رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 7:59 م توقيت القاهرة

التوحيد  مجلة مصر

بقلم / محمــــد الدكــــروري

إن التوحيد من أعظم أسباب الهداية فمن وحد الله هدى، فإن من عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته أحبه ورجاه وخافه واتقاه وعمل على عبادته وتعظيمه وخشيته وهذه هي الهداية، ومن هدى الله قلبه سجد سجدته بين يديه إلى يوم يلقاه لا ينفك ينتقل من طاعة إلى طاعة لما ذاق من حلاوة السجود، بين يديه عز وجل وصدق من قال "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة" يعني القرب من الله وتذوق نعيم وحلاوة عبادته فالتوحيد أعظم أسباب الهداية، وأيضا الاعتصام بالله ودعاؤه ورجاؤه على الدوام، ولذلك دعانا الله إلى سؤاله وحثنا على التضرع إليه أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، كما ندعو في الفاتحة، وهو كما قال علي ابن أبي طالب الصراط المستقيم القرآن، وقال ابن عباس رضى الله عنهما الصراط المستقيم هو الإسلام، وقال ابن الحنفية، الصراط المستقيم هو دين الله الذي لا يقبل غيره أبدا، فحاجة العبد إلى سؤاله الهداية.

وطلبها من مولاه أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب والهواء، لذا لم يقل الله تعالى في الفاتحة اهدنا النصر المبين، ولا اهدنا الرزق الكثير ولكن قال ربنا " اهدنا الصراط المستقيم" لأن هذه الهداية فيها فلاح وصلاح الدنيا والآخرة فاللذة والسعادة كلها فى هداية الله لنا للإسلام والعمل بطاعته وفى طاعته فمن كان من أهل الهدى كان سعيدا قبل الموت وبعده، ولهذا كان سؤال الهداية أعظم الأدعية، وهذا رجل من أعظم شهداء المسلمين، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين، وهو فضالة بن عمير، وكان فضالة بن عمير من أشد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الرجل من شدة عدائه للرسول صلى الله عليه وسلم، قرر أن يقتل الرسول صلى الله عليه وسلم، في وقت الفتح، والرسول صلى الله عليه وسلم، في وسط هذا الجيش الكبير وهوعشرة آلاف من الصحابة رضوان الله عليهم، وإذا قتل فضالة بن عمير الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا شك أنه مقتول. 

ومع ذلك ضحَّى بنفسه ليقتل الرسول صلى الله عليه وسلم، فمر بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف بالبيت، فلما دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل السيف تحت ملابسه، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " فضالة" قال نعم، فضالة يا رسول الله، وكان يدعى الإسلام في ذلك الوقت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " ماذا كنت تحدث به نفسك" قال لا شيء، كنت أذكر الله، فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه، فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدرى حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه صلى الله عليه وسلم، وأسلم فضالة، بل حسن إسلامه من أول لحظة من لحظات إسلامه، ولا نقول من أول يوم، ولكن من أول لحظة، حتى إنه عاد من عند الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى أهله، فمر بامرأة كان يتحدث إليها في الجاهلية، فقالت له المرأة هلمَّ إلى الحديث. 

فقال لا، يأبى عليك الله والإسلام، وهكذا فقد سهّل لنا الإسلام الطريق لسلوك هذا المنهج الواضح دون أن يضيِّق على أبنائه، وجعل هذا المنهج صالحا لكل زمان ومكان، والدليل على ذلك كون الإسلام خاتم الأديان، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، فقال الله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا" وكما جاء هذا المنهج واضحا بسيطا بعيدا عن اللبس والغموض والتعقيد، خاليا من الريب والشكوك، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " الحلال بيِّن، والحرام بيِّن " رواه البخاري ومسلم، وإن للصداقة آداب، وللصديق على صديقه حقوق، وقد وضّح ذلك من سيرته صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرحم أمتى بأمتى أبو بكر، وأشدهم فى أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبيّ بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" رواه الترمذى والنسائى. 

ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم، يزور أصحابة الكرام ويشهد جنائزهم، فقد روى ذلك سهل بن حنيف عن أبيه رضي الله عنه، فقال " كَان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتى ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم" رواه البيهقى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشعر بألام أصحابه الكرام وكان يواسيهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وكفانا فخرا أن يوضع اسم نبينا صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة المائة الأوائل في التاريخ في أحد الكتب التي قد تألفت حديثا مع أن مؤلفه ليس مسلما، وكفانا أن نرى عشرات المستشرقين والباحثين الأجانب يدرسون الإسلام بروية وإمعان، ويبدون إعجابهم بشخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الفاضلة، وأخلاق صحبه الكرام البررة، فها هو برناردشو الكاتب الأيرلندي يرى في النبي محمد صلى الله عليه وسلم منقذا للبشرية المعاصرة لو كان موجودا، فيقول لو كان محمد موجودا لقام بحل مشكلات العالم المعاصر المعقدة"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.