رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 مايو 2024 5:57 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أول الخلفاء الراشدين " الجزء التاسع والعشرون "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع والعشرون مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عند، ولما انتهت حروب الردة واستقرت الأمور في الجزيرة العربية، بدأ أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بتوجيه الجيوش لفتح البلاد، فجيَّش لفتح العراق جيشين، الجيش الأول بقيادة خالد بن الوليد، وكان يومئذ باليمامة، فكتب إليه يأمره بأن يغزو العراق من جنوبه الغربي، وقال له سر إلى العراق حتى تدخلها وابدأ بفرج الهند يقصد مدينة الأبلة، وأمره بأن يأتي العراق من أعاليها، وأن يتألف الناس ويدعوهم إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا أخذ منهم الجزية، فإن امتنعوا عن ذلك قاتلهم، وأمره أن لا يُكره أحدا على المسير معه، ولا يستعين بمن ارتد عن الإسلام وإن كان عاد إليه، وأمره أن يستصحب كل امرئ مر به من المسلمين.

وشرع أبو بكر الصديق رضى الله عنه، في تجهيز السرايا والبعوث والجيوش إمدادا لخالد بن الوليد ولقد بعث خالد بن الوليد رضى الله عنه إلى العراق في شهر رجب وقيل في المحرم فى السنة الثانية عشرة من الهجرة، وكان الجيش الثاني بقيادة عياض بن غنم، وكان بين النباج وهى قرية في منتصف الطريق بين مكة والبصرة، والحجاز، فكتب إليه بأن يغزو العراق من شماله الشرقي بادئا بالمصيخ، وهي موضع على حدود الشام مما يلي العراق، وقال له "سر حتى المصيخ وابدأ بها، ثم ادخل العراق من أعلاها حتى تلقى خالد بن الوليد "وكتب أبو بكر الصديق رضى الله عنه، إلى خالد وعياض، ثم يستبقان إلى الحيرة، فأيهما سبق إلى الحيرة أمير على صاحبه، وقال إذا اجتمعتما إلى الحيرة، وقد فضضتما مسالح فارس.

وأمنتما أن يؤتى المسلمون من خلفهم، فليكن أحدكما ردءا للمسلمين ولصاحبه بالحيرة، وليقتحم الآخر على عدو الله وعدوكم من أهل فارس دارهم ومستقر عزهم، وهى المدائن، وكان هدف الخليفة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، هو السيطرةَ على الحيرة لأهميتها العسكرية، فقد كانت قلب العراق وأقرب منطقة مهمة إلى المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية، كما كانت مهمة للقوات الإسلامية في قتالها الروم في بلاد الشام، وكان المثنى بن حارثة قد قدم على أبي بكر الصديق، وحثه على محاربة الفرس وقال له ابعثني على قومي، ففعل أبو بكر الصديق ذلك، فشرع المثنى في الجهاد بالعراق، ثم بعث إلى أبي بكر يستمده فكتب إليه أبو بكر الصديق رضى الله عنه، أما بعد.

" فإني قد بعثت إليك خالد بن الوليد إلى أرض العراق، فاستقبله بمن معك من قومك، ثم ساعده ووازره وكانفه، ولا تعصين له أمرا ولا تخالفن له رأيا، فإنه من الذين وصف الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم فقال" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا" فما أقام معك فهو الأمير، فإن شخص عنك فأنت على ما كنت عليه" ولم يلبث خالد بن الوليد أن قدم العراق ومعه ألفا رجل ممن قاتل المرتدين، وحشد ثمانية آلاف رجل من قبائل ربيعة، وكتب إلى ثلاثة من الأمراء في العراق قد اجتمعت لهم جيوش لغرض الجهاد فاستجابوا وضموا جيوشهم التي بلغ تعدادها مع جيش المثنى ثمانية آلاف، فأصبح جيش المسلمين ثمانية عشر ألفا، وقد اتفقوا على أن يكون مكان تجمع الجيوش هو الأبلة.

وقبل أن يسير خالد بن الوليد إلى العراق كتب إلى هرمز صاحب ثغر الأبلة كتاب إنذار يقول فيه " أما بعد، فأسلم تسلم أو اعتقد لنفسك وقومك الذمة وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة" وحين قارب خالد بن الوليد العدو جعل الجيش ثلاث فرق، وأمر أن تسلك كل فرقة طريقا، فجعل المثنى على فرقة المقدمة، ثم تلتها فرقة عليها عدي بن حاتم الطائى، وخرج خالد بعدهما وواعدهما الحضير، ليجتمعوا به ويصمدوا لعدوهم، وقد سمع هرمز بمسير خالد بن الوليد، وعلم أن المسلمين تواعدوا الحضير، فسبقهم إليه وجعل على مقدمته القائدين قباذ وأنو شجان، فلما بلغ خالد بن الوليد أنهم يمموا الحضير عدل عنها إلى كاظمة، فسبقه هرمز إليها ونزل على الماء. 

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.