دازهار الغرباوي
اكاديميه عراقيه
بينما يستعد العراق لخوض انتخابات جديده لمجلس النواب العراقي يراهن الكثير عليها على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي، بدات العديد من القوى السياسيه العراقيه باعادة ترتيب اوراقها بالشكل الذي يجعلها تلاقي بعض المقبولية في الشارع العرافي بعد ان تمكن الحراك الشبابي لانتفاضة تشربن من النيل منها.
لذلك يتبادر الى الاذهان تساؤل هام بهذا الخصوص:
- هل ستكون الانتخابات المقبله مفصليه فعلا ؟؟
وهل ستؤدي الى حصول تغيير في خارطة القوى السياسية المتحكمة بالمشهد العراقي منذ عام ٢٠٠٣ ؟؟
يبدو ان الاجابة على هذين التساؤلين يتطلبا تحقيق معدل مشاركة عالي في الانتخابات المقبله يتجاوز ما حصل في انتخابات ٢٠١٤ و ٢٠١٨.
اذ ان انخفاض المشاركه قد يدفع الى استحكام القوى السياسية التقليديه المسيطرة على السلطة الى ان تستحكم قبضتها اكثر من خلال التزام قواعدهم وجمهورهم بالحضور مهما كان صغيرا.
والاخطر من ذلك هو عزوف الشباب عن المشاركة - وهم يعتبرون القاعدة الاوسع الرافضة للواقع السياسي العراقي الراهن - فى ينذر بحالة من العنف الواسع في الشارع العراقي، وهو الامر الذي قد يعيد البلاد الى نفطة المربع الاول.
ورب سائل يسال: لماذا المقاطعه والعزوف عن المشاركه في الانتخابات التي هي اساسا كان مطلب جماهيري واسع لثوار تشرين ؟؟ بعد ان طعنوا بشرعية الانتخابات الاخيرة والتي جاءت بحكومة ضعيفة لا تحظى بالمقبولية الشعبيه؟
يبدو ان عدم الثقه بنزاهة الانتخابات والمفوضية العليا ( المستقله ) للانتخابات يدفع الكثير منهم الى المقاطعه لاعتقادهم ان مشاركتهم لن تؤدي الى تغيير المشهد السياسي والخارطة السياسيه الحاليه للقوى المؤثرة في القرار في العراق.
لكن يبقى الميزان ما بين الديمقراطية الشكليه والعنف المؤجل هو الشباب الوطني الثائر من خلال ايمانه بعملية التغيير التي سوف تبدا وبشكل مؤكد من خلال التصويت والاختيار للانسب والافضل من القيادات السياسيه الشابه التي ستبدا بعمليه الاصلاح والتغيير نحو الامام ..
إضافة تعليق جديد