رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 14 مايو 2024 3:18 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن إنعدام الأخلاق " جزء 4"

 

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الرابع مع إنعدام الأخلاق، فالأخلاق هي الثروة الفكرية والحضارية، التي تصنع مجتمعا بشريا تسوده قيم الخلق والأدب والخير والحق، ولذلك عندما بدأ الإسلام في ما مضى من الزمن قام على الخلق الحسن، والمعاملة الحسن، ولذلك ساد وانتشر في مشارق الأرض ومغاربها، وكلما تراجعت الأخلاق تراجعت المكانة، فإن أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام لها شأن عظيم، ودور كبير في إحياء الأمم ونهضتها، وعودتها إلى مجدها وعزتها ولما كانت أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام على هذا القدر من الرفعة والعظمة، ولما كان للأخلاق هذا الأثر في بناء الأمم ورقيها، أو هدمها واندثارها، كان لا بد من العودة إلى القرآن الكريم. 

 

وهو منهج المسلمين ونورهم المبين الذي يهتدون به في حياتهم، وإعادة النظر والتمعن في الآيات القرآنية الكريمة التي تحث على الخلق الحسن، وتبين ما هي الأخلاق الكريمة والفاضلة التي توافق منهج الدين الإسلامي، وهدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه قطوف من أقواله صلى الله عليه وسلم، وقبس من أحاديثه الشريفه صلى الله عليه وسلم في حثه وأمره بالأخلاق، تضيء لنا الطريق لنعيش في روضة أخلاق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، علما وعملا واقتداء، ففي الأخلاق العامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خياركم أحاسنكم أخلاقا"رواه الترمذي، وقال أيضا "إن من أحبكم إلىّ أحسنكم أخلاقا" رواه البخاري.

 

وفي معاملة الوالدين وبرهما، والاهتمام بهما وتقديهما على غيرهما فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك" رواه مسلم، وفي معاملة الزوجة خاصة، والمرأة عامة سواء كانت أم أو أخت أو بنت أو زوجة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" رواه الترمذي، و قال صلى الله عليه وسلم" استوصوا بالنساء خيرا" رواه البخاري، وحفاظا على المجتمع من انتشار الرذيلة واعتيادها كان صلى الله عليه وسلم، يأمر بالستر وينهى عن الفضيحة فيقول" من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" رواه البخارى. 

 

وإن الأخلاق الحسنة تضاعف الأجر والثواب، فمن منا لا يريد أن تبلغ درجاته عند الله درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر، فمن أراد هذه الدرجة العظيمة التي يتمناها كل مسلم، فعليه بحسن الخلق كما قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجةَ الصائمِ القائم" رواه أبو داود وأحمد، وقد رسم النبي صلى الله عليه وسلم صورة لرجل من أمته كان يصلي وينفق ويصوم، ولكن أخلاقه لم تستقم، فأخبر أنه سيأتي يوم القيامة لا ليدخل الجنة بل ليدخل النار، فيقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. 

 

" إن المفلس من أمتى يأتى يوم القيامه بصلاة وصيام وزكاة، ويأتى وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح فى النار" رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله "إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا خير فيها، هي من أهل النار، قالوا وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار أى قطع من الأقط، وهو لبن جامد، ولا تؤذي أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي من أهل الجنة" رواه أحمد وابن حبان.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.