الاديب العراقي الدكتور محمد عودة سلمان يكتب: بغداد يا شام تنتظر

مكتب العراق

2016 / 9 / 2

رباه ان الشام قد غدرت

ومازالت بغداد في الافاق تنتظر

وأودعوا بطن الحوت كنزهم

لعله يخفي ما إغتصبوا وما اسروا

وغول الموت قد أحاط بهم

فصار ذُل الشعب منبوذ ومحتقر

مابال اهل الشام قد صمتوا

وبغداد من هول الموت تحتضر

خذني للعروبة كي أعزي تاريخها

الذي زورا به كنا قبل نفتخر

زيفوا الاسلام وفيه قد صنعوا

أقزاما والبسوها تاجا كله عبر

وجاؤا بسيف الحقد مشمرين

وعلى أفخاذهم تتقطر الدبر

واعراقاه اين المروءة في عروبتنا

لماذا قد اختلطت ياشامنا الصور

دجلة تبكي وهي عارفة

ان النيل حتما سيأتي اليها يعتذر

وطرابلس تنزف من هول ما فجعت

وصنعاء تشكو فلا احد اليها ينتصر

ويح العروبة كيف ان خيلها كبت

ولا من يعيد لها أبناء قد قبروا

فهل عصي علينا ياشام نصرتك

ام ان اهل الحقد اليك قد عبروا

ام تقطعت أوصال غيرتنا

وطال اليك المسير وتعسر السفر

بغداد رغم ان الجراح تثقلها

ترنوا اليك وفي أنحائها الخطر

متى تورق في بستان العروبة

حدائق كنا نظن انها يعوزها المطر

فإذا بها جرداء قاحلة لا تزهر بها

أوراد ولا في أغصانها ثمر

ماصنع الغول ياشام في احبتنا

ما بالها تونس لا صوت ولا خبر

وأين ملوك العرب اين قد رحلوا

فلا صوت لهم ولا بانت لهم صور

كأن الأضحى أيامه اقتربت

فبعضهم حجيج والبعض يعتمر

يا شام لا ارض نشد الرحال لها

ولا ثوب غيرك يابغداد فيه نئتزر

ولا كعبة ال الرسول تستشعر الخطر

ولا الخرطوم ياشام تذكرنا

ولا بيروت فبمن ياشام نستجر

بغداد بات يسكنها غراب

وعلى ابوابها طيور الحب تنتحر

قلائد كانت تطوق جيد أهلوها

وعلى شطانها الحب يزدهر

والآن لا شط نداعب نوارسه

ولا صوت ناي يطربنا ولا وتر

بغداد اذا اتاك حديث الشوق

مكتوبا بدمع فاني لعينيك اعتذر

فلا شام نلوذ بها ولا الاعراب

فتحت أبوابهم فقط انهم مكروا

بغداد تبقين فوق الدهر سنبلة

وخيرك على كل العرب ينتشر

وحين زارك غراب البين سيدتي

لكل أفضالك يوم اليسر قد نكروا

أوت اليك خفافيش العرب يحملها

حقد دفين تظهر حينا ثم تستتر

لا وعينيك لا طابت بعدك الدنيا

وغدا سيكون مقام لاعدائك سَقَر

مهلا سياتي أبناؤك الصيد ثانية

مفاخرين ولعقال المجد يعتمروا

بغداد يا أقدس الارض ياوطنا

به الشامخات الشم تزهو وتفتخر

على ارضك مقامات نقدسها

وفي روابيك يحط الطائر النسر

وستعلوا فوقك يا شام مئذنة

واهلُكِ يابغداد بعون الله تنتصر

والعار يكسو في موطني دولا

اقل القول فيهم " ليتهم بشر"

لا أشرقت شمس ولا غربت الا

وأهلي بسيفهم قرص المجد ينشطر