رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 24 يونيو 2025 2:45 م توقيت القاهرة

إيران في حرب أكتوبر 1973 موقف من الظلّ... دعم لمصر في زمن التخاذل

بقلم د/سماح عزازي

في الحروب الكبرى، لا تُوزَن المواقف بكثرة التصريحات، بل بثقل الأفعال. وعندما تدفّقت دماء الجنود على ضفاف قناة السويس في السادس من أكتوبر 1973، كانت الحقيقة تُكتب على جدران الصمت العربي، بينما برزت مواقف لم تكن متوقعة من عواصم بعيدة. لم تكن القاهرة بحاجة إلى الشعارات، بل إلى من يمدّ لها يدًا حقيقية وسط اللهب، يدًا تحمل الوقود لا الخطب، وتقدّم العون لا الأعذار. في تلك اللحظة، وبينما خذل بعض الأشقاء مصر، وارتبك البعض الآخر خلف الحسابات الضيقة، جاءت ناقلات الشاه الإيراني محمّلة بما يُبقي نار الكرامة مشتعلة. إنه الموقف الذي لم يُعلن في الميادين، لكنه سُجّل في ذاكرة قائد، وفي تاريخ أمة... إنه موقف إيران في حرب أكتوبر

في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وقلّت فيه الأيادي الممتدّة في لحظة الحسم ، بل بما يُقدّم على الأرض، تأتي الحروب لتكشف من يقف في الخنادق، ومن يكتفي بالتصفيق من بعيد، ومن يُدير ظهره ثم يُنكر. وفي قلب ملحمة أكتوبر المجيدة عام 1973، سطّرت إيران الشاه محمد رضا بهلوي موقفًا مفاجئًا وصادقًا، حين قدّمت لمصر الدعم النفطي في أحرج لحظات الحرب، بينما تقاعست بعض العواصم العربية عن تقديم ما يليق بأمة تتعرض للغزو.

إيران ومصر... ما قبل الحرب
كانت العلاقات بين القاهرة وطهران في عهد الرئيس أنور السادات تتسم بالاحترام السياسي دون أن تشهد تحالفًا استراتيجيًا بالمعنى الكامل. لكن السادات، الذي قرأ خرائط السياسة الإقليمية بعين المستقل، لم يكن يغفل ما يمكن أن يقدّمه الشاه في وقتٍ بدا فيه الاصطفاف العربي هشًّا ومفتقرًا للثقة.

عزلة مصر... ونداء الكرامة
في ذروة الحرب، وبينما كانت قوات مصر تخترق خط بارليف وتعبر القناة وسط صيحات "الله أكبر"، كانت القيادة السياسية تواجه عزلة مُربكة على المستوى العربي. لم يكن العدو فقط في الجبهة، بل أيضًا في التخاذل، والتباطؤ، والحسابات الضيقة التي جعلت بعض العواصم تزن الموقف بميزان النفط لا بميزان الدم.

السادات، الذي كان يُجيد قراءة ما وراء الدخان، أدرك أن نداء الكرامة لا يُجاب دائمًا ممن نعتقد أنهم أهلها، وأن الحرب حين تُشتعل، لا تنظر إلى الجغرافيا، بل إلى النوايا.

حين اندلعت الحرب… من الذي وقف حقًا؟
مع انطلاق شرارة العبور في السادس من أكتوبر، كانت مصر بحاجة ماسّة إلى النفط لتشغيل الآليات الثقيلة، ورفع قدرة الجيش على الاستمرار في المعركة الطويلة. وفي هذا السياق، صرّح الرئيس الراحل أنور السادات في أحد خطاباته الشهيرة، قائلًا:
 "اللي وقف معانا بصدق في الحرب دي كان شاه إيران، مش بترول العرب، هو اللي بعت لنا ناقلات البترول وقت ما كنا في عزّ الأزمة".

وقد أكّد ذلك في أكثر من مناسبة، مشيرًا إلى أن بعض الدول العربية لم تقدّم الدعم المنتظر، بل تخلّت عن مصر في لحظة مفصلية من الصراع مع الاحتلال.

السادات يتحدث عن الشاه… ويفضح خذلان الأشقاء
في حديثه الصريح الذي كشف كواليس ما وراء الحرب، لم يتردد الرئيس أنور السادات في وضع النقاط على الحروف. فبينما كانت البنادق تصرخ على الجبهة، كانت مصر تُصارع أزمة حقيقية في الوقود، تهدد استمرار المعركة.
قال السادات:
 "لم يكن لدينا احتياطي بترول يكفي أكثر من خمسة عشر يومًا… كانت القوات المسلحة تستهلكه في أقل من ساعتين لو اشتدت العمليات. كنت أبحث عن بديل، عن حليف حقيقي لا يكتفي بالشعارات."

