رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 3:58 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أم هانئ بنت أبى طالب

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

هي السيده فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وهي السيدة الفاضلة أم هانئ، بنت عم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية المكية، واختلف في اسمها فقيل: هند، وقيل: فاختة وهو الأكثر إلى الصواب، وأم هانئ بنت أبي طالب أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم، وأمهم هى فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهى فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وقد ولدت في مكة المكرمة، وهى زوجة أبي طالب عم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ووالدة الإمام علي بن أبي طالب، وكانت كأم لمحمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ صغره، وقد أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين.

وقيل أنها كانت الحادية عشرة منهم والثانية من النساء، وقد هاجرت إلى المدينة المنورة وتوفيت في السنة الرابعه للهجرة النبوية ودفنت في مقبرة البقيع، وقد نشأت السيده فاختة في البيت الذي احتضن النبوة وترعرعت فيه الإمامة وهي أخت علي بن أبي طالب وقيل أنها كانت من السابقات إلى الإسلام وإن إسلامها كان مع إسلام أهل بيت النبي، مع أمها وأخيها علي بن أبي طالب حيث جاء في روايتها عن ليلة الإسراء ما نصه: ما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وهو نائم في بيتي فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا فلما كان قبل الصبح أهبّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى الصبح وصلينا معه، وهذا يدل على أنها كان مسلمة في ليلة الإسراء كما يدل على إسلامها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قد أجار من أجارته من المشركين وفقاً للحديث الشريف: " إن ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ويجير عليهم أضعفهم " وقد قيل أنه عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المسلمين عند توجهه إلى مكة أن لا يقتلوا بها إلا من قاتلهم وآمن من تعلق بأستار الكعبة سوى نفر كانوا يؤذونه، فقتل الإمام على رضى الله عنه، الحويرث بن نفيل بن كعب وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمكة وبلغ الإمام على، أن أخته أم هانئ قد آوت أناسا من بني مخزوم منهم الحارث بن هشام وقيس بن السائب فقصد الإمام على، نحو دارها مقنّعا بالحديد فقال: أخرجوا من آويتم فجعلوا يذرقون والله كما تذرق الحبارى خوفا منه فخرجت إليه أم هانئ وهي لا تعرفه .

فقالت: يا عبد الله أنا أم هانئ ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخت علي بن أبي طالب انصرف عن داري فنزع الإمام على، وقال: أخرجوهم فعرفته والتزمته وقالت: فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها الإمام على : اذهبي فأبري قسمك فإنه بأعلى الوادي فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في قبة يغتسل فلما رآها النبي قال: مرحبا بأم هانئ وأهلا، لقد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت فلا يقتلهما، ثم قال لها: " لا تغضبي عليا فإن الله يغضب لغضبه" وقال صلى الله عليه وسلم، لعلي: أغلبتك ؟ فقال علي رضى الله عنه : يا رسول الله ما قدرت أن أرفع قدمي من الأرض فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: " لو أن أبا طالب ولد الناس كلهم لكانوا شجعانا "

وكان إسلام أم هانئ يوم الفتح، وكانت قبل إسلامها زوجة لهبيرة بن أبي وهب بن عمرو المخزومي، وأنجبت منه: عمرة، وجعدة، وهانئ، ويوسف، وطالب، وعقيل، وجمانة، وقد تولى ابنها جعدة بن هبيرة ولاية خراسان في عهد الإمام علي بن أبى طالب، وكان لأم هانئ مواقف مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها ما رواه أبو هريرة أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خطب أم هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني قد كبرت ولي عيال، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، "خير نساء ركبن نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده" ولها موقف يوم فتح مكة مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وتقول أم هانئ: ذهبت إلى رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه فقال: "من هذه" فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال: "مرحبًا بأم هانئ" فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد، فلما انصرف، قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته فلان بن هبيرة، فقال رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ" قالت أم هانئ : وذاك ضحى، وعن أم هانئ قالت: كنت قاعدة عند النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأتي بشراب فشرب منه ثم ناولني فشربت منه فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي، فقال: "وما ذاك؟" قالت: كنت صائمة فأفطرت، فقال: " أمن قضاء كنت تقضينه؟" قالت: لا، قال: "فلا يضرك"

وفي أحد الأيام قال الرسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لأم هانئ: "هل عندك طعام آكله" وكان جائعًا فقلت: إن عندي لكسر يابسة وإني لأستحي أن أقربها إليك، فقال: "هلميها" فكسرتها ونثرت عليها الملح فقال: "هل من إدام؟" فقالت: يا رسول الله ما عندي إلا شيء من خل قال: "هلميه" فلما جئته به صبه على طعامه فأكل منه ثم حمد الله تعالى ثم قال: "نعم الإدام الخل، يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل" وقد ذكر بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب أم هانئ وخطبها منه هبيرة فزوج هبيرة، فعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبو طالب يا بن أخي إنا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم، ثم فرق الإسلام بين أم هانئ وبين هبيرة.

فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله أني كنت لأحبك في الجاهلية فكيف في الإسلام، ولكني امرأة مصبية فأكره أن يؤذوك، فقال: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما أخبرني أحد أنه رأى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثمان ركعات ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود، وعن أم هانئ رضي الله عنها أنها ذهبت إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يوم الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره بثوب فسلمت فقال: "من هذه؟" قلت: أم هانئ فلما فرغ من غسله.

قام فصلى ثماني ركعات في ثوب ملتحفًا به، وعن أم هانئ: أن رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين، وعن أم هانئ قال لها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، "اتخذي غنمًا يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير" وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، "إن الله تعالى فضل قريشًا بسبع خصال لم يعطها أحدًا قبلهم، ولا يعطيها أحدًا بعدهم، فيهم النبوة وفيهم الحجابة وفيهم السقاية، ونصرهم على الفيل، وهم لا يعبدون إلا الله، وعبدوا الله عشر سنين لم يعبده غيرهم، ونزلت فيهم سورة لم يشرك فيها غيرهم (لإيلاف قريش)"

وقد ارتبط اسم هذه السيدة الجليلة بحادثة عظيمة في تاريخ المسلمين ألا وهي حادثة الإسراء والمعراج فقد أشارت كل المصادر والتفاسير التي تحدثت عن ليلة الإسراء والمعراج إلى أن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد أسري به إلى المسجد الأقصى من بيتها، وعندما رجع صلى الله عليه وسلم، من الطائف بعد دعوته قبيلة ثقيف إلى الإسلام فلم يرى منهم ما يبشّر بخير عاد حزينا إلى مكة ولما دخلها زار ابنة عمه فاختة وبات عندها، فكانت حادثة الإسراء والمعراج في تلك الليلة من بيتها وما ذكر الإسراء والمعراج إلا وذكر معه اسم أم هانئ، وفى وفاة السيده أم هانئ فلمم تذكر المصادر تاريخ وفاة أم هانئ ولكن المتفق عليه أن أم هانئ عاشت إلى بعد سنة خمسين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.