رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 1:53 م توقيت القاهرة

الإسراء والمعراج دروس وعبر

بقلم / علاء عبد المجيد الفقي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

في كل عام ومع بداية شهر رجب الأصب تهل علينا ذكري عظيمة ومحببة إلي قلوبنا هي ذكري معجزة الإسراء والمعراج والتي حدثت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب علي الرأي المختار لدي أهل العلم ، والإسراء والمعراج معجزة عظيمة حدثت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكريماً وتشريفا له - صلي الله عليه وسلم - فلم تكن حدثا عاديا وانما كانت تكريماً إلهيا وعطاء ربانيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أصابه من أذي المشركين ما أصابه فصبر وصابر وتحمل ما لا تتحمله الجبال الرواسي ففي عام واحد مات عمه أبو طالب الذي كان يدافع عنه ويقف في وجه المشركين حماية له - صلى الله عليه وسلم - وماتت زوجته خديجة التي كانت تخفف عنه الأذي حتي سمي هذا العام بعام الحزن فكان لابد من حدث عظيم يخفف من آلام النبي الكريم وهذا درس عظيم نتعلمه من دروس الإسراء والمعراج أن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر وأن اليسر دائماً يأتي بعد العسر وأن الفرج دائماً يأتي بعد الضيق لكن لابد من الصبر فمهما اشتد كربك ومهما عظم بلائك اصبر وأعلم أن العاقبة للمتقين والصابرين . 
حدثت الإسراء والمعراج وكأن السماء تنادي علي رسول الله وتقول له يا محمد إذا كان قد جفاك أهل الأرض فقد حبك أهل السماء وإذا كان قد اعرض عنك أهل الشقاء فقد رحب بك أهل النقاء وإذا كان أهل الأرض لم يعرفوك فإن أهل السماء قد عرفوك وتزينت السماء احتفالاً واحتفاء بقدوم خير الأنام ومصباح الظلام محمد - صلي الله عليه وسلم -

وازين البيت الحرام وظل يرتقب الندا
وتطاولت اعواده والمسجد الاقصي شذي
وتساءل الحدثان والثقلان ماهذا الصدي
فأجابت السبع الطباق سنا بعالمكم بدا
فاليوم إسراء ومعراج اقيم لأحمدا
جبريل نادي في السماء وراح فيها واقتدي
نادي الملائكة العلي حيو النبي محمدا

إن معجزة الإسراء والمعراج معجزة خالدة بخلود القرآن الكريم حيث خلدها ربنا حين قال ( سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) يخبرنا ربنا أن مقام العبودية هو أعلي وارفع المقامات فلم يقل سبحانه سبحان الذي أسري برسوله ولو يقل سبحان الذي أسري بنبيه وانما قال سبحان الذي أسري بعبده وكأن الله عز وجل يقول لنا إذا أردت أن ترتقي إلى السماء فكن عبدا لله في الأرض أولا ، حقق العبودية الحقيقة لرب البرية ستجد أنك تصل إلى أبعد مما كنت تتمني نتعلم من الإسراء والمعراج تحقيق العبودية الحقيقة لرب البرية . 
كانت الرحلة المباركة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلي المسجد الأقصى بفلسطين الحبيبة ثم الي السماوات العلي ثم الي سدرة المنتهى عندها جنة المأوي وفي الطريق رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ءايات ربه الكبري وهذا هدف من أهداف الإسراء والمعراج ( لنريه من ءاياتنا) فأراد الله عز وجل أن يطلع نبيه ومصطفاه علي أمور غيبية لم يطلع عليها نبي مرسل أو ملك مقرب وانما أخبر بها الجميع عن طريق الوحي والسماع أما الوحيد الذي أخبر عن رؤيا عينية ورؤيا قلبية هو الحبيب - صلي الله عليه وسلم - فرأي ثواب الطائعين ورأي عقاب العاصين ورأي الجنة والنار كل ذلك كان بالروح والجسد معا وليس كما يزعم بعض المشككين والمستشرقين أن الإسراء والمعراج كانت رؤيا منامية كلا إنها لم تكن رؤيا منامية وانما كانت روحا وجسدا ويقظة والله عز وجل قادر على كل شيء فأمره سبحانه بين الكاف والنون . 
يتساءلون وأنت اطهر هيكل بالروح أم بالهيكل الإسراء
بهما قد سموت مطهرين كلاهما نور وروحانية وضياء 
فضل عليك من ذي الجلال ومنة والله يفعل ما يري ويشاء 
والرسل دون العرش لم يؤذن لهم حاشا لغيرك موعد ولقاء .

إننا ينبغي أن نتعلم من الدروس والعبر الكثيرة والعظيمة التي نأخذها من الإسراء والمعراج نتعلم أن نرتقي بقلوبنا وأن نعرج الي الله عز وجل وذلك بفريضة الصلاة التي فرضها الله عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج فالصلاة معراج المؤمن وفرضت في ليلة المعراج وذلك دليل على عظمتها وعلي فضلها . 
فما أحوجنا إلي أن نتقرب الي الله عز وجل في هذه الأيام وندعوه سبحانه أن يبارك لنا في رجب وشعبان وأن يبلغنا رمضان . 
كل عام وانتم بخير

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.