رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 1:25 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أبو بكر الصديق " الجزء التاسع "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع الصحابى الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وقد توقفنا معه رضى الله عنه ومع مشاهده وقد شهد رضى الله عنه، سرية ذات السلاسل فى السنة الثامنه من الهجرة، ولما نقضت قريش صلح الحديبية، وتجهز النبي صلى الله عليه وسلم، مع صحابته رضوان الله عليهم، للخروج إلى مكة، فقد خرج أبو سفيان بن حرب من مكة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم،فقال يا محمد، اشدد العقد، وزدنا في المدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، له "ولذلك قدمت؟ هل كان من حدث قبلكم؟" فقال معاذ الله، نحن على عهدنا وصلحنا يوم الدية لا نغيّر ولا نبدّل، فخرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم،يقصد مقابلة الصحابة، فطلب من أبي بكر الصديق أن يجدد العقد ويزيدهم في المدة، فقال أبو بكر، جواري في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لو وجدت الذر تقاتلكم لأعنتها عليكم، ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم، مكة في عام الفتح فى السنة الثامنه من الهجرة.

كان أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بجانبه، وقد تمت النعمة على أبي بكر في ذلك الوقت بإسلام أبيه أبي قحافة، وكما شهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه، غزوة حنين فى السنة الثامنه من الهجرة، وكانت قد صبرت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فئة من الصحابة يتقدمهم أبو بكر الصديق، ثم انتصروا بعد ذلك، وكما شهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه، غزوة تبوك، ولما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم، الأمراء والقادة وعقد الألوية والرايات لهم، فقد أعطى لواءه الأعظم لأبي بكر الصديق، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم، الصحابة الكرام في غزوة تبوك على الإنفاق، فأنفق كل حسب مقدرته، وكان عثمان بن عفانأكثر من أنفق في هذه الغزوة، وقد قال عمر بن الخطابفي ذلك، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت، اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أبقيت لأهلك؟" قلت مثله.

وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أبقيت لأهلك؟" فقال رضى الله عنه ، أبقيت لهم الله ورسوله، قلت لا أسابقك إلى شيء أبدا، وفي السنة التاسعة من الهجرة، قد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم، أبا بكر الصديق أميرا على الحج، فخرج أبو بكر أميرا بركب الحجيج، وكما شهد أبو بكر حجة الوداع فى السنة العاشرة من الهجرة، وكان عندما ابتدأ مرض النبي صلى الله عليه وسلم،المرض الذي توفي فيه وكان ذلك في أواخر شهر صفر فى السنة الحادية عشر من الهجرة، بعد أن أمر أسامة بن زيدبالمسير إلى أرض فلسطين، لمحاربة الروم، فاستبطأ الناس في الخروج لوجع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من شدة وجعه أن كان يُغمى عليه في اليوم الواحد مرات عديدة، وفي أحد الأيام، خطب النبي صلى الله عليه وسلم، الناس وقال "إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله" فبكى أبو بكر الصديق، وقال أبو سعيد الخدري.

فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد خُيِّر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو المُخيَّر، وكان أبو بكر الصديق رضى الله عنه أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر" وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مرضه " ادعي لي أبا بكر أباك، وأخاك، حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل، أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" ولما ثقل على النبي صلى الله عليه وسلم، المرض، أمر أبا بكر الصديق أن يصلي بالناس، وقالت السيدة عائشة ضى الله عنها، لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم، مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن بلال، فقال صلى الله عليه وسلم " مروا أبا بكر فليصل بالناس" فقيل له، إن أبا بكر رجل أسيف، أي رقيق القلب.

إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد فأعادوا له فأعاد الثالثة، فقال صلى الله عليه وسلم " إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس" فخرج أبو بكر، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم، في نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر إلى رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم، أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه، ولما كان يوم الاثنين الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم، بعد ثلاثة عشر يوما على مرضه، فقد خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح ففرحوا به، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، في اللحظات الأخيرة في حياته قبل لقاء ربه وهو يقول "لا إله إلا الله إن للموت لسكرات" وتقول السيدة عائشة فوضع رأسه على صدري وأخذت أمسح عرقه بيده، لأنها أكرم وأطهر من يدي، وتقول "اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك" فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يدها وقال لها "لا تفعلي كان ذلك في المدة" أي هذا وقت موت فعرفت أنه ميت، فتقول رضي الله عنها، والمسجد كان مليئا، وأصوات الناس ترتفع بالبكاء خائفون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما هذا الصوت؟ قالت صوت الناس في المسجد يخافون عليك، قال " صبوا عليّ ماء" فصبوا عليه سبع قرب من شدة الألم والمرض، وحملوه إلى المنبر، فصعد على المنبر صلى الله عليه وسلم، وسكت الناس وكشف عن وجهه الشريف فإذا بوجهه صلى الله عليه وسلم، كورقة المصحف، فقال صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس بلغني أنكم خائفون علي، أيها الناس موعدي معكم ليس هنا في الدنيا إنما موعدكم معي عند الحوض، والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تفتح عليكم كما فتحت عليهم، وأن تهلككم كما أهلكتهم، وإن عبدا خيّره الله بين الدنيا وبين أن يلقى الله اختار الرفيق الأعلى فما فهم الصحابة شيئا من كلامه، ففهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أنه يودع.

فقام أبو بكر والرسول صلى الله عليه وسلم، يخطب وقال فدتك نفسي فديتك بأبي فديتك بأمي فديتك بمالي فديتك بكل ما أملك فأسكت الناس الصديق، قالوا أسكت يا أبا بكر، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال دعوا لي صاحبي ما لكم ولأبي بكر، والله ما منكم من أحد له فضل عليّ إلا وأعطيناه فضله في الدنيا إلا أبو بكر فإنني لم أستطع أن أجازيه، وإنني تركت جزاءه على الله، اتركوا لي صاحبي، كل الأبواب تغلق إلا باب أبي بكر، لقد جازيناكم في الدنيا بما فعلتم إلا أبوبكر، فإن جزاءه عند الله جل وعلا، أيها الناس من أخذت من ماله، فهذا مالي، ومن جلدت ظهره فهذا ظهري، ومن مسست عرضه فهذا عرضي، فقام صحابى، وقال أنا يا رسول الله، قال وما ذاك قال إنك ضربتني يوم بدر على بطني وأوجعتني في بطني، وإني أريد أن أقتص منك، فرفع ثوبه على المنبر، قال خذ حقك مني فقام رضي الله عنه يرقد إلى المنبر، والناس ينظرون ماذا يفعل، فلما وصل إلى المنبر انكب على بطنه وبكى، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.