الدفاع الأمريكى قال" إن أمريكا حليفة وحدات حماية الشعب الكردى، حيث ساندت هذه القوات بشكل حاسم فى طرد داعش بشمال سوريا" ، لكن تركيا تخشى تأثر الأكراد بتركيا بهذه القوات وبالإتفاقات الجارية تقدم واشنطون تنازلات من أجل أمن تركيا، لكن الى متى يؤجل أردوجان حملته العسكرية التى توعد بها. 
يجب أخذ تهديدات تركيا فى سوريا على محمل الجد، المؤشرات الحالية تشير الى أن تركيا تعد العدة لتوغل عسكرى فى سوريا قريباً، لكن ذلك قد تكون له تبعات مدمرة، كما يعتقد المحرر المختص بشئون الشرق الأوسط فى صحيفة فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ، راينر هيرمان، فى تعليقه التالى
تركيا ليست من الدول التى تجعل تهديداتها تمر دون أن تتبعها أفعال، لحد الآن نفذت تركيا مرتين تهديداتها الخاصة بالتوغل العسكرى داخل الأراضى السورية: المرة الأولى كانت عملية "درع الفرات" التى إنطلقت فى آب/أغسطس 2016 وإستمرت حتى آذار/مارس 2017، والمرة الثانية كانت عملية "غصن الزيتون" التى إنطلقت فى الربع الأول من عام 2018، ومنذ ذلك الوقت تسيطر تركيا على ما مجموعه 2% من الأراضى السورية.
ووسط نشوة هذا الإنتصار تريد تركيا عبر عملية توغل ثالثة توسيع سيطرتها على كامل أراضى شمال شرق سوريا، ويمكن للعملية العسكرية شرق نهر الفرات أن تبدأ بعد نهاية عيد الأضحى، فكل الإستعدادات العسكرية لذلك على طول الحدود التركية السورية قد إنتهت، كما تبدو الظروف مؤاتية لتنفيذ مثل هذه العملية.
على المستوى الدولى لا توجد قوة تستطيع أن تمنع تركيا من تنفيذ تهديداتها، وعندما هدد الرئيس الأمريكى ترامب مطلع العام الجارى بتدمير الإقتصاد التركى، تراجع أدروغان قليلاً من مواقفه، أما الآن، فالحكومة الأمريكية لا تتحدث حتى عن التهديدات التى أطلقتها بفرض عقوبات على تركيا بسبب صفقة الصواريخ الروسية أس 400، ويبدو أن أردوغان قد إستخدم أوراقه بشكل جيد: فهو يهدد بقوة بالتوغل فى سوريا ويرفع بذلك الضغط على واشنطن بشكل يدفعها الى التجاوب مع أنقرة على أمل تجنب تصعيد فى المنطقة.
الى ذلك تبدو الظروف الداخلية فى تركيا مناسبة، فبعد خسارة الإنتخابات البلدية الأخيرة، يحتاج أردوغان الى موضوع يوحد به الأمة ويحشدها خلف سياسته، والموضوع المؤكد يتمثل فى الأزمة مع الأكراد، فمنذ أن نفذت الدولة التركية عملية اغتيال لكادر كردى من حزب العمال الكردستانى المعارض فى 27 حزيران/يونيو والتى رد عليها حزب العمال بعملية إنتقامية تمثلت بإغتيال دبلوماسى تركى فى شمال العراق فى 21 تموز/يوليو، إشتعلت من جديد نيران الأزمة الكردية فى تركيا، أضف الى ذلك، إتساع رقعة الإستياء فى تركيا من اللآجئين السوريين، ما يمكن لأردوغان أن يبرر حملته العسكرية داخليا بالسعى لتوفير مكان آمن لترحيل اللآجئين السوريين من تركيا الى شمال شرق سوريا، لذلك تبدو مبررات وظروف عملية عسكرية تركية ثالثة فى سوريا بالنسبة لأنقرة مناسبة، لكن عملية من هذا النوع قد تتسبب فى ظهور سيناريوهات مدمرة ذاتياً، ففى واحد منها ستقف القوات التركية وجها لوجه أمام القوات الأمريكية الداعمة للأكراد، وإذا تجنب الأمريكيون الوقوف الى جانب الأكراد، فسيظهر السيناريو الثانى على الوجود والذى يتمثل فى دعوة الأكراد لنظام الأسد لمساعدتهم فى مواجهة الهجوم التركى، ما يعنى تمكين نظام الأسد من إستعادة السيطرة على مناطق سورية كان قد فقد السيطرة عليها منذ سنوات، وكنتيجة لذلك ستتخلى واشنطن عن قواعدها فى شمال شرق سوريا، عندها سيكون نظام الأسد هو الموجود على الجانب الآخر من الحدود مع تركيا، فى هذه الأثناء سيستغل تنظيم داعش الفراغ العسكرى والأمنى ليعود الى الظهور من جديد.
الإستراتيجيون فى أنقرة على درجة كافية من الذكاء لقراءة هذه السيناريوهات وأخذها فى الإعتبار، لذلك يأملون فى ممارسة اقصى الضغوط التركية على الجانب الأمريكى لدفعها الى قبول منطقة آمنة فاصلة بعمق واسع، فى هذه المنطقة لا يريد الأتراك أن يكون للأكراد وجود عسكرى فيها.
لكن أكراد سوريا أعلنوا بشكل واضح بأنهم لن يخضعوا لإرادة أنقرة ولن يتخلوا عن أهم الإنجازات التى حققوها فى المنطقة والمتمثلة فى الإدارة الذاتية لها، وبذلك تكون المواقف متضاربة، وفى العام الثامن للحرب السورية تجد المنطقة نفسها أمام جولة عنف جديدة، فالتاريخ يشير بشكل جلى أن تهديدات تركيا يجب أن تؤخذ على محمل الجد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.