رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 مايو 2024 2:46 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن الإستعداد لشهر رمضان " الجزء التاسع عشر "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع عشر مع الإستعداد لشهر رمضان، وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الصيام جُنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين" رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر " رواه ابن ماجه، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "رواه البخارى، وعن السيدة حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من لم يُبيت الصيام قبل الفجر، فلا صيام له "رواه النسائى، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت "دخل عليّ النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال "هل عندكم شيء؟ فقلنا لا، قال " فإني إذن صائم" ثم أتانا يوما آخر فقلنا "يا رسول الله، أهدى لنا حيس" فقال" أرينيه، فلقد أصبحت صائما" فأكل" رواه مسلم.

وعن السيدة عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم" رواه البخاري ومسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم "تسحّروا فإن في السحور بركة "رواه البخارى ومسلم، ويجب أن يتذكر المسلم أن هناك جهادا عظيما كان في رمضان، فغزوة بدر كانت فيه، وحفر الخندق كان فيه، وسرايا وبعوث كانت فيه، وفتح مكة كان فيه، وفتح جزيرة رودس كان في رمضان، وهلاك المختار بن عبيد الله الثقفي وهو أحد الكذابين كان في رمضان، وفتح الأندلس كان في رمضان، وقيل ركبنا سفينا بالمجاز مقيرا عسى أن يكون الله منا قد اشترى، هكذا كان يقول القائد طارق بن زياد، وهكذا كان عسكر المسلمين متجها نفوسا وأموالا وأهلا بجنة إذا ما اشتهينا الشيء فيها تيسرا، ولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا إذا نحن أدركنا الذي كان أجدرا، وهكذا فتح البذ مدينة بابك الخُرّمى فى رمضان، وفتح عمورية في رمضان، وسرقوسا في رمضان. 

ووقعة حارم التي نصر الله فيها محمود زنكى وجيش المسلمين على الصليبيين الذين قتل منهم عشرة آلاف في رمضان، ووقعة عين جالوت في رمضان بقيادة المظفر سيف الدين قطز الذي غامر في تلك المعركة حتى لاموه على تلك الجرأة ودخوله في الأعداء، وقالوا لم لا ركبت فرس فلان لو رآك بعض الأعداء لقتلك، وهلك الإسلام بسببك، قال "أما أنا فكنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، قد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عد خلقا فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم" ومن يحفظه ولم يضيع الإسلام، وأيضا معركة شقحب بين المسلمين والتتار كانت في رمضان، وكان شيخ الإسلام يطوف على الجند ويعدهم بالنصر، وكان العلماء يقرءون سورة الأنفال يثبتون بها أقدام المؤمنين، ويقول لهم أنتم منصورون، ويقولون قل إن شاء الله، فيقول أقولها تحقيقا لا تعليقا، وهكذا كان فتح بلجراد عاصمة المجر في رمضان على يد سلطان العثمانيين، وكان وكان في رمضان مما سالت به دماء الشهداء في أحداث مرت على الأمة. 

تحيي في النفوس ذكريات عطرة، وتشوّق إلى ذلك اليوم الذي ينتصر فيه أهل الإسلام، وإنها ليست القضية في الكلام عما حدث من الفتوحات في رمضان ضربا من الخيال بحيث يقال لا تناموا، فإن رمضان شهر جهاد، ويعني كان المسلمون يجاهدون مفطرين أو صائمين، وكانوا يفطرون، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال" أفطروا فالفطر أقوى لكم هذا دين الواقع، وهذا دين فيه عمل الحسابات، وهذا دين تراعى فيه الأحوال، فإذن، ليس معنى أن هذه الفتوحات كانت في رمضان يعني أنهم كانوا يصومون كل الوقت لا، مراعاة الحال والفطر أقوى لكم" وهكذا كان شيخ الإسلام يفطر بنفسه ويطوف على الصفوف في معركة شقحب، ويبين لهم حكم الفطر في هذا الشهر، ولقد كان يقوم كثير من الناس قبل هذه الأيام التى ابتلى الله تعالى فيها العباد بالأوبئة استعدادا لرمضان بالحجز لأداء رحلة العمرة، وهذا شيء جميل في هذا الشهر الكريم، لأن عمرة فى رمضان تقضى حجة معى، هكذا قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم. 