حينها، تابع الرئيس شهادته، وقال بلهجة الواثق المتألم:
 "الذي أنقذنا وقتها هو الشاه محمد رضا بهلوي… أرسل لمصر فورًا 600 ألف طن من النفط، دون طلبٍ ولا شروط. فعل ما لم يفعله أشقاء عرب بيننا وبينهم تاريخ ودين."

ولم يخفِ السادات مرارة الخذلان حين أشار إلى موقف العقيد معمر القذافي، فقال:

 "كنت قد اتفقت مع القذافي على توفير الدعم والتموين. وحين احتجنا إلى ما وعد به، تنصل… تركنا وترك المعركة. وعدني… ثم نكث. وفي لحظة المواجهة، لم أجد أمامي سوى الشاه الإيراني."

تلك العبارات الجارحة، الصادقة، خرجت من قلب رجل حمل أمانة الأمة في معركة الكرامة، فعرف من صادق، ومن خان، ومن اكتفى بالتفرّج من شرفات البلاغة.

شهادة الفريق الشاذلي أو أحد القادة العسكريين
الفريق سعد الدين الشاذلي – رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتها – لم يُخفِ في مذكراته الأزمة اللوجستية التي واجهت الجيش في الأسبوع الثاني من الحرب، حيث قال:
"لو لم تُحلّ أزمة الوقود، لتوقفت بعض وحداتنا بالكامل عن الحركة. كان الأمر أخطر من أن يُعلن."

وقد علّق ضباط آخرون في مذكراتهم، أن وصول شحنات الوقود بشكل مفاجئ "أنقذ الجبهة الغربية من الجمود"، دون أن يُعلن رسميًا مصدرها آنذاك.

ما بعد الحرب… علاقات مصرية إيرانية أكثر دفئًا
رغم الفجوة العقائدية بين نظام الشاه العلماني والإرث القومي العربي، إلا أن مرحلة ما بعد حرب أكتوبر شهدت تقاربًا حذرًا بين القاهرة وطهران.
السادات، الذي لم يكن يُجامل في قراراته، أظهر تقديرًا صريحًا لموقف الشاه الداعم، سواء في خطابه السياسي أو في اللقاءات الثنائية التي عُقدت خلال منتصف السبعينيات.
وقد سجّل التاريخ زيارات رسمية وتنسيقًا بين العاصمتين، أبرزها مشاركة إيران في دعم مصر اقتصاديًا خلال مرحلة ما بعد الحرب، وتوفير بعض الموارد الاستراتيجية.

وفي كتابات الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، ومذكرات عدد من قادة الجيش، وردت إشارات متكرّرة إلى أن السادات اعتبر موقف الشاه الإيراني "موقفًا من نوعٍ نادر، في لحظة تخلى فيها كثيرون عن مصر".

لكن هذا الدفء لم يدم طويلًا، فقد أدت الثورة الإيرانية عام 1979 إلى تغيير كامل في الخريطة السياسية، وقطيعة لاحقة مع مصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد واحتضان السادات للشاه بعد سقوطه.

 لقاءات السادات مع الشاه بعد الحرب
 بعد حرب أكتوبر، لم تنقطع العلاقات بين القاهرة وطهران،
 بل تعززت لفترة وجيزة، وتبادل الطرفان الزيارات والرسائل.
ففي عام 1975، التقى الرئيس السادات بالشاه محمد رضا بهلوي في عدة مناسبات رسمية، وأشاد في بعضها بـ"الموقف النبيل" الذي اتخذه الشاه تجاه مصر في أيام الحرب.
وقد نُشرت تفاصيل هذه اللقاءات في أرشيف وزارة الخارجية المصرية، وتحدث عنها محمد حسنين هيكل في أكثر من موضع، مؤكدًا أن "السادات لم ينسَ ما فعله الشاه".

 الشاه… دعم بلا ضجيج
لم يرسل الشاه الإيراني طائراته إلى الجبهة، ولم يُلقِ خطبًا نارية، لكنه أرسل ما كانت مصر تحتاجه فعلًا: النفط، بكميات ضخمة، في توقيت بالغ الحساسية.ستّ مئة ألف طن من النفط الإيراني تدفّقت إلى مصر دون أن تطلب القاهرة علنًا، ودون أن يتشدّق الشاه بالفضل.ولعل هذا ما دفع السادات لاحقًا إلى القول:
 "الرجل الوحيد الذي فهم ما نحتاجه دون أن نصرخ، كان محمد رضا بهلوي."

