شعر ـ للدكتور محمد سيد الدمشاوي
عَفَتْ الديارُ وخلَّفتْ أرزاءا = ألقتْ على وجهِ الجمالِ غطاءا
وتبدَّلت أحوالُ قلبٍ عاشقٍ = مِنْ بعدِ أنسٍ وحدةً وبكاءا
طللٌ إلى طللٍ هشيمٍ يشتكى = غدرَ السنين فلا يجيبُ نداءا
سبحان من كتبَ الخلود لذاته = وعلى الوجودِ نهايةً وفناءا
ولقد ظفرتُ من الزمانِ بحكمةٍ = ترضى الفؤادَ وتنفعُ العقلاءا
ممزوجةً بدم التجارب والحيا = تَهَبُ الجميعَ هدايةً وضياءا
اختر خليلَك قبل أن تشقى به = ويكون منك بلية وعناءا
فلقد وثقت بمَنْ يبيعُ ضميرَه = وقت اللّزوم خيانةً ودهاءا
وظَلَلْتُ أقبلُ للصداقة عذرَهُ = حتَّى غدا شرا وصار وباءا
حتى عرفتُ مصيبتي في صاحِبي = وقد استحالَ دواؤه أدواءا
باع الصداقة في البلاد رخيصةً = وغدا يُقطِّعُ رفقتي أشلاءا
فاخترْ صحابك يا صديقي واحتسبْ = غدرَ الصّحَابِ لدي الإلهِ رجاءا
إن الخليل الحق يكسب خِلَّه = وقت الشدائد عزة وعطاءا
ويكون تفريج الهموم لكَربهِ = ويذودُ عنه محبة ووفاءا
وإذا تَضِلّ تراه حصننا مانعا = ويكون من شرِّ الضلالِ وقاءا
وإذا ابْتُلِيتَ وجدته عونا على = كل البلاء ويفتديك فداءا
أما الذى في قلبــــــــــه مـــرضٌ فلنْ = يعطيك إلا شدةً وشقاءا
فاحذرْ خليل السوء واجتنب الذي =إن حل كان حلوله الرمضاءا
فلكم أخٍ من غير أمٍ أو أبٍ = ولكم قريبٍ يشبه الأعداءا
إضافة تعليق جديد