▪️بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
قصة اعتناق قبيلة حاتم الطائي الإسلام بسبب كرم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان وما زال عنوان الإنسانية والحكمة والأخلاق
#قالت سفانة الاسيرة الغير مسلمة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم خلي عني
ولا تشمت بي قبائل العرب الا تعرف ابنة من انا ؟
انا ابنة اكرم عربي فتعجبوا من حسنها فلما تكلمت نسوا حسنها وتفكروا في عذوبة منطقها قائلة :
يامحمد هلك الوالد وغاب الوافد ؛ فان رايت ان تخلي عني ولاتشمت بي الاعداء من قبائل العرب فانت اهل لذلك .
فنحن سبايا قبيلة بني طيئ وانا وافدتهم يعنى المتحدث الرسمي باسمهم .
فان ابي كما تعرف وتعرف العرب جميعهم كان يحب مكارم الاخلاق .
فكان يطعم الجائع ويفك العاني ويكسو العاري وما رد طالب حاجة ابدا .
#وكانت سفانة مراة عيطاء لعساء عيناء .
والعيطاء : الطويلة المعتدلة بين النساء .
واللعساء : جميلة الفم والشفتين .
والعيناء : واسعة العينين .
#فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك واسم ابيك ومن اوفدك ؟
قالت : والدي حاتم بن عبدالله الطائي .
ووافدي أخي عدي بن حاتم الطائي .
[وكان عدي قد فرّ الى الشام بعد هزيمة قبائل بني طي أمام المسلمين في السنة التاسعة من الهجرة ، ثم تنصّر هناك وإلتجأ إلى ملك الروم .
#فقال صلى الله عليه وسلم :
فأنت أبنة حاتم الطائي ؟
قالت :بلى .
فقال صلى الله عليه وسلم :
يا سفانة هذه الصفات التي ذكرتيها إنما هي صفات المؤمنين .
ثم قال لأصحابه : أطلقوها كرامة لأبيها لأنه كان يحب مكارم الأخلاق .
فقالت لست وحدي يارسول الله بل أنا ومن معي من قومي من السبايا والأسرى ؟
فقال صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي نبي الرحمة ومكارم الاخلاق :
أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها .
#ثم قال صلى الله عليه وسلم :
[أرحموا ثلاثاً ، وحق لهم أن يُرحموا :
عزيزاً ذلّ من بعد عزّهِ .
وغنياً افتقر من بعد غناه .
وعالماً ضاع ما بين جُهّال .
فلما رأت سفانة هذا الخلق الكريم الذي لايصدر إلا من قلبٍ كبير ينبض بالرحمة والمسؤولية .
قالت وهي مطمئنة :
أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
وأسلم معها بقية السبي من قومها ، وأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ماغنمه المسلمون من بني طيئ إلى سفانه .
#ولما تجهزوا للرحيل قالت سفانة :
يارسول الله إن بقية رجالنا وأهلنا صعدوا إلى صياصي الجبال خوفاً من المسلمين فهل ذهبت معنا وأعطيتهم الأمان حتى ينزلوا ويسلموا على يديك فأنه الشرف ؟
فقال : صلى الله عليه وآله وسلم :
سأبعث معكم رجلاً من أهل بيتي دعوته كدعوتي يحمل إليهم أماني .
فقالت من هو يارسول الله ؟
قال : علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
#ثم أمر النبي أن يجهزوا لها هودجاً مبّطناً تجلس فيه معززة مكرمة وسيرها مع السبايا من قومها ومعهم علي بن أبي طالب حتى وصلوا إلى منازل بني طي في جبل أجأ .
#ونادى الإمام علي بأمان رسول الله بأعلى صوته حتى سمعه كل من في الجبل .
فنزلت رجال طي وفرسانها جماعات وفرادى إلى الوادي فلما وقعت أبصارهم على نسائهم وأبنائهم وأموالهم وقد عادت إليهم بكوا جميعا وألتفوا حول الإمام وهم يرددون الشهادتين ، فلم يمض ذلك اليوم إلا ودخلت كل قبيلة بني طي في الإسلام .
#ثم بعثت سفانة الى أخيها عدي تخبره عن عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه ، وحثـّتهُ على القدوم إلى المدينة المنورة ومقابلة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
والإعتذار منه والدخول في الإسلام .
#فتجهز عدي من ساعته وقصد المدينة ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم على يديه الشريفتين .
ثم عاد الى قومه معززاً مكرماًً وصار بعد ذلك من خيار المسلمين .
#هكذا نرى كيف أن هذا الخلق النبوي قد جعل من الناس العصاة بشر طائعين مسلمين .
هذا هو الإسلام الحقيقي ومن تخلق بعكس ذلك فهو ليس من الإسلام في شئ .
اللهم صل وسلم علي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون .
وارض اللهم عن صحابته الابرار الاطهار ابي بكر وعمر وعثمان وعلي والتابعين لهم باحسان الي يوم الدين .
إضافة تعليق جديد