كان الدعم الإيراني هادئًا، فعّالًا، ومجردًا من المزايدات، وهي صفات قلّما اجتمعت في ذلك الزمن الملتبس.

الدعم الإيراني… بعيد عن الإعلام، قريب من الميدان
بعيدًا عن الكاميرات والبيانات الرنّانة، وصلت ناقلات النفط الإيراني إلى الموانئ المصرية خلال الحرب، لتزوّد القاهرة بما تحتاجه من وقود لتستمر عجلة الحرب في الدوران.
هذا الدعم لم يكن رمزيًا، بل عمليًا ومؤثّرًا، وقد ساعد في تجاوز واحدة من أكثر العقبات اللوجستية التي واجهت الجيش المصري.

 دور الإعلام المصري وقتها في كتمان الدعم الإيراني
 لم يُعلن الإعلام المصري وقتها عن الدعم الإيراني، لأسباب تتعلّق بالتوازنات السياسية في المنطقة، خصوصًا مع التوتر المصري-الليبي، والحرص على عدم إظهار أن الدعم الحاسم جاء من خارج الدائرة العربية. لكن ذكر الرئيس الراحل انور السادات في خطابته في اكثر من مناسبة و الوثائق التي ظهرت لاحقًا، في مذكرات قادة الحرب، لتكشف أن ناقلات النفط الإيراني وصلت بالفعل في الأسبوع الثاني من الحرب، وساهمت في إعادة توازن الإمدادات على الجبهة.

من حمل السلاح، ومن حمل الشعارات؟
حين نُشر لاحقًا سجلّ الدول التي ساعدت فعليًا مصر وسوريا في حرب أكتوبر، جاءت المفاجآت كبيرة. فالدول التي رفعت رايات العروبة كانت أقلّ فاعلية، والدول التي ظُنّ بها الحياد قدّمت ما يفوق التوقع.
فأين كان القذافي الذي رفع راية الوحدة؟
وأين كانت بعض دول الخليج التي اكتفت بالمراقبة؟
وفي المقابل، جاءت إيران – بكل ما فيها من تباينات حضارية ودينية – لتكتب اسمها في سجلّ من قدّم ولم يتاجر.

موقف الشعب الإيراني... تعاطف صامت تحت نظام صارم
رغم أن إيران في عهد الشاه كانت تلتزم الخط السياسي الغربي، إلا أن فئات واسعة من الشعب الإيراني – خاصة في الأوساط الدينية والمثقفين – عبّرت عن تعاطف كبير مع القضية الفلسطينية، ومع مصر في معركتها ضد الاحتلال.
غير أن النظام الملكي كان يُحكم قبضته على الإعلام والتعبير الشعبي، ما حال دون بروز أصوات شعبية عالية.

التاريخ لا يُكتب بالشعارات
إن الحديث عن مواقف الدول في حرب أكتوبر لا يحتمل المجاملة، ولا التلوين، فالمعارك تُكشف فيها المعادن.وإذا كان بعض القادة قد اختاروا أن يقفوا في مقاعد المتفرجين، فإن الشاه – رغم كل ما يُقال عن علاقته بالغرب – اتخذ قرارًا مستقلًا بدعم مصر، ليس انحيازًا أيديولوجيًا، بل إدراكًا لعدالة معركتها.

وقد يكون هذا أحد الأسباب التي جعلت الثورة الإيرانية لاحقًا تتبنّى موقفًا معاديًا لإسرائيل بالكامل، استكمالًا لما بدأه الشاه من دون ضوضاء.

 موقف شاه إيران من إسرائيل بعد الحرب
 رغم علاقات إيران الرسمية مع إسرائيل في عهد الشاه، فإن موقفه بعد حرب أكتوبر أصبح أكثر حذرًا وتحفظًا تجاهها.
تقول بعض الوثائق الأمريكية المسربة إن الشاه أوقف مؤقتًا بعض أشكال التعاون الاقتصادي غير العلني مع إسرائيل بعد أكتوبر 1973، لتجنّب صدام مباشر مع مصر والدول العربية.
بل إن بعض التحليلات تشير إلى أن دعمه لمصر كان رسالة ضمنية إلى الغرب مفادها: "لست تابعًا، أقرر حسب مصلحتي الإقليمية".

حين يكون الدعم من غير المتوقع
قد لا يكون الشاه رمزًا للثورة أو صوتًا للعروبة، لكن موقفه في حرب أكتوبر كان واضحًا لا يُنسى. وفي لحظة حاسمة من تاريخ الصراع العربي–الإسرائيلي، جاءت إيران غير العربية لتقول "نحن هنا"، بينما غاب البعض ممن تشاركهم مصر اللغة والهوية.ومثلما لا يُنسى من خذل، فلا يُنسى من وقف في لحظة الشدة.