فإذا كان رمضان اعتمر فيه فإن عمرة في رمضان تعادل حجة، إذن، فإن أجرها كبير، ومن كان محتسبا لأجر، لو تمكن منه لفعله ولكن منعه عجز، ما أعطي إجازة من العمل، ما عنده نفقة يريد أن يقضي العشر الأواخر لكن الغلاء يمنعه، فإن الله إذا علم منه الصدق آتاه أجره، وأيضا، فإن الأعمال تعرض على الله في كثير من مواسم الفضل، فأرى الله من نفسك خيرا، فليرك متخشعا ذاكرا منيبا أوابا متذكرا لخطيئتك باكيا على ما كان منك، تائبا مما أسلفت، وإن رفع اليدين في هذا الشهر وفي غيره، إنه شيء عظيم، ومن أوقات الإجابة رمضان، ومضاعفة الأعمال في الأزمان الفاضلة معروف محقق، ولذلك تجتهد النفوس فيه لأجل تحصيل هذه المضاعفة، وإن من الاستعداد أيضا هو التخلق بخلق الجود، الجود البذل، فإنه جود بالعبادات بالخير، أكان قراءة للقرآن، أم صلاة، أم ذكرا واستغفارا، أم جودا بالصدقات والمال، فإن الله أعطاك فابذل من عطيته فالمال عارية والعمر رحّال، فالمال كالماء إن تحبس سواقيه يأسن وإن يجر يعذب منه سلسال. 

وكل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين العباد، والجود بالمال زكاة وصدقة ونفقات على الأهل واحتساب الأجر فيها إنه لشيء عظيم، وإن الجود بالنفس والجود بالراحة والجود بإتعاب النفس هذه في طاعة الله، وفي خدمة عباد الله، الجود بالوجاهة للشفاعة، والجود بالرفاهية والراحة لراحة الغير، فقال القائل متيم بالندى لو قال سائله هب لى كرى عينك لم ينم، فالجود بالعلم هب لي كرى عينك لم ينم، والجود بالدعوة، أين أنتم أيها الدعاة إلى الله؟ إن النفوس مقبلة، فماذا أعددتم؟ إن الناس في حال استيقاظ، فماذا جهزتم؟ إنك ترى أناسا مع عهدتهم في المساجد من قبل، فما هو الموقف منهم؟ وإذا كان هذا هو الحال عند النساء والرجال والكبار والصغار، فإنه لا بد أن يكون لنا تواصل، تواصل الدعاة مع الناس، طلبة العلم مع الناس، هذا أوان يستفتى فيه مستفتون لم يكونوا قد استفتوا من قبل ربما، ويقبل فيه أشخاص على السؤال ما سألوا من قبل، بل إن الأسئلة لتكثر في رمضان، عن الصيام والمفطرات، وعن الزكاة، وعن أحكام كثيرة جدا في هذا الشهر. 

ولذلك فإن نصب طلبة العلم والعلماء أنفسهم، وإن الجود بالبذل والعطاء، إنه يؤجر عليه صاحبه أجرا مضاعفا، والناس اليوم بحاجة، هناك جهل كثير، وهناك إحساس بهذا الجهل، وهناك أناس تريد أن تتعلم، وهناك قضايا وحوادث تحتاج إلى فتاوى، وإن بعض الناس يعيبون أمورا والعيب فيهم، ولذلك فإنه لا بد من المصارحة والمكاشفة بالحقائق، وأن يسعى الإنسان في تعويض نقصه، إن هنالك جودا بسلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق، وتنقية الصدر من الأحقاد، قضية الحقد وقضية المعاندات وقضية المصادمات الموجودة اليوم بين الناس، وما يحمل فلان على فلان، يحملون كثيرا على بعضهم البعض نتيجة خلافات مالية، ونتيجة خلافات بين الأقارب والأباعد وتنافسات فى العمل، وهذا الموظف يحفر لي في العمل، وهذا يشوه سمعتي عند مديرى، وهذا جارى يريد كذا، وهذا أكل حقي وهذا، الناس بينهم الآن مشكلات كثيرة، وكل واحد إذا سألته في الغالب أنت مقاطع أحدا؟ يقول لك نعم، فينبغي استعدادا لرمضان تنقية النفوس لأنك الآن تريد نفسا شفافة، وقلبا رقيقا للعبادة، فقلب مليء بالأحقاد ومقاطعات فلان وفلان، وأقارب قطعية رحم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.