رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 11:57 ص توقيت القاهرة

اسأل تُجًبْ ( فضيلة الشيخ محمد شرف ) 

اعداد حمدى احمد

اعزائى متابعى برنامج اسال تجب اهلا ومرحبا بكم مجددا فى القاء الاسبوعى مع فضيله الشيخ محمد شرف ليجيب على استفساراتكم واسئلتكم 
س / هل تكفير من يرهب الناس ويؤذى الآمنين حرام ؟
ج / إن ترويع المسلم ظلم وتعد ظاهر، وهو حرام بكل حال، بل إن حرمته شديدة.
قال المناوي في فيض القدير: ترويع المسلم حرام شديد التحريم. اهـ.
وقد عدَّه بعض أهل العلم في الكبائر، كإبن حجر في كتابه: الزواجر عن اقتراف الكبائر. والشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه الكبائر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه. رواه مسلم.
قال النووي: فِيهِ تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم , وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه.
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه.
مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد, سَوَاء مَنْ يُتَّهَم فِيهِ, وَمَنْ لَا يُتَّهَم, وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا, أَمْ لَا، لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال. اهـ.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما.
رواه أبو داود وأحمد، وصححه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا أو جادا، فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه.
رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود وأحمد، وحسنه الألباني.
وقد عقد الحافظ المنذري في كتاب الترغيب والترهيب باباً في الترهيب من ترويع المسلم، ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جادا أو مازحا وذكر فيه عدة أحاديث أخرى.
أما أن أكفره من عدمه فهذا يرجع أمره إلى الله وحده .
فعن ابن عمر : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، قال : إذا سمى الرجل الآخر كافرا ، فقد كفر أحدهما ، إن كان الذي قيل له كافر فقد صدق صاحبه كما قال له ، وإن لم يكن كما قال فقد باء الذي قال بالكفر . والله أعلم.

س / ما هو الربا وما حكمه وكيف نتجنبه ؟
ج / بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. 
تعريفه: لغة: هو مصدر ربا يربو إذا زاد ونما، فهو بمعنى الفضل والزيادة والنماء، ومنه قول الله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} [الحج:5]؛ أي: ارتفعت وزادت عمَّا كانت عليه قبل نزول الماء، وقال الله تعالى: { أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} [النحل:92]؛ أي: أكثر عددًا وقوة، وقال الله سبحانه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة:276]؛ أي: يضاعفها ويباركها. 
اصطلاحًا: عُرِّف بتعاريف مختلفة: قال الحنفية: هو الفضل الخالي عن العِوَض بمعيار شرعي بشروط لأحد المتعاقدينِ في المعاوضة (حاشية ابن عابدين [4/184]). وقال المالكية والشافعية في تعريف الربا: هو عقد على عِوَض مخصوص، غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع التأخير في البدلين أو أحدهما (القوانين الفقهية 164، مغني المحتاج [2/21]). وقال الحنابلة: هو الزيادة في أشياء مخصوصة (كشاف القناع [3/251]). 
حكمه: الرّبا محرَّم في جميع الشرائع السماوية، وجاء تحريمه في الإسلام بأدلة قاطعة من القرآن والسنة والإجماع. فمن القرآن، قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:130]، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة:278-279]. 
فظاهر ارتباط النهي في هذه الآيات بالتحذير والوعيد الشديد والإعلام بالحرب من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على المُرَابِين دليلٌ قاطع على حرمة الربا، وعلى عظم مفاسده ومضارِّه على الناس من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. ومن السنة أحاديث كثيرة، نختار منها: 
• «اجتنبوا السبع الموبقات» وعدَّ منها «أكل الربا»؛ (متفق عليه). • «لعن الله آكلَ الرِّبَا ومؤكلَه وشاهدَيه وكاتبَه»؛ (متفق عليه). 
• وروى الدارقطني عن عبدالله بن حنظلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَدِرهمُ ربًا أشدُّ عند الله تعالى من ستٍّ وثلاثين زنيةً في الخطيئة». 
• ولقد أجمعت الأمة على أن الربا محرًّم وقال الماوردي: "حتى قيل: إنه لم يحلَّ في شريعة قط"؛ لقول الله تعالى: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ} [النساء:161]؛ يعني في الكتب السابقة (انظر: المهذب [1/270]، المغني [4/1] ).
أما كيف نتجنبه فيكون باتباع أوامر الله ولن يأتى ذلك إلا إذا كنت مؤمناً حقاً فالإيمان بالله يجعلك تتجنب أكل الربا ، وكذلك إذا كنت مؤمناً فلن تصغى للشيطان ولن تسير فى طريقه ، وإذا دعاك الشيطان إلى معصية بادره بالطاعة ، ولقد قال صلى الله عليه وسلم أيضاً فى كيفية تجنب الربا ... (( دع ما يَريبك إلى ما لا يريبك ))
[الترمذي عن الحسن بن علي] ، فهذا كله يجنبنا الوقوع فى الربا .

هذا وبالله التوفيق وإلى لقاء أخر أن شاء الله

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.