رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 2:23 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أبو بكر الصديق " الجزء الثالث عشر "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث عشر مع الصحابى الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وكان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قد ارتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام، وكان المرتدون على ثلاثة أقسام، صنف عادوا إلى عبادة الأوثان، وصنف تبعوا الذين ادعوا النبوة كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي، وصنف ثالث استمروا على الإسلام ولكنهم جحدوا الزكاة، وتأولوا بأنها خاصة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما تولى أبو بكر الخلافة قام في الناس خطيبا فقال رضى الله عنه " والله لا أدع أن أقاتل على أمر الله حتى ينجز الله وعده ويوفي لنا عهده، ويقتل من قتل منا شهيدا من أهل الجنة، ويبقى من بقي منها خليفته وذريته في أرضه، قضاء الله الحق، وقوله الذي لا خلف له، وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض" وقال أيضا " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا وهى الأنثى من ولد الماعز"

كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعها" وفي رواية قال رضى الله عنه " والله لو منعوني عقالا، وهو الحبل الذي يعقل به البعير" كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعه" وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه "فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر الصديق رضى الله عنه، فعرفت أنه الحق" وقد حاول المرتدون الهجوم على المدينة المنورة للقضاء على الدولة الإسلامية، ولكن أبا بكر الصديق استعد لحماية المدينة، فألزم أهل المدينة بالمبيت في المسجد حتى يكونوا على أكمل استعداد للدفاع، ونظم الحرس على أنقاب المدينة لدفع أي غارة قادمة، وعين على الحرس أمراءهم، علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وبعث إلى القبائل القريبة التي ثبتت على الإسلام من أسلم وغفار ومزينة وأشجع وجهينة وكعب يأمرهم بجهاد أهل الردة، فاستجابوا له حتى امتلأت المدينة بهم.

ولما اقترب المرتدون وهم بعض قبائل أسد وغطفان وعبس وذبيان وبني بكر بن عبد مناةمن المدينة ليلا، خرج أبو بكر الصديق رضى الله عنه، في أهل المسجد إليهم فانهزموا، فأتبعهم المسلمون على إبلهم، ولكن المرتدين تمكنوا من صد إبل المسلمين فعادت بهم إلى المدينة، ولم يُصرع مسلم ولم يُصب، ثم تهيأ أبو بكر الصديق وجهز الناس ثم خرج، فما طلع الفجر إلا وهم والعدو في صعيد واحد، فما سمعوا للمسلمين همسا ولا حسا حتى وضعوا فيهم السيوف فاقتتلوا أعجاز ليلتهم، فما ذرَّ قرن الشمس حتى ولوهم الأدبار، وغلب المسلمون المرتدين ورجعوا إلى المدينة، وخلال ذلك عاد أسامة بن زيد بجيشه ظافرا، فاستخلفه أبو بكر الصديق رضى الله عنه، على المدينة وقال له ولجنده " أريحوا وأريحوا ظهركم " ثم خرج أبو بكر بنفسه حتى نزل على أهل الربذة بالأبرق، فهزم قبيلتي عبس وبني بكر بن عبد مناة، وأقام على الأبرق أياما، وقد خرج أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بالصحابة لقتال المرتدين.

فعرض عليه الصحابة أن يبعث غيره على القيادة وأن يرجع إلى المدينة ليتولى إدارة أمور الأمة، وجاء الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، فأخذ بزمام راحلته، فقال " إلى أين يا خليفة رسول الله؟ أقول لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم أحد يقصد قول الرسول صلى الله عليه وسلم، لأبي بكر، شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، فوالله لئن أصبنا بك لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدا، فرجع أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وقد قسم أبو بكر الجيش الإسلامي إلى أحد عشر لواء، وجعل على كل لواء أميرا، وأمر كل أمير باستنفار من مر به من المسلمين، وهذه الجيوش هي جيش خالد بن الوليد وكان هو القائد العام للجيوش، إلى بني أسد، ثم إلى تميم، ثم إلى اليمامة، وجيش عكرمة بن أبي جهلإلى مسيلمة الكذاب في بني حنيفة، ثم إلى سلطنة عمان والمهرة، فحضرموت فاليمن، وجيش شرحبيل بن حسنة إلى اليمامة في إثر عكرمة، ثم حضرموت، وجيش طريفة بن حاجر إلى بني سليم وهوازن وجيش عمرو بن العاص إلى قضاعة.

