رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 22 مايو 2024 3:26 م توقيت القاهرة

الأماكن والأشخاص والذكريات وعلاقتها بالحالة النفسية

بقلمي : جمال القاضي

(بدون فصحى )

كل واحد فينا احيانا بيمر بلحظات محتاج فيها يكون لوحده ، محتاج يستريح وفي خلوه بعيد عن ناس معينين أو بعيد عن مكان بيعيش فيه او يروح لزمان تاني غير الزمان ال بيعيش فيه  في لحظات تخلو من هموم الحياة .

اللحظات دي هي  عبارة عن لحظات  استعادة الحالة النفسية لحالتها الطبيعية ، بمعني شحن النفس والروح بنوع من الهدوء ال بيخلينا نقدر نمشي في الحياة بأقل تعب ، اللحظات دي هي لحظات لجوء إضطراري لأماكن ، أو مرغوب لأشخاص ،او رجوع للخلف لزمان وذكريات .

يعني إيه الكلام ده ، و أماكن إزاي ، كلنا اكيد خرج في يوم مع حد بيحبه ، ممكن يكون حد من أسرته ، أو حد من الأصدقاء ، او إنسان كان ومازال بينا وبينه علاقة حب ، وصادفت لحظة الفرح دي في مكان حسينا فيه بنوع من الراحه والهدوء النفسي ، المكان ده بيبقى محفور جوانا بكل تفاصيله ، ولما نحب نستريح ونشحن نفسنا بشحنات سعاده بدل ال خلصت عندنا أو إستهلكت مننا بسبب الهموم  اكيد اول حاجه نفكر فيها لو فيه فرصة إننا نرجع  نعيد تاني نفس اللحظات الحلوه وبنفس الأماكن .

 نوع تاني من الناس احيانا لما يحب يرتاح عنده شيء تاني غير المكان ، وهو أشخاص كان بينه وبينهم نوع من الألفة والمودة والإنسجام والراحه النفسية ، لما يتكلم معاهم بيفهموه ، كأنهم عارفين إيه ال جواه بالضبط ، بيطلعوا  منه أحزانه ويفرغوها بعيد عن نفسه بطريقه سحريه منهم، ومش كده وبس لا ،ممكن كمان يرجعوه زي مكان مرسوم على وشه ضحكه صافيه ، الناس دي بتكون في نظره مصدر لسعادته ، وملجأ بيلجأوا إليه لما بيحس بخنقه ، بيرجعلهم لما يشتاق لنفسه ، لما يحب يحس أن فيه حد بيسمعله ، لما يكون مخنوق من الدنيا ، لأنه متأكد تماما  إنهم هم بس ال عارفين إيه ال فيه ويتعاملوا معاه ازاي .

ونوع أخير من الناس بس مختلف ، مش بيلجأ لأشخاص ولابيلجأ  لأماكن زي ال إتكلمنا عنهم  ، ده غريب شويه ، طبيعته بيحب العزله والإنعزال عن الناس ، رغم إنه من قبل كان غير كده خالص ، ، عايش وشايل  جواه ذكريات من الماضي  ، من طفولته ممكن ، من  أهله ال فقدهم ، أب كان بيحبه وكل ال كان بيعمله معاه من حاجات حلوه لسه محفوره بخياله ، من أم كانت بتعامله بحنان دايما ،ومش بتخليه محتاج لحاجه كانت نفسه فيها.

من أخ كان دايما واقف جنبه ويدافع عنه وياخد له حقه ، من أخت وهيا صغيره كانت دايما حواليه وضحكتها المجنونه ال لسه بيسمعها بخياله وصوتها لسه أذنه بتسمعه ،وكأن اللحظة هيا نفس اللحظة متغيرتش بزمانها ومكانها  وكل تفاصيلها  .

لكن كل دول فقدهم ، ساعتها علشان يفرغ شحنة همومه بيقفل على نفسه كل حاجه ،لأن مشتاق الذكريات دي ، يقفل تليفونه ،  أو يلغي كل المواعيد بشغله ، أو يقول مليش نفس اكلم حد ، ونفسي أكون لوحدي ، اللحظه دي بيكون محتاج يقفل على نفسه باب حجرته  حتى النوافذ كمان  ، مش عايز اي حاجه ولا أي حد يقطع عليه شريط ذاكرته ولا ذكرياته ال بيعشها ، اللحظة دي ال بيحب يكون فيها لوحده ، هي لحظة استرجاع الذكريات الجميله ، لحظة الشحن النفسي والروحي ، وبعد كده يخرج منها بشكل تاني ، انسان بيضحك لأنه عاش الماضي الموجود لسه بذكرياته وإستحضره من خياله وكأنه على شاشة تلفزيون وبكل تفاصيله وبعد كده حالته النفسيه تكون اتشحن بنوع من الفرحه والسعاده.

بقلمي : جمال احمد القاضي

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.