كثيرون من الكتاب ممن بحثوا في حقيقة العلاقة بين إسرائيل و أمريكا ، و ظن البعض منهم و بالطبع كانوا من العرب أن العلاقة قائمة على المصالح السياسية على أساس أن إسرائيل هي رجل أمريكا في #الشرق_الأوسط .
و دندن البعض على هذا الوتر حتى إنه دعا أمريكا إلى اتخاذ العرب بديلا عن إسرا ئيل و إنهم أي العرب سيكونون أكثر نفعًا لأمريكا من إسرائيل !!. و لو كان الأمر يتعلق بالمصالح السياسية لكان الأمر هيًنا أو لاستمع القادة الأمريكان لعرض #الدول_العربية بأن تكون بديلا لإسرائيل .
إًذا ماذا تعني العلاقة الحميمة بين أمريكا و دولة إسرائيل #الصهيونية ؟.
توصل الكثيرون و أنا أحدهم إلى حقيقة أن تلك العلاقة أساسها الدين ، أي ما جاء في #التوراة و #الإنجيل من #نبوءات حول المجيء الثاني للمسيح و #شعب_الله_المختار و #معركة_هرمجدون التورية .
و قد يقول قائل توجد عداوة قديمة بين المسيحيين و #اليهود ، و أن أيدي اليهود مازالت تقطر دمًا من دماء #المسيح كما يعتقد المسيحيون أن اليهود قتلة المسيح . و لكن الواقع المعاصر يؤكد أن هناك صلحًا بين الطرفين و أن بابا #الفاتيكان قد برأ اليهود من
دم المسيح ، و قال (( إن يهود اليوم لا يتحملون أوزار يهود الأمس البعيد )) .
و استفاد اليهود #الصهاينة من هذا الصلح المؤ قت و قاموا باختراق المسيحية و ظهرت الطائفة الإنجيلية الأصولية اليمينية في أمريكا كي تشكل الجناح اليميني المسيحي المؤيد لدولة إسرائيل و التمكين لها في الأرض ، و الواقع السياسي اليومي يؤكد ذلك .
و قد أشارت الكاتبة الأمريكية " جريس هالسل " إلى تلك الحقيقة الغائبة عن القادة و المفكرين العرب الذين يرفضون فكرة #المؤامرة حين ذكرت في كتابها الرائع " النبوءة و السياسة ": أخبرني الأستاذان برايس و نغودمان عن اعتقادهما أن " فولويل " و غيره من قادة الجناح اليميني المسيحي ، قدموا تأييدهم الجاهل إلى غزو عسكري مجنون غزو #لبنان ١٩٨٢ كلف إسرائيل ٦٥٤ قتيلا و ٣٨٤٠ جريحًا ، إن العبء المترتب على دفع مليوني دولار يوميًا لتمويل جيش
الاحتلال الغازي دمر اقتصاد إسرائيل و أدى إلى نسبة من التضخم لا تصدق رفعت أسعار المواد الاستهلاكية إلى حوالي ألف بالمئة ، و دفعت بأعداد لا تحصى من الإسرائيليين لمغادرة #الدولة_اليهودية إلى دول أكثر استقرارًا و خاصة إلى #الولايات_المتحدة .
و فوق ذلك استخلص الأستاذان أن القصف الإسرائيلي لبيروت و مجازر صبرا و شاتيلا أساءت إلى السمعة الدولية للدولة اليهودية بنسبة ما أساءت الحرب إلى اقتصادها .
ثم تضيف الكاتبة : و في عام ١٩٨٥ م قمت برحلة منظمة ثانية إلى الأرض المقدسة ، و خلال هذه الجولة تعرفت أكثر ، لماذا يؤمن ٤٠ مليون أصولي إنجيلي بأن الله يفضل اليهود على العرب ؟. تعرفت على زميل في الرحلة و هو مواطن أمريكي من ولاية جورجيا قال لي : إنه كان يتمنى لو ولد يهوديا . فسألته : إذا كان يعتقد أن غير اليهود هم بالضرورة أسوأ من اليهود ، لأن اليهود هم شعب الله المختار ؟.
أجاب بالتأكيد مضيًفا قوله : عندما خلق الله الكون أعطى بركته لليهود، من أجل ذلك فإن اليهود هم الأفضل و يختلفون عن غير اليهود ؟ !. إن الله أراد منذ أول الأمر أن يحصل اليهود على ملكية الأرض المقدسة ، و لقد حسم الله هذا الأمر و منح كل هذه الأرض لليهود .
