الجميلة

بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك

على الأريكة، في الحديقة، راحت تغني بصوت عذب جميل. عيناها، ما أجمل، وجنتاها، ما أروع وما أكمل. طفلة ساحرة، لكل القلوب آسرة 

تشبه الشمس والقمر، كانت تغني للربيع البديع، 

والشمس والقمر والأزهار، والحقول والنيل والنهار. 

في الليل 

في الليل تصحو الجراح، وتعلو في القلب الصرخات، وتئن الآهات، والعين تملؤها الدمعات، 

ونعود في الصباح نغني لكل البشر، كأن ما بنا من مر ولا تعاسة، ولا في الروح كدمات.

الراحلون

لا ذنب للريح، هم كانوا أوراقا، لم يعينوا في شدة على الإطلاق، حين صرنا في كرب، عجلوا بالفراق، أسرعوا، ولم يلقوا علينا السلام، ولم يصونوا لنا عهدا وميثاقا. كيف حالهم الآن بعدنا، هل طاب لهم عناق، هل وجدوا عند غيرنا إنصافا، هل عرفوا الحلو مذاقا؟! 

جزاهم ربي خير الجزاء، وأسعدهم في الباقي. 

وقالت

وقالت: سأنساك، كأنك لم تكن لي دارا، ولا قلبا وجنونا، ولا أهلا، ولا وطنا، كأنك ما كنت لي أبدًا سكنا، حين قسوت على قلبي، وبعته برخيص الثمن، حين خنت عهد قلبي، ونسيت كل أشواقي وحبي، ونسيت قلبا كان بقلبك مرتهنا. 

سأنساك وأنا الفائزة، لقلبي، لعمري، لروحي، وراحة هذا البدن، كم كنت أحبك من قلب قلبي، وعاهدت روحي عليك طول الزمان.

سأنساك، وأعيش حياتي بفرح، وأبعدها عن كل حزن، لن أورثها بعد الآن أي وهن.

حزينة

وراحت تسير في الطرقات، باكية القلب، والعيون غارقة في الدمعات، حزينة، قد مات قلبها، لا تذكر سوى ما به من آهات، وكل ما أصابها من جرح، وما سمعت من كلمات، وكيف قال لها لم أعد بحاجة لك، كنت ماضيا ولى وفات. الآن، هيا ارحلي عني، لم تعودي جديرة بالآتي. 

وصوت بقلبها يتساءل: ماذا فعلت؟ 

أنا ما فعلت غير..غير كل جميل معك

قد كنت الصوت الوحيد الذي كان يسمعك

قلبي لم يكن يرضى أن يرى أحدا يفجعك

أهذا جزاء من يحب بصدق؟ 

أليس الوفاء له هو الجزاء والحق؟ 

أهذا هو قانون هذه الحياة؟

أين عمري الذي ضاع معك؟ 

أين حب قلبي لك؟ 

وأين ما قدمت لك من كل جميل؟