رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 مايو 2024 10:25 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أول الخلفاء الراشدين " الجزء الثامن والعشرون "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن والعشرون مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عند، وأما أهل البحرين فقد أسلموا بعدما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم، العلاء بن الحضرمي إلى ملكها وحاكمها المنذر بن ساوي العبدي، وقد أسلم هو وقومه وأقام فيهم الإسلام والعدل، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي المنذر بعده بمدة قصيرة، ارتد أهل البحرين وملكوا عليهم المنذر بن النعمان الغرور، وبقيت بلدة جواثا على الإسلام، وكانت أول قرية أقامت الجمعة من أهل الردة، فحاصرهم المرتدون وضيقوا عليهم ومنعوا عنهم الأقوات وجاعوا جوعا شديدا حتى فرج عنهم، وبعث أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بجيش إلى البحرين بقيادة العلاء بن الحضرمي، فلما دنا من البحرين انضم إليه كثير من المسلمين.

فاجتمع إليه جيش كبير قاتل به المرتدين، وتم النصر للمسلمين، وقد ادعى مسيلمة بن حبيب الحنفي النبوة في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان قومه بنو حنيفة في اليمامة قرب العيينة بوادي حنيفة في نجد، فلما تولى أبو بكر الصديق الخلافة أمر خالد بن الوليد إذا فرغ من بني أسد وغطفان أن يقصد اليمامة، فسار خالد بن الوليد إلى اليمامة وجهَّز معه المسلمين، وكان على الأنصار ثابت بن قيس بن شماس، فسار لا يمر بأحد من المرتدين إلا نكل به، وسيَّر أبو بكر الصديق رضى الله عنه، جيشا كثيفا ليحمي ظهر خالد بن الوليد، فلما سمع مسيلمة بقدوم خالد عسكر بمكان يقال له عقرباء في طرف اليمامة، وجعل على مجنبتي جيشه، المحكم بن الطفيل، والرجال بن عنفوة، والتقى خالد بعكرمة وشرحبيل.

فتقدم وقد جعل على مقدمة الجيش شرحبيل بن حسنة وعلى المجنبتين زيد بن الخطاب وأبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة، ومرت مقدمة جيش خالد بن الوليد بنحو من أربعين أو ستين فارسا عليهم مجاعة بين مرارة الحنفي، وكان في طريق عودته إلى قومه، فأسرهم المسلمون، فلما جيء بهم إلى خالد بن الوليد قال لهم، ماذا تقولون يا بني حنيفة؟ قالوا نقول منا نبي ومنكم نبى، فقتلهم، ويقال أنه استبقى مجاعة بن مرارة وقتل الآخرين، وتقدم خالد بن الوليد بالمسلمين حتى نزل بهم على كثيب يشرف على اليمامة فضرب به عسكره، واصطدم المسلمون والمرتدون فكانت جولة، وانهزمت الأعراب حتى دخلت بنو حنيفة خيمة خالد بن الوليد، وقاتلت بنو حنيفة قتالا لم يُعهد مثله، وحمل خالد بن الوليد حتى جاوزهم.

وسار لقتال مسيلمة، وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله، ثم رجع ووقف بين الصفين ودعا البراز، وقال أنا ابن الوليد العود، أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ، يا محمداه، وجعل لا يبرز له أحد إلا قتله، وصبر الصحابة في هذه المواطن صبرا لم يُعهد مثله، ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى انتصروا، وولى المرتدون الأدبار، واتبعهم المسلمون حتى ألجأوهم إلى حديقة الموت، وقد أشار عليهم محكم بن الطفيل بدخولها، فدخلوها وفيها مسيلمة الكذاب، وأدرك عبد الرحمن بن أبي بكر محكم بن الطفيل فرماه بسهم في عنقه وهو يخطب فقتله، وأغلقت بنو حنيفة الحديقة عليهم وأحاط بهم الصحابة، فقال البراء بن مالك، يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم في الحديقة، فاحتملوه فوق الجحف أي التروس.

ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه، ودخل المسلمون الحديقة من الباب الذي فتحه البراء وفتحوا الأبواب الأخرى وحوصر المرتدون، وخلص المسلمون إلى مسيلمة الكذاب، فتقدم إليه وحشي بن حرب فرماه بحربته فأصابه وخرجت من الجانب الآخر، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة فضربه بالسيف فسقط، فنادت امرأة من القصر، وا أمير الوضاءة قتله العبد الأسود، فكانت جملة من قتلوا في الحديقة وفي المعركة قريبا من عشرة آلاف مقاتل وقيل إحدى وعشرون ألفا، وقُتل من المسلمين ستمائة وقيل خمسمائة، ثم بعث خالد بن الوليد رضى الله عنه، الخيول حول اليمامة يلتقطون ما حول حصونها من مال وسبي، ولما انتهت حروب الردة واستقرت الأمور في الجزيرة العربية.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.