رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 28 مايو 2024 3:15 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أبو بكر الصديق " الجزء العاشر "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع الصحابى الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وقد توقفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو فى مرضه الذى مات فيه وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب، وقال أيها الناس الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة، يا أمة محمد هذه وصية نبيكم، يامن تركتم الصلاة، خذوها وصية من رسول الله قبل موته، الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة، ثم قال الله الله في صلة أرحامكم، الله الله في نسائكم، أوصيكم بالنساء خيرا، أوصيكم بالأنصار خيرا، يا أيها الناس إنما أنا بشر لا تأمروني كما أمرت النصارى المسيح ابن مريم، فأنا لا أنفذ ولا أمر، وأخذ يرفع يده ويدعو، آواكم الله، نصركم الله، حفظكم الله، أيدكم الله، ثبتكم الله، اسمعوها أيها الناس اسمعوها أيها الناس، قال بلغوا عنى السلام، وبلغوا مني السلام، كل من آمن بعدكم ولم يرني إلى يوم القيامة، وعليك السلام يا رسول الله، لقد بلغنا سلامك، وبلغتنا سنتك، ووصل إلينا هديك.

وها نحن نتقرب إلى الله بسيرتك صلى الله عليك يا رسول الله، لك منا السلام، ومن أبنائنا ونسائنا، نفديك بأرواحنا، اللهم صلى على محمد، اللهم صلى على محمد، وتقول السيدة عائشة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، علي، ووضع رأسه على صدري، فدخلت عليه فاطمة، وقربها إليه وقال يا فاطمة، سلام، ثم بكت، ثم قربها، فضحكت، فقال لها يا فاطمة في الأولى إني سأموت يا فاطمة وأنا أموت الآن، وأنت أول من يلحق بي، وكانت آخر صلاة يصليها الناس الفجر والرسول صلى الله عليه وسلم، حي، ففتح الستار ورأى الناس يصلون، وتبسم صلى الله عليه وسلم، ولما طلعت الشمس وأشرقت، فإذا بجبريل عند بابه، فتقول السيدة عائشة، استأذن جبريل أن يدخل عليه، وقال السلام عليك يا رسول الله، فرد عليه السلام، ثم قال إن ملك الموت يستأذنك أن يدخل عليك، يقول فأذنت له، فتقول السيده عائشة رضى الله عنها علمت أنه يخير، فدخل عليه ملك الموت، فسلم وقال السلام عليك يا رسول الله، إن الله بعثني إليك.

وقال لي خيره بأن يعيش أو أن يموت الآن ويلقى الرفيق الأعلى، وقالت السيدة عائشة سمعته يقول " بل الرفيق الأعلى " ولكن هناك من ضعف هذا الكلام وموضوع استئذان ملك الموت على النبى صلى الله عليه وسلم، وقال أنه ضعيف ولا سند له" وتقول السيده عائشه قلت والله لا يختارنا والله لا يختارنا، وعندما دخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج جبريل عليه السلام وقال السلام عليكم يا رسول الله، السلام عليكم يا آل بيت رسول الله، ودنى منه صلى الله عليه وسلم، ملك الموت فوقف ملك الموت عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أيتها الروح الطيبة، روح محمد بن عبد الله، اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راض غير غضبان، وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى " يا أيتها النفس المطمئنه إرجعى إلى ربك راضية مرضيه، فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى" وتقول السيده عائشة ورفع يده يشير بسبابته لا إله إلا الله، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، وسقطت يده، وثقل رأسه على صدري، فعلمت أنه قد مات.

فتقول فقمت وفتحت الباب، وصرخت في المسجد، مات رسول الله مات رسول الله، وضج الناس بالبكاء، وأقبلوا إلى بابه، فدخل عليه أبوبكر، فحمله وقال وا صاحباه، وا حبيباه، وا نبياه، وا خليلاه، ما أبيضك حي وما أبيضك ميت، فيقول أبوبكر فخرجت، وقال عمر إن محمد ما مات، إن محمد ذهب إلى ربه كما ذهب موسى وسيعود، وقال من قال إن محمد قد مات لأقطعن رأسه، فقال أبوبكر أسكت يا عمر، إن محمدا ما كان إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ما إن مات أو قتل، انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا، وسيجزي الله الشاكرين، ثم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا أن يغسلوه، فغسله الفضل والعباس وعلي، وقال أبوبكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول، نحن الأنبياء إذا متنا لا تخلع ثيابنا، فغسلناه بثيابه، وسمعته يقول أيضا، نحن الأنبياء ندفن مكان موتنا، يقول فحفرنا له في حجرته، وفي مكان موته، ثم صلينا عليه زرافات ووحدانا، وقال أبوبكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول "ثم ضعوني على شفير القبر، وصلوا علي زرافات ووحدانا، ثم اتركوني، فإن الله سوف يصلي علي وملائكته" ثم دفنوه صلى الله عليه وسلم، ووضعوه في التراب، وكل أرض تشرف أن تكون قبرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخلت فاطمة رضى الله عنها، والصحابة يضعون التراب على الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالت وا كربتاه إلى جبريل ننعاه، وفي جنة الفردوس مأواه، وأصحاب محمد أطابت أنفسكم أن تحطوا ترابا على رسول الله، وكان ذلك ضحى يوم الاثنين من شهر ربيع الأول فى السنة الحادية عشرة من الهجرة، وهكذا فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام عمر بن الخطاب، فقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، وجاء أبو بكر الصديق، مسرعا فكشف عن وجهه وقبّله، وقال بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، ثم خرج وخطب بالناس قائلا " ألا من كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين" وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها، فوالله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه، فتلقاها منه الناس، فما يُسمع بشر إلا يتلوها، ثم أقبل الناس يوم الثلاثاء على تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم، فقام علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد وشقرآن مولى محمد، بتغسيله وعليه ثيابه، ولما علم الصحابة بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة في اليوم نفسه، وهو يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول فى السنة الحادية عشر من الهجرة، وتداولوا الأمر بينهم في اختيار من يلي الخلافة من بعده صلى الله عليه وسلم، والتف الأنصار حول زعيم الخزرج سعد بن عبادة، ولما بلغ خبر اجتماع الأنصار.

وكان في سقيفة بني ساعدة إلى المهاجرين، وهم مجتمعون مع أبي بكر الصديق، لترشيح من يتولى الخلافة، قال المهاجرون لبعضهم انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيبا،فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلين صالحين، فذكر ما تمالأ عليه القوم، فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ قلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا، لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت من هذا؟ فقالوا هذا سعد بن عبادة، فقلت ما له؟ قالوا يوعك، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال " أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط، وقد دفت دافة من قومكم أي عدد قليل، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر أي يخرجونا من أمر الخلافة، فلما سكت أردت أن أتكلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.