رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 مايو 2024 10:47 ص توقيت القاهرة

الأحزاب للتنمية السياسية ليس لتنمية ملئ البطون.

عبدالحميدشومان
من المعلوم لمن هم يحبون من أمثالي في عالم السياسة بأن العمل الحزبي هو الركيزة الأساسية وألهام لذا فمن وجهة نظر
متدرب في صفk.G1 مثلي.
أرى أنه حيث توجد احزاب يوجد فكر سياسي وحيث يوجد فكر سياسي هناك قاعدة صلبة تؤسس لمجالس نيابية وشعبية محلية فاعلة كي ينبثق عن تلك الأحزاب أعضاء يشاركون في صنع القرار في كل ما يتصل بأمور الدولة الداخلية والخارجية مع أهمية ملاحظة انه تكون هنالك احزاب دون وجود ديمقراطية حقيقية والتي هي الاساس في تشكيل الأحزاب...
ان تنوع الاحزاب بين يميني ويساري ووسطي معتدل يجعلها تتطابق وصول الناس عامة سواء كانوا منتمين لتلك الاحزاب ام لا فالمهم في هذا الصدد ان تكون للأحزاب برامج حقيقية تنموية وسياسية يسعى الحزب لتحقيقها عبر من يصل من منتسبيه الى المجلس النيابي اولئك الذين يحافظون على ولائهم لمبادئ الحزب ويقومون بتطبيق برامجهم اذا ما تولوا المسؤولية وهذه البرامج هي بالضرورة برامج تنموية وسياسية تسعى من وجهة نظر واضعيها الى مصلحة الوطن ومستقبله فيتبنون تحقيقها وهذا بالتالي يخلق التنافس الصحي المطلوب بين الاحزاب والذي يجعل من الوطن هدفاً للارتقاء به ومن الأمة مجالاً للخدمة المتميزة التي تقوم به تلك الاحزاب من منجزات تنموية تتحقق على ارض الواقع فتحسب لها وتوجب الاعجاب بأدائها فأية حكومة لا تقوم على اساس خدمة الوطن والمواطن ولا تحقق انجازات ملموسة باتخاذ قرارات جريئة لمصلحة المواطنين هي في واقع الحال محكومة بالفشل وبرغم وجود الافراد المؤهلين غير الحزبيين ممن يتولون المسؤولية بنجاح الا ان هذا يظل في اطار الجهد الفردي والذي لا يثمر الا بالاستناد الى جهود جماعية مخلصة.

لهذا تعتبر الاحزاب الركيزة الأهم في التنمية السياسية.. وهي الدافع الاقوى في الاصلاح السياسي.. لأن العمل الحزبي يستقطب السياسيين كأفراد وكذلك المفكرين والمثقفين.. ويساهم بشكل فاعل في تسييس الأمة ويحفز افراد الشعب على المشاركة في الانتخابات النيابية والمحلية بشكل اشمل لايصال ممثليهم إلى تلك المجالس لاعتقادهم.. ان اولئك يمثلونهم اصدق تمثيل ويعتقدون انهم سيحملون هموم المواطنين لاثارتها عبر مجلس النواب من خلال الأعضاء اللذين وصلوا لمجلس النواب من منتسبي تلك الأحزاب. الفرق بين ان يكون النائب حزبياً او غير حزبي هو ان الاول يكون مسؤولاً امام حزبه الذي ساهم في ايصاله الى المجلس النيابي وبالتالي يكون ملزماً بتطبيق برنامج الحزب فيخضع لمراقبة في الأداء ومتابعة دقيقة ومتواصلة من قبل هيئة الحزب بينما الآخر ربما يطرح شعارات براقة يتخلى عنها مجرد وصوله الى المجلس النيابي!.

النظام الحزبي معمول به في اغلب دول العالم المتحضر.. نرى ذلك في اميركا وبريطانيا الرائدتين في هذا المجال... ونرى كيف تقف الأحزاب الاخرى المعارضة بالمرصاد للحزب الذي يتولى السلطة مما يحفز الحزب الحاكم على الأداء الأمثل. وبالتعريج على التجربة الحزبية في العالم العربي نرى انها ما زالت تراوح مكانها لم تصل حتى الآن الى المستوى المطلوب الذي يحقق الديمقراطية ويخدمها..

وكما رأينا تجربة حديثة العهد حزب الحرية والعدالة حين وصل الى السلطة مارس القمع ضد الأحزاب الأخرى وحتى المواطن العادي حين اعترض على سياستهم واقامت نظام الحزب الواحد مثلما كان في العهد المباركي حيث الحزب الوطني وغيبت الديمقراطية تماماً تلك التي تتيح للأحزاب الاخرى التفاعل فيما يجري من قضايا تستدعي الدعم او المعارضة.
فلا تقوم الاحزاب الا بديمقراطية حقيقية ترعى حقوق الفرد في التعبير وتؤكد على حرية الكلمة المخلصة التي ترقى بالفكر السياسي والتنموي على مستوى الوطن وتعمل على مصلحته وتقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية في الداخل والخارج وتكون الدرع الواقي للوطن في زمن بات فيه التسلح فكرياً من اهم وسائل الدفاع عن النفس.. وختامها ألا يكون من أهم ما تقوم به الأحزاب تنمية ملئ البطون وتنسى الدور الحقيقي الذي من أجله
تأسست وهي التنمية السياسية..

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.