دروس لا تموت
من حرب أكتوبر، خرجت دروس لا تُنسى:
أن بعض الحلفاء الحقيقيين قد لا يكونوا من الأقربين، وأن من يُحسن الظن دائمًا بالعروبة قد يُصاب بخيبة، وأن من نصرنا في السر، أصدق ممن صرخ في العلن.

وسيبقى موقف الشاه الإيراني – رغم كل التناقضات السياسية التي شابته في ملفات أخرى –
علامة ناصعة في لحظة التخلّي، ونقطة مضيئة في تاريخ الدعم الفعلي لمصر، حين كانت تواجه مصيرها وحدها

 واليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على تلك الحرب المجيدة، وبينما تشتعل جبهة جديدة في الشرق بين إيران والكيان الصهيوني، تعود الأسئلة القديمة من يقف مع من؟ 
وما هو موقف مصر من هذا الصراع المتجدد؟

مصر بين النارين… موقف الدولة لا موقف الشعارات
في خضمّ التصعيد الدائر بين إيران والكيان الصهيوني، تُدرك مصر – بتاريخها وثقلها – أن المنطقة ليست بحاجة إلى مزيد من الحرائق، بل إلى عقل يُطفئ فتيل الانفجار.
ليست مصر طرفًا في المعركة، لكنها ليست محايدة في القضايا الكبرى. فحين يتعلق الأمر بالأمن الإقليمي، تضع القاهرة مصلحة الأمة فوق الاستقطاب، وتحتكم إلى ميزان السياسة لا حماسة الجماهير.

ومع كل قذيفةٍ تتساقط، ومع كل خطابٍ يرفع منسوب التوتر، تُدرك مصر أن ما يُهدّد استقرار الشرق الأوسط ليس فقط الحرب المفتوحة، بل فقدان البوصلة.
وإن كانت القاهرة لم تصدر بيانات عاطفية، فذلك ليس غيابًا، بل حضورٌ عقلانيّ يوازن بين العدل والواقع، وبين حقّ المقاومة وخطر الفوضى.

في نظر الدولة المصرية، لا تُقاس المواقف بالصراخ الإعلامي، بل بالقدرة على حماية ما تبقى من توازنٍ هشّ في محيطٍ يشتعل.
ومصر – بما تملكه من تاريخ وحكمة – ليست في موقع التحيّز، بل في موقع مَن يتحمّل مسؤولية شعبٍ وأمةٍ بأكملها… تسعى إلى تجنيب المنطقة حربًا لا رابح فيها، ودمًا لا يتوقف بسقوط الخصم.

 الإنصاف في الكتابة التاريخية
 إن إنصاف الخصم السياسي – حين يُحسن – ليس ضعفًا، بل شهادة نزاهة، وتاريخ حرب أكتوبر، رغم زخمه العسكري، يبقى معركة أخلاقية في التوثيق.وإن كانت مصر قد خاصمت نظام الشاه لاحقًا لأسباب مفهومة، إلا أن واجب التوثيق يحتم علينا ألا نُنكر موقفًا فعله، ولا أن نُجمّل من لم يفعل.

لا يُكتب التاريخ بمن حضر، بل بمن قدّم، وترك أثرًا.
وفي سجلّ حرب أكتوبر المجيدة، تُسجَّل مواقف الشرف والخذلان كما هي، بلا تزييف ولا تجميل. قد يكون الشاه محمد رضا بهلوي ملكًا لا يعبّر عن خطّ المقاومة في قاموس العرب، لكنه في لحظة الحقيقة فعل ما لم يفعله بعض الأشقاء… قدّم لمصر ما تحتاجه لتصمد، حين كانت تنزف وقودًا على الأرض، وتنتظر من يوقد جذوة الانتصار.
وسيظل موقفه شاهدًا على أن الوفاء ليس حكرًا على قومٍ أو دين، بل هو جوهرٌ لا تملكه إلا النفوس الحرة.وحين يُعاد النظر في خرائط التحالف والخذلان، سيبقى موقف إيران في حرب أكتوبر درسًا بليغًا في السياسة، والعرفان، والتاريخ الذي لا يرحم المتفرجين.

المصادر والوثائق:
1. خطاب أنور السادات – أرشيف الرئاسة المصرية، أكتوبر 1974.
2. مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي – طبعة 1990.
3. أرشيف مجلة أكتوبر – عدد نوفمبر 1973.
4. حوارات محمد حسنين هيكل – برنامج "شاهد على العصر"، قناة الجزيرة.
5. كتاب "السادات والحرب" – أحمد بهاء الدين، دار الهلال.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
12 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.