رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 5:51 ص توقيت القاهرة

الخلق الإسلامي الرفيع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذيء" وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم " وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة، وكما قال صلى الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله " وفي رواية " لنسائهم " وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال " أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا " وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن هذه الأخلاق من الله تعالى فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا " وروي عنه صلى الله عليه وسلم " إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد" والنبي صلى الله عليه وسلم قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ووصف الله عز وجل نبيه، فقال تعالي " وإنك لعلي خلق عظيم " 

وإن الأمانة هي الخلق الإسلامي الرفيع الذي هو من أسمي الأخلاق اتصف به الأنبياء والمرسلون ومدحهم الله تعالى به في غير ما آية من كتابه، ذلك الخلق هو عنوان الإيمان وأتم صفات أهل الإحسان، فأمانه هي رعاية حقوق الله تعالى بتأدية المرء للفرائض والواجبات، وكذلك المحافظة على حقوق العباد فلا يطمع الإنسان فـي وديعة أؤتمن عليها ولا ينكر مالا أو متاعا أمّنه الناس عليه، وكما أن الأمانة العظمى، وهي الدين والتمسك به، وقال القرطبي الأمانة تعم جميع وظائف الدين، وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع، فعن أبي أنس مالك بن أبي عامر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان" رواه البخاري ومسلم. 

وقوله صلى الله عليه وسلم "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء، فقيل هذه غدرة فلان ابن فلان" رواه مسلم، وعن بن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد" رواه أحمد والبزار، وإن الأمانة شرط أساسي لاصطفاء الرسل، وهي من أبرز أخلاقهم، فلولا أنهم أمناء على ما يعود بالنفع على أمتهم، وحريصون على هداية وإرشاد أقوامهم لما استأمنهم الله على رسالاته لخلقه، وكل رسول كان لسان دعوته لقومه ولسان حاله الذي يخاطب به الناس إني لكم رسول ناصح أمين، معبرا عن ثقل التبعة، وخطر ما يعلمه من عاقبة ما هم فيه من الجاهلية في الدنيا، ورغبته في هداية قومه وهو منهم وهم منه. 

وفي كل مرة يقف الملأ الذين استكبروا موقف الرفض، وعدم الاستسلام والخضوع لهذا الدين، وهذه القضية التي قامت عليها الرسالات، وقام عليها دين الله كله في الأرض، ولنا الوقفه في أمانة النبي صلى الله عليه وسلم في تجارته للسيدة خديجة رضي الله عنها، حيث كانت السيدة خديجة رضي الله عنها كما يروى ابن الأثير وابن هشام امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الحديث وعظم الأمانة وكرم الأخلاق، أرسلت إليه ليخرج في مالها الى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره، ومعه غلامها ميسرة وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العرض فرحل إلى الشام عاملا في مالها ومعه ميسرة، فحالفه التوفيق في هذه الرحلة أكثر من غيرها، 

وعاد إلى خديجة بأرباح مضاعفة، فأدى لها ما عليه في أمانة تامة ونبل عظيم، ووجد ميسرة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم أخلاقه ما ملأ قلبه دهشة له، وإعجابا به فروى ذلك للسيدة خديجة رضي الله عنها، فأعجبت السيدة خديجة بعظيم أمانته، ولعلها دهشت لما نالها من البركة بسببه، فعرضت نفسها عليه زوجة بواسطة صديقتها نفيسة بنت منيّة، فوافق النبي عليه الصلاة و السلام، وكلم في ذلك أعمامه فخطبوها له من عمها عمرو بن أسد، وتزوجها عليه الصلاة والسلام وقد تم له من العمر خمسة وعشرون عاما ولها من العمر أربعون.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.