رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 مايو 2024 5:08 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن الخلافة الراشدة " الجزء الثلاثون "

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثلاثون مع الخلافة الراشدة، وقد شهد عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه، بعض المفاضلات في العطاء، حيث مُنحت امتيازات أكبر في العطاء للموالي المتزوجين من النساء العربيات، وكانت هذه السياسة وما شابهها من سياساته المالية من أسباب ثورة أهل الكوفة في العراق عليه، أما الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، فقد حرص بعكس الخليفة عثمان بن عفان، على إرضاء قبائل الكوفة، فألغى هذه المفاضلة، وساوى العطاء مرة أخرى بين العرب والموالى، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو أول من نظم الجيش الإسلامي تنظيما حديثا بعد أن رأى ضرورة ذلك بفعل انتشار رقعة الإسلام، وأدرك أهمية الجيش في نشر الإسلام.

حتى أقصى الأصقاع المعروفة، لذلك أوجد فرقا نظامية تقدر كل منها بأربعة آلاف فارس لترابط في كل بلد من البلدان الداخلة ضمن الحظيرة الإسلامية، وهذا يعني تأسيس جيش نظامى ثابت يقدر بإثنى وثلاثين ألف فارس عدا المشاة والمتطوعين مما يكفل حماية الدولة، ونظم الرتب في الجيش على أساس عشرى، فكان أمير الجيش على رأس عشرة آلاف عسكرى أو أكثر بقليل، وأمير الكردوس، على ألف، والقائد على مئة، وكان أبرز جزء من سلاح المشاة هو المبارزون، وهؤلاء كانوا في الغالب من أكثر الرجال قوة وشدة، ومهمتهم الأساس تقويض الروح المعنوية للعدو، فكانوا يتقدمون لتحدى أبطال الجيش المقابل وقتلهم قبل بداية المعركة، أما عن سلاح الفرسان.

فكان أحد أنجح أسلحة ذلك العصر، واشتهر بكونه سلاحا خفيفا اعتمد عليه المسلمون في مقارعة الروم والفرس في اليرموك والقادسية، فكان سببا من أسباب تفوقهم، إذ أن الفرس والروم لم يحسنوا استعمال هذا السلاح كما العرب، وكان هذا السلاح ينقسم إلى خيالة وهجانة، والخيالة هم الفرسان ممتطي الخيول، والهجانة هم ممتطي الجمال، وبعض تلك الأخيرة كان يستعمل في القتال وبعضها الآخر في نقل المياه والمؤن، بالإضافة إلى سلاح الفرسان والمشاة، قام القائد خالد بن الوليد بتنظيم سلاح الجاسوسية، وكانت مهمته الأساسية ضبط مخابرات العدو ومعرفة تحركاته ونشاطاته، وكان الكثير من الجواسيس من أبناء القبائل العربية قاطنة المناطق حديثة الفتح.

وكان الجيش الإسلامي في عهد الخلفاء الراشدين يتسلح بأسلحة عهده المألوفة، وفي مقدمتها السيوف العربية القصيرة، والسيوف الفارسية الطويلة والرماح والقسي والسهام، وبعض هذه الأسلحة حصل عليها العرب عبر التجارة مع الشام والعراق وفارس وبيزنطة ومصر، وبعضها الآخر كان غنيمة المعارك مع الروم والفُرس وكان المشاة أكثر الجنود تدرعا، وارتدوا في بداية عهدهم الجلد القاسي المصنوع محليا في شبه الجزيرة العربية، ثم تحولوا إلى ارتداء دروعا سلسلية يحتمل أنها كانت من الغنائم، وكان الفارس والراجل يحمل درعا مصنوع من الجلد المقوى يقيه ضربات السيوف ويحميه من السهام، ولما احتك المسلمون بالروم في أطراف شبه الجزيرة العربية.

وفي الشام، اقتبسوا عنهم استعمال أسلحة الحصار مثل المنجنيق والأبراج والدبابة وأكباش الدك، وكان الخليفة عمر بن الخطاب يكره ركوب البحر، ونهى قادة جيشه عن القتال فيه، وقد قام بعزل العلاء بن الحضرمي والي البحرين لأنه ركب البحر في اثني عشر ألفا غازيا بلاد فارس وكان عامل الشام معاوية بن أبي سفيان قد كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يطلب الإذن بإنشاء أسطول بحري إسلامي يواجه الروم ويعين على حصار طرابلس التي صمدت في وجه ضربات الجيوش الإسلامية، فرفض طلبه، ونصحه بإصلاح الحصون الساحلية القديمة التي تركها العدو عوض ذلك، وإنشاء مناظر لترقب الأعداء واتخاذ المواقيد لطلب الإمداد إذا حدث هجوم مفاجئ.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.