رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 مايو 2024 10:26 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن أول الخلفاء الراشدين " الجزء الثانى والثلاثون "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى والثلاثون مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عندما استمد القعقاع بن عمرو، خليفة خالد بن الوليدعلى الحيرة، وطلب المدد، فأمده بأعبد بن فدكي السعدي وأمره بالحصيد، وبعروة بن الجعد البارقي وأمره بالخنافس، وعندما علم خالد بن الوليد بتحرك بعض القبائل ورغبتهم بالانضمام إلى روزبة، في الحصيد، فجعل القعقاع أميرا على المسلمين في الحصيد بعد أن ترك مكانه عياض بن غنم على الحيرة، فلما علم روزبة، بتوجه القعقاع إليه فقد استمد أى طلب المدد زرمهر، فانضم إليه، والتقى المسلمون بجموع الفرس، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة من بينهم زرمهر، وروزبة، وغنموا غنائم كثيرة، وبعد أن وصلت أخبار المسلمين في الحصيد إلى خالد بن الوليد.

وأعد قادة جيوشه في ليلة وساعة يجتمعون فيها عند المصيخ قرب حوران، فلما توافوا في موعدهم بيتوا بعض القبائل ومن آوى إليهم من ثلاثة أوجه، فأوقع بهم خسائر كبيرة، ثم علم خالد بن الوليد بتحشد بعض القبائل في الثني، وهى منطقة قرب ديار بكر وكان ذلك استعدادا لقتال المسلمين، فباغتهم في الثني، من عدة اتجاهات فشتت جموعهم، وكذلك هاجم المتحشدين في الزميل، فأوقع بهم خسائر هائلة، وكان بعد أن بسط خالد بن الوليد راية الإسلام على العراق واستسلمت له قبائل العرب، فقصد منطقة الفراض، وهي تخوم الشام والعراق والجزيرة، حتى يحفظ ظهره ويأمن من أن تكون وراءه عورة عند اجتيازه أرض السواد إلى بلاد فارس، فلما اجتمع المسلمون بالفراض غضب الروم وهاجوا واستعانوا بمن يليهم.

من مسالح الفرس، فلبس الفرس سراعا لأنهم كانوا حانقين على المسلمين، وكما استمدوا العرب من تغلب وإياد والنمر بن قاسط فأمدوهم، فاجتمعت جيوش الفرس والروم والعرب على المسلمين في تلك الموقعة، فلما بلغوا الفرات قالوا للمسلمين، إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم، فقال خالد بن الوليد لهم بل اعبروا إلينا، قالوا فتنحوا حتى نعبر، فقال خالد بن الوليد رضى الله عنه، لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منا، وذلك للنصف من ذي القعدة فى السنة الثانية عشر من الهجرة، فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم، هذا رجل يقاتل على دين وله عقل وعلم، والله لينصرن ولنخذلن، ثم لم ينتفعوا بذلك، فعبروا أسفل من خالد بن الوليد، فلما تتاموا اقتتلوا قتالا شديدا طويلا، ثم انتصر المسلمون.

وقال خالد بن الوليد للمسلمين ألحوا عليهم ولا ترفهوا عنهم، فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه، فإذا جمعوهم قتلوه، وقُتل من أعداء المسلمين عشرات الألوف، وأقام خالد في الفراض عشرة أيام، ثم أمر بالرجوع إلى الحيرة، وتعد هذه المعركة خاتمة المعارك التي خاضها خالد بن الوليد في العراق، وقد انكسرت شوكة الفرس بعد هذه المعركة، ولم تقم لهم قوة حربية يخشاها الإسلام بعد هذه الموقعة، ولقد كان اهتمام المسلمين بالشام منذ عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كتب إلى هرقل عظيم الروم وغيره من أمراء الشام كتبا يدعوهم فيها إلى الإسلام، كما أرسل جيشا إلى مؤتة في الشام فكانت معركة مؤتة، ثم قاد غزوة تبوك بنفسه، ولما تولى أبو بكر الصديق رضى الله عنه الخلافة.

فقد استمر على المنهج الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم، فأصر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، على إنفاذ جيش أسامة بن زيد، ثم أرسل خالد بن سعيد بن العاص بجيش لفتح الشام، فبعث أبو بكر الصديق رضى الله عنه، خالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام، وأمره أن يكون ردءا للمسلمين بتيماء، وهي بلدة في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى، وأمره ألا يفارقها إلا بأمره، ولا يقاتل إلا من قاتله، فبلغ خبره هرقل ملك الروم، فجهز جيشا من العرب التابعين للروم من قبائل بهراء وسليح وكلب ولخم وجذام وغسان، فسار إليهم خالد بن سعيد فلقيهم على منازلهم فافترقوا، فأمره أبو بكر بالإقدام والزحف على الروم قبل تنظيم صفوفهم، ونصحه أن يحافظ على خط رجعته وألا يتوغل كثيرا في بلاد العدو.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.