"الآونلاين" بين مؤيد ومعارض

كتبت/ وسام داود

مابين آراء ناس مؤيدة لنظام التعليم الآون لاين يروا أن هذا النظام آمن ومريح لهم للحفاظ على حياتهم من فيروس كورونا، وأنه خطوة هامه في مواكبة العصر والانفتاح على العالم التكنولوجي العالمي، الذي يعتمد على البرمجة، ومعتقدين أنها خطوة هامة للقضاء على مافيا الدروس الخصوصية، واستنارة عقول جيل من الشباب العصري، وآراء ناس معارضة للنظام لأنها تجربة جديدة عليهم، وليس لديهم الخبرة الكافية في التعامل معه، ويروا أنه منذ عصور ونحن نعتمد على النظام الورقي والحفظ والتلقين فتعودوا على ذلك، فكان من الصعب نقلهم للدراسة أونلاين دون ممارستهم على هذا النظام سابقا قبل تطبيقه.

ومن خلال حديثنا مع بعض المصادر بخصوص هذا النظام، صرح دكتور سيد عبدالرحمن، الأستاذ بقسم الإعلام، قسم الاتصالات التسويقية بتأييده لنظام التعليم الاون لاين ؛ نظراً لعدم وجود بديل له في الوقت الحالي وفي الظروف الراهنة، كما نصح الطلاب المعارضين بالتكيف مع هذه التقنية في الوقت الحالي، أو عليهم أن يعطوا بديل مناسب وعملي في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وذكر أحمد محفوظ، معلم لغة عربية بمركز كوم حمادة بالبحيرة، أن التعليم المثالي يتحقق في حالة وجود المعلم أمام الطالب ويقدم له معلومات قوية تفيده، كما يتابع المعلم الطالب بحركاته ومدي تركيزه وتفاعله معه من خلال سؤال المعلم وإجابة الطالب عليه، وتمنى زوال هذه الشده والعودة إلى ماكنا عليه من احترام المعلم وتقديره، وتقديم محتوى دراسي يفيد الطالب والمعلم ومن ثم يفيد البلاد ودعنا بما يسمى" أون لاين" .

وقال أسامة السقا، طالب بالفرقة الثالثة، بكلية هندسة البترول إن هذا النظام في الوقت الحالي هو الأنسب لتجنب الإصابات بفيروس كورونا، ولكن تطبيقه في كليات مصر شئ شبه مستحيل لتعود معظم الدكاترة على أسلوب معين، ومن الطبيعي وجود صعوبة لديهم قبل الطلبة في التعامل مع هذا النظام، مضيفا أن وجود مثل هذا النظام سيكون صعب جدا على الطلاب التي تعتمد كلياتهم على الدراسة العملية أكثر من النظرية.

ويرى محمد سمير داود، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب البشري بجامعة عين شمس أنه من الصعب نجاح منظومة التعلم عن بعد  مع كلية معظم الدراسة فيها قد تكون عملية، ومن الأصعب تعلم العملي أون لاين، وأن هذا النظام سئ جدا بالنسبه لطلبة كلية الطب لتحويل الدراسة من عمليه سواء الحضور في الكليه والمعامل وتدريبهم في مستشفى الجامعة إلى نظرية على الإنترنت، وطالب بسرعة وجود حل بديل.

وعارضت منة الله محمد العويدي، طالبة بالفرقة الثانية بكلية التربية جامعة السادات، هذا النظام لعدم قدرة بعض الطلاب على حمل أو شراء الهواتف ، وعدم قدرتهم  على دخول شبكة واي فاي إلى المنزل، وأضافت منه أن وجود الطالب أمام المعلم أو الدكتور مباشرة يسهل عليه التواصل معه في إعادة الشرح مرة أخري في حالة عدم وصول المعلومة لديه، لكن مع منظومة التعلم عن بعد يجد الطلاب صعوبة في ذلك لتأخر المعلم في الرد على الطالب نظراً للضغط عليه من كثرة الأساله، وذكرت أيضاً استغلال بعض الدكاترة لمثل هذه الظروف فبدلاً من أن يشرح الدكتور محاضره واحده في الأسبوع كمان كان من قبل، استغل فرصة الآون لاين بإرساله لجميع المحاضرات في يوم واحد دون شرح، وطالبت منه بتخفيف المناهج ونكتفي بما درسناه حتى منتصف مارس، إما إلغاء التيرم ويتم توزيع مواده مع العام الدراسي الجديد 2020/2021.

وعبرت إيمان العيوني، طالبة بالثانوية العامة بمدرسة عبدالواحد البسومي بمركز كوم حمادة بالبحيرة عن شدة حيرتها وتوهانها وسوء حالتها النفسية بنظام التعليم الاون، لعدم وجود قرار ثابت بخصوص الثانوية العامة، وأن هذا النظام لا ينفع معهم لدخول الطلاب على برامج أخرى ويستغرقون عليها وقت طويل ولا يستطيعوا السيطره على أنفسهم، كما أعربت عن شدة فرحتها بقرار طارق شوقي، وزير التعليم، بأن إمتحان الثانوية العامة فيما درسه الطالب حتى منتصف مارس، أما ندا أشرف، طالبة بالصف الأول الثانوي بمدرسة عبدالواحد البسومي بمركز كوم حمادة بالبحيرة ترى أن فكرة هذا النظام جيدة من أجل التطوير والارتقاء بالمنظومة التعليمة، كما تعارضه لعدم وجود الإمكانات اللازمة لبناءه في مصر في ظل هذه الظروف، كما أنه لايحقق العدل بين الطلاب؛ نظرا لسهولة الغش عليه.

ويبقى الحال كما هو عليه، وننتظر النتيجة والأيام المقبلة التي تبين لنا هل هذه كانت خطوة جديدة وإيجابية، هل ساهمت في تطوير مصر وعلمتنا العمل تحت ضغط والإعتماد على أنفسنا، أم كانت هذه الخطوة سلبية ولم نستطيع التكيف مع هذا النظام، سنترك الفترة المقبلة هي التي تجاوب علينا بخصوص هذا النظام...