رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 29 أبريل 2024 12:53 ص توقيت القاهرة

الدكتورة نبيلة سامى تهمس : الحــــب عطاء

بقلم : د. نبيلة سامى

داخل كل إنسان دائما شئ يدفعه إلي أن يكون الأفضل ويسعي أن يكون في المقدمة ويبحث دوما عن الإمتنان .... لقد وصلتني رسالتين مختلفتين في المضمون ولكن كلاهما يتحدثان في " العرفان بالجميل " ولكن بطريقة مختلفة .

الأولي لزوجة أب تشكو من جحود أبناء زوجها التي أفنت عمرها في تربيتهم والسهر عليهم إلي أن تخرجوا من الجامعة وتزوجوا وكان زوجها (الأب) لايكلف نفسه حتي كلمة شكر للزوجة ولم يخطر ببال الأب أن أبنائه مدينون لهذه الزوجة بالشكر والعرفان والإمتنان...وعندما تقدم به العمر أحتاج رعاية أولاده له فهربوا منه !!!!      والآن هل نوجه اللوم للأولاد؟؟؟؟؟     الإجابة نعم  "ولكن" الأب هو الأحق باللوم لأن من الواجب علينا أن نعلم أن الجزء الأكبر من شخصية أبنائنا يتشكل مما نغرسه نحن فيهم   أذا علينا أن نعلم أنه كي يكون لدينا أبناء يعترفون بالجميل يجب أن نكون نحن من المعترفين بالجميل لغيرنا وأن نراقب مايصدر عنا من أقوال وأفعال أمام أبنائنا.

الرسالة الثانية

سيدة كانت تهتم وترعي أمها في مرضها وتفانت في خدمتها إلي أن توفاها الله . وبعد فترة تعرضت والدة زوجها إلي أزمة صحية وبالرغم من وفاة زوجها إلا إنها فعلت الشئ ذاته معها وكانت تعطيها كل الرعاية والحب ولم تتذمر أو تتحدث عن مجهودها وعطاءها وكانت تعتبر ذلك أمرا طبيعيا وواجب حتمي   والآن هي أرملة وكبيرة في السن وعليلة في الصحة ولها أربعة أبناء جميعهم يتسابقون ويتنافسون في خدمتها ورعايتها والسبب في ذلك أنهم تربوا علي الدفء والعطف الإنساني والعطاء خلال طفولتهم معها وهي تتفاني في خدمة ورعاية والدتها ووالدة زوجها  فلاعجب "أن يعيدوا إليها الحب بالحب " ولنعلم أن العرفان بالجميل هي صفة تغرس في النفوس فإذا أردنا أن يكون أولادنا أوفياء للجميل يجب علينا أن نعلمهم وندربهم علي ذلك ونكون قدوة صالحة لهم وكما قال الفيلسوف اليوناني  أرسطو الإنسان المثالي هو الذي يحصل علي السعادة من أداء الخير للآخرين.    يجب أن ندرب أولادنا علي أن يكونوا شاكرين وأن يعبروا لغيرهم عن إمتنانهم وإن لم نعلمهم كلمات الشكر والعرفان وإحساس الإمتنان فكيف ننتظر منهم أن يكونوا معترفين بالجميل تجاهنا

وهمستي إلي المشتاقون إلي الحب.....الحب عطاء دون إنتظار مقابل ولكي تحصل علي حب الآخرين توقف عن المطالبة به وأبدأ بنشر الحب علي من حولك دون انتظار استرداده وتوقف عن التفكير في الاعتراف بالجميل أو الجحود  "نحب ونعطي دون أن ننتظر المقابل"

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.