و استشهد على قوله بآيات من الإنجيل و لا سيما الأصحاح ١٥ / ١٨ الذي يقول : لقد منحت ذرياتكم هذه الأرض من نهر #مصر إلى النهر الكبير نهر #الفرات .
و تقول جريس هالسل : هناك تساؤل حول معنى " نهر مصر " ذلك أنه يوجد جدول الآن يعرف باسم وادي العريش ، و كان يعرف في السابق باسم نهر مصر ، غير أن زميلي الأمريكي يقول : إنني أعتقد أن نهر مصر ليس سوى النيل . و إذا كان ذلك صحيحًا فإن أجزاء من مصر أي #سيناء و أراض أخرى تحت السيطرة المصرية تقع ضمن العطاء الإلهي لإبراهيم . و أضاف يقول : إنني اعتقد أنه عمل إثم أمام الله أن يفكر مسؤولون أمريكيون بوضع أية عملية للسلام يمكن أن تنتزع قدمًا واحدًا من الأرض التي منحها الله إلى الشعب الذي يملك أقدم حق بالملكية معروف للإنسانية !!.
و تقول " جريس هالسل " : و سألت إذا كان صحيحًا أن إله الكون أعطى حق الملكية لقلة ، ألا يفسر ذلك بالخصوصية و الأفضلية و التميز ؟. أجاب : إن الله لم يعد يمنح الأرض إلى غير اليهود أى العرب .
و سألته أي الكاتبة إذا كان يعتقد أن الكيان السياسي الحالي الذي يدعى إسرائيل و الذي أنشئ بعد مجزرة النازية الألمانية ، هو نفسه الكيان القديم الذي نقرأ عنه في #الكتاب_المقدس ؟.
فأجاب بالإيجاب و قال : (( إن الأمة العبرية قامت قبل ٣٠٠٠ سنة أو أكثر و الدولة العبرية التي خلقت في عام ١٩٤٨ م هما نفس الشيء و أن الإنجيل يقول : إن إسرائيل سوف تقوم من جديد و هذا ما حدث ، إن ذلك يقنعني أن الإنجيل صحيح )) .
و عدت بالسؤال أيضًا: هل إن الناس الذين قدموا أخيرًا إلى #فلسطين من أوربا مثل #مناحم_بيجن الذي جاء من بولندا و أقاموا بين الذين جاءوا من الولايات المتحدة هل أنهم بنفس الشكل مع الساميين الذين عاشوا في فلسطين قبل ٣٠٠٠ سنة ، أليس هؤلاء الساميون هم شرقيون ؟!. أجابني : إن اليهود هم شعب من عرق واحد .
فقلت : إن يهوديا يعيش في #اليمن يمكن أن يعتبر شرقيا ، و أن يهوديا يعيش في #فرنسا يمكن أن يعتبر قوقازيا ، بينما الفلاشا اليهود الأثيوبيون يعتبرون زنوجا . فرد قائًلا: لا ، إن جميع اليهود هم من عرق واحد ، و كانوا كذلك منذ أيام إبراهيم . و أكد على أن العالم يتألف من عنصرين فقط من الشعوب هما اليهود و غير اليهود ، و إن عين الله هي دائمًا على شعبه اليهودي . و قال أيضا : (( إن فلسطين هي الأرض التي أختارها الله لشعبه المختار و إنني لو كنت يهوديا
لكان لي الحق في أرض فلسطين مثل #بن_جوريون و بيجن و شامير و #جولدا_مائير، و بوبي براون و غيرهم من المهاجرين ، فبموجب قانون العودة اليهودي ، فإن أي مهاجر يهودي من أم يهودية أو تحول إلى اليهودية يمنح الجنسية )) .
و سألته عما إذا كان يؤثر التحول إلى اليهودية ؟ فأجاب بالنفى مؤكدًا على أن من واجبات المسيحيين مباركة اليهود و دعمهم في كل ما يتطلعون إليه و الوقوف إلى جانبهم ، و قال : (( لقد كانت إسرائيل على حق في غزو لبنان ، فإذا صادروا أراضي عربية فإن لديهم الحق الإلهي في أن يفعلوا ذلك و كان يجب إن يأخذوا أكثر )) .
