رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 1:28 ص توقيت القاهرة

الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني " جزء 7"

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ويذكر عنه تعبد ونسك وأحوال وتواضع، انتهت إليه معرفة المذهب، وذكر ابن الملقن أن الرافعي كان متقللا من الدنيا، وأنه عند سفره إلى المدينة المنورة، كان يملي فيها الحديث، على الذين يروون عنه الحديث، وكان الحافظ عبد العظيم المنذري، ممن يأخذ عنه الحديث في المدينة، فلم يعرفه في بداية الأمر لما كان يظهر عليه من التواضع والبساطة، وقال ابن الملقن أيضا قرأت على شيخنا صلاح الدين قال سمعت قاضي القضاة أبا عبد الله محمد ابن عبد الرحمن القزويني يحكي عن مشايخ بلده أن سبب تصنيف الإمام أبي القاسم الرافعي الشرح الصغير أن بعض الفقهاء قصد أن يختصر الشرح الكبير، فبلغ ذلك الإمام الرافعي فخاف أَن يفسده عليه بالتغيير، لقصور عبارة ذلك الرجل، فقال له الإمام أبو القاسم أنا أختصره لك، ولكن لا أقدر على الورق وكان ذلك الرجل فقيرا، فلم يمكنه إلا أن أحضر للإِمام أبي القاسم من الورق المكتوب الذي يباع شيئا كثيرا.

 

فكتب الإمام الشرح الصغير في ظهوره، حتى أكمله، ثم نقل من تلك الظهور قلت وهذه الحكاية مما يدل على زهد الإمام الرافعي، وتقلله من الدنيا، ولأبي القاسم الرافعي مؤلفات في الفقه، والحديث، والتاريخ، والتراجم، والرقائق وغيرها، من أهم مؤلفاته التي ذكرها العلماء هو الشرح الكبير، والشرح الصغير، والتدوين في ذكر أهل العلم بقزوين، وشرح مسند الشافعي، والمحرر في الفقه، والتذنيب على الشرحين، والأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة، والمحمود في الفقة، وأهم مؤلفاته كتاب فتح العزيز، في الفقه ويسمى الشرح الكبير في فروع المذهب، وهو شرح لكتاب الوجيز للغزالي الطوسي ويسمى أيضا الفتح العزيز في شرح الوجيز، قال عنه تقي الدين ابن الصلاح لم يشرح الوجيز بمثله، وقال التاج السبكي وكفاه بالفتح العزيز شرفا، فلقد علا به عنان السماء مقدارا، وما اكتفى، فإنه الذي لم يصنف مثله في مذهب من المذاهب. 

 

ولم يشرق على الأمة كضيائه في ظلام الغياهب وشرح آخر صغير للوجيز أيضا في الفقه يسمى بالشرح الصغير، قام بتأليفه بعد فراغه من الشرح الكبير ليكون اختصارا للشرح الكبير، وشرحا مختصرا للوجيز، وله كتاب المحرر في الفقه أيضا، وهو ملخص دراسته في علم فروع الفقه، وهو مختصر حوى فقه المذهب الشافعي، بطريقة مختصرة ويعد من أهم الكتب المعتمدة عند متأخرى الشافعية، وقد اختصره النووي في متن منهاج الطالبين وقال في مقدمة الكتاب وقد أكثر أصحابنا رحمهم الله من التصنيف من المبسوطات والمختصرات، وأتقن مختصر المحرر للإمام أبي القاسم الرافعي ذي التحقيقات، وهو كثير الفوائد، عمدة في تحقيق المذهب، معتمد للمفتي وغيره من أولى الرغبات، وقال ابن الملقن ومنها المحرر وهو كاسمه، وما أكثر نفعه، مع صغر حجمه وله كتاب شرح مسند الشافعي أو شرح المسند.

 

وقد فرغ منه سنة ستمائة واثني عشر من الهجرة، وقال في أوله ابتدأت في إملائه في رجب سنة ثنتي عشرة وستمائة وهو عقب فراغه من تأليف الشرح الكبير، وقال عنه الذهبي يظهر عليه اعتناء قوي بالحديث وفنونه في شرح المسند وقال ابن الملقن ومنها شرح مُسند الإمام الشافعي، وهو كتاب نفيس، قال الإِسفراييني أسمعه مُصنفه سنة تسع عشرة وستمائة، وقال الذهبي شرح مسند الشافعي في مجلدين تعب عليه وله كتاب التذنيب وهو فوائد وتعليقات على الشرحين، وله كتاب الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة في الحديث أملاها في ثلاثين مجلسا على كلمات الفاتحة، وله في الحديث أربعون حديثا رواها من أنواع الحديث المسلسل، وكتاب التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين وهو كتاب في التاريخ والتراجم، وله الإيجاز في أخطار الحجاز، وهو مجموعة من المباحث والفوائد خطرت له أثناء سفره للحج.

 

قال تاج الدين السبكي في كتاب الطبقات الكبرى والصواب، خطرات أو خواطر الحجاز، ولعله قال ذلك، والخطأ من الناقل وله قطعة في العقيدة، وله كتاب المحمود في الفقه لم يتمه، قال تاج الدين السبكي ذكر لي أنه في غاية البسط، وأنه وصل فيه إلى أثناء الصلاة، في ثمان مجلدات، وقال وقد أشار إليه الرافعي في الشرح الكبير في باب الحيض، أظنه عند الكلام في المتحيرة، وتوفي الرافعي في شهر ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة، هجرية وقال الذهبي وقال ابن خلكان توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة وقال الرافعي سمعت من أبي حضورا في الثالثة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وقال تاج الدين السبكي نقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل ابن كيكلدي العلائي، نقلت من خط الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم ابن محمد البرزالي، نقلت من خط الشيخ الإمام تاج الدين ابن الفركاح، أن القاضي شمس الدين ابن خلكان حدثه.

 

أن الإمام الرافعي توفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وهكذا أسدل الموت ستار هذه الترجمة على عالم الشافعية ومرجع العلماء وعمدة المفتين الإمام الرافعي رحمه الله تعالى، وفجعت الأمة بفقده، وقال أبو عبد الله الصفار الإسفراييني توفي الإمام الرافعي رحمه الله تعالى وجعل الجنة مأواه في حدود سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بقزوين، وكذا أرخه القاضي شمس الدين بن خلكان، وأفاد بأنها كانت في ذي القعدة، وقال الشيخ تقي الدين بن الصلاح بلغنا بدمشق وفاته سنة أربع وعشرين وستمائة، وكانت وفاته في أوائلها، أو في أواخر السنة التي قبلها بقزوين رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.