رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 4 مايو 2024 12:16 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن المؤمن بين الحياة والموت "جزء 10"

ونكمل الجزء العاشر مع المؤمن بين الحياة والموت، فقال الله تعالى فى سورة الطلاق " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا" وأما مع شيء من التفصيل فقد أورد العلماء أن النفقة تعني أن تقدم له الغذاء والماء والكسوة في الشتاء وفي الصيف، والمسكن وما يتبعه من مرافق، ومن ماء وكهرباء، وأثاث وفراش، وأن تزوج من تاقت نفسه إلى الزواج، هذا من الإنفاق الواجب، ثم أن تنفق على زوجته وعياله، ثم أن تؤمن له خادما إن كان يعجز عن خدمة نفسه، وأضاف العلماء بعد أن أصبح للطب قواعد واضحة ثم أن تعالجه إذا مرض فإن في ترك المعالجة تعذيبا له ما دام المرض واضحا والتشخيص سهلا. 

والدواء معروفا، فلا بد من معالجته، من غذاء وماء وكسوة صيفا وشتاء، ومسكن وما يتبعه، وتزويج من يتوق للزواج، والإنفاق عليه وعلى زوجته وأولاده، وأن تؤمن له خادما إن عجز عن خدمة نفسه، وأن تعالجه إذا مرض، فهذا مضمون الإنفاق والنبي عليه الصلاة والسلام في موضوع المعالجة يقول " تداووا عباد الله فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء" رواه الحاكم عن أسامة بن شريك مرداس الأسلمي، فكل إنسان عليه أن يتفقد أقرباءه، أن يتفقد ذوي رحمه، أن يتفقد من يمت إليه بصلة، فلو فعلت كل أسرة هذا لكان المسلمون في حال غير هذا الحال، والنبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح يقول " العين حق" رواه مسلم. 

وإن العين تدخل الرجل في القبر، و الجمل في القدر، فأنه لا ينبغي أن تصاحب إلا مؤمنا، وينبغي ألا يأكل طعامك إلا تقي، لأن غير المؤمن وغير التقي يحسدك، وقد تكون له عين نفاذة، والحاسد لا يؤثر في المحسود إلا إذا كان المحسود غافلا عن الله تعالى فإذا كان مستعيذا بالله من شر حاسد إذا حسد، لا يؤثر فيه الحسد، فهؤلاء الذين يعرضون على الناس بيوتهم، وأثاث بيوتهم، ويتحدثون عن أولادهم، وعن شهاداتهم، وعن بناتهم، وعن حظوظهم الرائعة، وعن دخلهم الكبير، وعن سياحتهم، وعن إنفاقهم في سياحتهم، هذه عادة لا ينبغي أن يفعلها المسلم، إن كنت في بحبوحة فاشكر الله عز وجل دون أن تشعر الآخرين أنهم دونك. 

إن كنت في بحبوحة فلا تستعلي على خلق الله، لعلك تجد فيهم حسودا، فيكون من هذا الحسد شر كبير، لعلك تكون غافلا بعض الغفلة، وهذا الذي تتحدث إليه عن رحلتك، وعن إقامتك في الفنادق، وعن تجارتك العريضة، وعن دخلك الكبير وعن، وعن، قد يصيبك بالعين، والعين حق، وقد وردت فيها آيتان وحديثان، وتجربتان علميتان، فالمؤمن ينبغي أن يؤلف لا أن يفرق، أن يجلب القلوب إليه لا أن ينفر الناس منه، فالحديث عن الذات، وعما حول الذات، من ممتلكات، هذا ينفر القلوب، إن جلستم في مجلس فاذكروا الله عز وجل، فقال صلى الله عليه وسلم " ما جلس قوم في مجلس لم يذكروا الله فيه إلا قاموا عن أنتن من جيفة حمار" رواه أبو داود.

وهناك أناس لا يلاحظون قد يكون في الجلسة فقير ومن ذوي الدخل المحدود، وهو يتحدث عن دخله، وعن تجارته، وعن إمكاناته، وعن حظوظه الدنيوية، وكأن الآخرين صخر، وهناك إنسان يتمنى أن يكون مثلك له مشكلة يعاني منها، لا تستفزه، لا تشعره أنه فقير، وقال عمر رضي الله عنه" من دخل على الأغنياء والمقصود الأغنياء غير المؤمنين، خرج من عندهم وهو على الله ساخط" فلا تصاحب من لا يرى لك مثلما ترى له، هذه حقيقة ينبغي أن نعيها، فالمواساة في الاصطلاح الشرعي هى معاونة الأصدقاء والمستحقين، ومشاركتهم في الأموال والأقوال، وأن يجعل صاحب المال يده ويد صاحبه في ماله سواء، والمشاركة والمساهمة في المعاش والرزق،

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.