و سألته : هل الكتاب المقدس يقول : إن الله أراد من إسرائيل إن تغزو لبنان في الوقت المحدد الذي قامت فيه بعملية الغزو ؟ فرد بالإيجاب : نعم . و قال : (( إن الغزو كان جزءا من الرؤيا ، إن الفلسطينيين الذين قاتلوا الإسرائيليين و الذين هم جزء من #منظمة_التحرير_الفلسطينية استعملوا أسلحة قدمها لهم الاتحاد السوفياتي و هكذا فإن الحرب كانت حرب الاتحاد السوفياتي بالواسطة ، حيث إن منظمة التحرير كانت تقاتل في مكان الروس ، و هكذا فإن هزيمة منظمة التحرير كانت هزيمة للروس )) !!.
و أضاف : إن الكتاب المقدس ينبئ لنا أيضا أن علينا أن نتوقع هجومًا يشنه على إسرائيل الروس و اتحاد القادة العرب ، إننا على ثقة من أن هذا الهجوم قادم لأن كتابي دانيال و حزقيال تنبأ به .
و أضاف : إننا نؤمن أن التاريخ يطوي الآن مرحلته السابقة و هي مرحلة الذروة : أقامته مملكة المسيح ، حيث يحكم المسيح من القدس لألف سنة ، إن كل اليهود سيتحولون إلى المسيحية ، و سوف يساهمون في مملكة الألفية ، مملكة حقيقية على الأرض تكون القدس مركزها الرئيسي .
و تقول جريس هالسل : و سألته عن أسماء الأحداث التي يجب أن تسبق المرحلة السابقة فأجاب :
أولا : عودة اليهود إلى أرض فلسطين .
ثانيًا : إقامة دولة يهودية .
إن خلق إسرائيل جديدة مع عودة اليهود إلى الأرض التي وعدهم الله بها ، يعطينا دليلا لا يناقش على أن خطة الله المباركة هي موضع التنفيذ ، و أن العودة الثانية لمخلصنا قد أكدت ، و بالنسبة إلى أن خلق دولة إسرائيل هو أهم حدث في التاريخ المعاصر ، فإنها تمثل الخطة الأولى نحو بداية نهاية الزمن ، لقد أعطانا الله إشارة في عام ١٩٦٧ م عندما منح النصر لإسرائيل على العرب و مكن اليهود من أخذ الأرض التوراتية يهودا و السامرة و السيطرة العسكرية على مدينة القدس ، فلأول مرة منذ أكثر من ٢٠٠٠ سنة أصبحت القدس تحت سيطرة اليهود ، و قد أشار في ذلك لأنه جدد إيماني بقوة و مصداقية الكتاب المقدس .
ثالثًا : التبشير باللاهوت لجميع الأمم بما في ذلك إسرائيل ، فمن خلال الموجات القصيرة لأجهزة الراديو و التلفزيون نشرت رسالة المسيح حول العالم ، و لدينا الآن ٤٠ بعثة ، إنجيلية حول العالم ، لقد وصلت الدعوة إلى جميع الأمم .
رابعًا : صعود الكنيسة و أنا أتوقع ذلك في أي وقت .
خامسًا : وقوع الفتنة حيث تحدث معاناة كبيرة و سيعاني كل أولئك الذين يؤمنون من عذاب شديد ، و سيخوضون الحروب ، و بقيادة أعداء المسيح .
سادسًا : وقوع معركة هرمجدون .
إنني مع كوني سعيدًا لعودة اليهود إلى فلسطين و لقيام دولة إسرائيل فإنني أشعر أن اليهود لم ينجزوا مهمتهم تماما أو أن على اليهود أن يملكوا كل الأرض التي أعطاها الله للعبرانيين ، أي أن على اليهود أن يملكوا كل الأرض التي منحها الله قبل عودة المسيح ، و ان على العرب مغادرة هذه الأرض لأن هذه الأرض تخص اليهود ، و الله أعطى هذه الأرض لليهود ( المصدر : كتاب النبوءة و السياسة ) .
و إلى هنا ينتهي كلام هذا الأمريكي الذي يمثل عقيدة أكثر من ٤٠ مليون أمريكي أصولي مؤيد لإسرائيل حتى النخاع .
إنهم الحكام الجدد لأكبر دولة في العالم أو للدولة التي تتحكم في العالم عسكريا و اقتصادي إنه الفكر الصهيوني التوراتي الذي يسعى إلى تدمير الكرة الأرضية من أجل عيون اليهود .
إضافة تعليق جديد