رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 مايو 2024 4:53 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أول الخلفاء الراشدين " الجزء الثلاثون "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثلاثون مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عندما بلغ خالد بن الوليد أنهم يمموا الحضير عدل عنها إلى كاظمة، فسبقه هرمز إليها ونزل على الماء، وجاء خالد بن الوليد فنزل على غير ماء، فقال لأصحابه " حطوا أثقالكم ثم جالدوهم على الماء، فلعمري ليصيرن الماء لأصبر الفريقين وأكرم الجندين" وحط المسلمون أثقالهم والخيل وقوف، وتقدم الراجلون وزحفوا إلى الفرس، وجاءت سحابة فأمطرت وراء صفوف المسلمين فنهلوا من غدرانها وتقوَّوا، وواجه المسلمون هرمز، فاتفق هرمز مع حاميته على أن يبارز خالد بن الوليد ثم يغدروا به ويهجموا عليه، فبرز بين الصفين ودعا خالد بن الوليد إلى المبارزه، فبرز إليه، والتقيا فاختلفا ضربتين، واحتضنه خالد بن الوليد فحملت حامية هرمز على خالد.

وأحدقوا به، فما شغله ذلك عن قتل هرمز، ولم يقتصر خوف الصديق على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما قد يلحق به من الأعداء، وإنما كان خوفه عليه من حر الشمس التي قد تؤذيه، فقيل في الحديث " حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه " وفي الحديث الآخر الذي رواه أبو بكر رضى الله عنه قال " ثم قلت نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله، ومن المواقف التي دلت على محبة أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم، أيضا هو يوم حصل على إناء به مزقة من لبن حيث سارع به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليشرب منه، فقال أبو بكر رضى الله عنه، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ارتويت.

فجعل ارتواء نفس الرسول صلى الله عليه وسلم، كارتواء نفسه، وقد دفن الصديق إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد دفن أبو بكر الصديق في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانا صاحبين متجاورين في القبر كما كانا صاحبين متجاورين في الغار، وهذا يدل على محبة الصديق للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومكانته منه، ولقد كان الصديق شجاعا فى دعوته فى سبيل الله رضى الله عنه، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها موقفا يدل على شجاعة أبي بكر الصديق رضى الله عنه في الدعوة إلى دين الله تعالى، فقد اجتمع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، يوما وكانوا تسعة وثلاثين رجلا، فاقترح أبو بكر على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

الظهور بعد الاختفاء، وعندما اقتنع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بقوله خرج المسلمين وتفرقوا في نواحي المسجد، ثم وقف الصديق خطيبا يدعو إلى دين الله تعالى، فثار عليه المشركون وضربوه ضربا شديدا حتى أغمي عليه من شدة الضرب، ثم جاءت عشيرته فأجلوه من بين يد المشركين، وحملوه إلى أهله، قد شهد الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه بشجاعة أبى بكر الصديق مبينا أنه أشجع الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر موقفه في معركة بدر حينما وضع المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم، عريشا لحمايته من المشركين، فانبرى الصديق شاهرا سيفه يذود عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويدفع عنه سيوف المشركين، وهو يضرب هذا، ويجأ هذا، ويتلتل هذا.

ومن المواقف التى تدل على شجاعة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وهو عند وفاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قد ظهرت شجاعة أبي بكر الصديق حينما وصلته أنباء وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل من مسكنه على فرس له، وعندما وصل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، نزل عن فرسه ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشاح عن وجهه وقبَّله وبكى، ثم خطب في الناس قائلا ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وفى جهاد أبو بكر الصديق رضى الله عنه، فقد استخلف خالد بن الوليد على الحيرة القعقاع بن عمرو التميمي، واتجه بتعبئة لإغاثة القائد عياض بن غنم، فوصل خالد بن الوليد إلى الأنبار، فوجد القوم قد تحصنوا وخندقوا على أنفسهم وأشرفوا على أعلى الحصون.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.