وجيش خالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام، وجيش العلاء بن الحضرميإلى البحرين، وجيش حذيفة بن محصن الغلفائي إلى سلطنة عمان، وجيش عرفجة بن هرثمة إلى المهرة، وجيش المهاجر بن أبي أمية إلى اليمن، صنعاء ثم حضرموت، وجيش سويد بن مقرن إلى تهامة اليمن، وقد كتب أبو بكر الصديق رضى الله عنه، كتابا عاما لنشره في أوساط من ثبتوا على الإسلام ومن ارتدوا عنه جميعا قبل تسيير جيوشه لمحاربة الردة، وبعث رجالا إلى القبائل وأمرهم بقراءة كتابه في كل مجتمع، وناشد من يصله مضمون الكتاب بتبليغه لمن لم يصل إليه، وجاء في الكتاب " وقد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقر بالإسلام وعمل به اغترارا بالله وجهالة بأمره وإجابة للشيطان، وقال الله تعالى من سورة الكهف " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه، أفتتخذونه وذريته أولياء وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " وقال تعالى" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير "

وإني بعثت إليكم فلانا في جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، وأمرته ألا يقاتل أحدا ولا يقتلَه حتى يدعوه إلى داعية الله، فمن استجاب له وأقر وكف وعمل صالحا قَبل منه وأعانه عليه، ومن أبى أمرت أن يقاتله على ذلك ثم لا يُبقي على أحد منهم قَدر عليه، وأن يحرقَهم بالنار ويقتلَهم كل قتلة، وأن يسبي النساء والذراري ولا يقبل من أحد إلا الإسلام، فمن تبعه فهو خير له، ومن تركه فلن يُعجز الله، وفي عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد ظهر رجل في اليمن يُسمى الأسود العنسي وادعى النبوة، وتبعه أبناء قبيلته وهم عنس، وتبعته قبيلة مذحج وبنو الحارث بن كعبوغيرهم، فاحتل منطقة نجران ثم صنعاء، وقتل واليها شهر بن باذان الفارسي، ولكن المسلمين تمكنوا من قتله، فخاف أصحابه وفروا هاربين، ووصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولما تولى أبو بكر الصديق رضى الله عنه، الخلافة، فقد عين فيروز الديلمي واليا على صنعاء، وقيس بن مكشوح المرادي مساعدا لفيروز.

ولكن قيس بن مكشوح انقلب على فيروز الديلمي، فهرب فيروز، وكاتب قيس بن مكشوح فلول الأسود العنسي، وطلب منهم الالتقاء ليتوحدوا، فتمكنوا من محاصرة صنعاء، فكتب أبو بكر الصديق إلى زعماء القبائل القريبة من صنعاء وأمرهم أن يقاتلوا المرتدين، وجعل فيروز الديلمي أميرا عليهم، فتوجهوا نحو صنعاء، وقاتلوا قيس بن مكشوح حتى اضطر إلى ترك صنعاء، وعاد إلى التذبذب بين نجران وصنعاء ولحج، إلا أنه انضم إلى عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وبهذا عادت صنعاء للمرة الثانية إلى الهدوء والاستقرار، وقد توجه جيش عكرمة بن أبي جهل نحو المهرة، وكان معه سبعمائة فارس، فوق ما جمع حوله من قبائل سلطنة عمان، وحينما دخل منطقة المهرة وجدها مقسمة بين زعيمين متناحرين وهما شخريت، والمصبح، فدعاهما عكرمة إلى الإسلام فاستجاب شخريت وأبى المصبح، فصادمه عكرمة ومعه شخريت، فلحقته الهزيمة وقتل ومعه الكثير من أصحابه، ثم أقام عكرمة فيهم يجمعهم حتى بايعوا على الإسلام وآمنوا واستقروا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.