رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 2:24 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أبو بكر الصديق " الجزء السابع "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع الصحابى الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وقد توقفنا معه رضى الله عنه عندما قال لأمه اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل وكانت تخفي إٍسلامها، فقالت إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله، فقالت ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك؟ قالت نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح وقالت والله إن قوما نالوا منك لأهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، فقال أبو بكر فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت هذه أمك تسمع، قال فلا شيء عليك منها، قالت هو سالم صالح، قال أبو بكر أين هو؟ قالت هو في دار الأرقم، قال فإن لله علي أن لا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى إذا هدأت الحركة من الناس وسكن الناس خرجتا به يتكئ عليهما.

حتى أدخلتاه على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فأكب عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورق له الرسول صلى الله عليه وسلم، رقة شديدة، فقال أبو بكر الصديق " بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاها إلى الله فأسلمت، وقد تضاعف أذى المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه مع انتشار الدعوة الإسلامية في مكة، وخاصة في معاملة المستضعفين من المسلمين، وقد تعرض بلال بن رباح لعذاب عظيم، ولم يكن له ظهر يسنده، ولا عشيرة تحميه، ولا سيوف تذود عنه،فعندما علم سيده أمية بن خلف بأنه أسلم، راح يهدده تارة ويغريه تارة أخرى، فأبى بلال أن يترك الإسلام، فحنق عليه أمية بن خلف وقرر أن يعذبه عذابا شديدا، فأخرجه إلى شمس الظهيرة في الصحراء بعد أن منع عنه الطعام والشراب يوما وليلة.

ثم ألقاه على ظهره فوق الرمالالمحرقة الملتهبة، ثم أمر غلمانه فحملوا صخرة عظيمة وضعوها فوق صدر بلال وهو مقيد اليدين، ثم قال له، لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، وأجاب بلال رضى الله عنه بكل ثبات وإيمان بالله عز وجل، أحد أحد، وبقي أمية بن خلف مدة وهو يعذب بلال بتلك الطريقة البشعة، وعندما علم أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بذلك فقصد موقع التعذيب، وفاوض أمية بن خلف وقال له، ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى؟ فقال له أمية، أنت أفسدته فأنقذه مما ترى، فقال أبو بكر الصديق أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك، أعطيكه به، قال أمية قد قبلت، فقال هو لك، فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك وأخذه فأعتقه، وفي رواية أخرى، اشتراه أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بسبع أواق أو بأربعين أوقية ذهبا، وقد استمر الصحابى الجليل أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بعد ذلك في شراء العبيد والإماء والمملوكين من المسلمين والمسلمات وعتقهم.

ومنهم عامر بن فهيرة، وأم عبيس أو أم عميس، وزنيرة، وقد أصيب بصرها حين أعتقها فقالت قريشما أذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت كذبوا، وبيت الله ما تضر اللات والعزى وما تنفعان، فرد الله بصرها، كما أعتق النهدية وبنتها، وابتاع جارية بني مؤمل وكانت مسلمة فأعتقها أيضا، ولما اشتد البلاء على المسلمين بعد بيعة العقبة الثانية، أذن الرسول صلى الله عليه وسلم، لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، فجعلوا يخرجون ويخفون ذلك، فنزلوا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم، بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يُؤذن له في الهجرة، ولم يتخلف معه بمكة إلا من حُبس أو فتن، إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر، وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، في الهجرة فيقول النبي صلى الله عليه وسلم، له " لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا" فيطمع أبو بكر أن يكون هو صلى الله عليه وسلم، ولما رأت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم.

قد صار له أصحاب من غيرهم بغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا دارا وأصابوا منهم منعة، فحذروا خروج النبي صلى الله عليه وسلم، إليهم، فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون فيما يصنعون في أمره، فاتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة فتى شابا ليعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه، فيتفرق دمه في القبائل جميعها، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم، علم بأمرهم وتمكن من الخروج من بيته سالما، وكانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من بعثته، صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر الصديق رضى الله عنه، حين استأذن النبي صلى الله عليه وسلم، في الهجرة فقال له " لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا" فقد طمع بأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يعني نفسه، فابتاع راحلتين، فاحتبسهما في دار يعلفهما إعدادا لذلك، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها " كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله صلى الله عليه وسلم، في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذه الساعة إلا لأمر حدث، فلما دخل صلى الله عليه وسلم، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم،وليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحد إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أخرج عني من عندك" قال يا رسول الله إنما هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبي وأمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم "إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة" فقال أبو بكر رضى الله عنه، الصحبة يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم " الصحبة" فقالت السيدة عائشة ضى الله عنها، فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكى.

ثم قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه، يا نبي الله، إن هاتين راحلتين كنت أعددتهما لهذا، فقال له النبى أخذ إحداهما بثمنها، ثم استأجرا عبد الله بن أريقط الكناني، رجلا من بني الدئل بن بكر من كنانة، وكان مشركا يدلهما على الطريق، ودفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما، ولم يعلم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم، أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر رضى الله عنهم أجمعين، فلما أجمع النبي صلى الله عليه وسلم، الخروج أتى أبا بكر فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمدا إلى غار بثور، وهو جبل بأسفل مكة فدخلاه، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر، وأمر مولاه عامر بن فهيرة أن يرعى غنمهنهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى في الغار، فكان عبد الله بن أبي بكر يكون في قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به وما يقولون في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.