رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 7:35 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن قيمة الإحترام وإحترام القيم "الجزء العشرون"

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العشرون مع قيمة الإحترام وإحترام القيم، ويا عباد الله الصادقين، حافظوا على تحية المسجد التي تميزه عن غيره من الأماكن والبقاع ، فهي تختلف عن غيرها من أنواع التحايا المتبادلة عند الدخول إلى المنازل أو المكاتب أو نحوها من المرافق والأماكن بأنها تحية مميزة لمكان مميز وبقعة طاهرة فكان لابد لها من أداء خاص يليق بمنزلتها عند المسلم، ولذلك فقد روي عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين " رواه البخاري، وليس هذا فحسب، بل لقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أدائها، وأمر بذلك حتى في أثناء أداء خطبة الجمعة.

حيث روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جاء سُليك الغطفاني يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فقال له " يا سُليك، قم فاركع ركعتين، وتجوّز فيهما " ثم قال " إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما " رواه مسلم، فكم هو عظيم وجليل وجميل أن يفتتح المسلم دخوله إلى بيت من بيوت الله في الأرض بركعتين يُعلن بهما السمع والطاعة ، والخشوع والخضوع لله عز وجل إضافة إلى أن في هاتين الركعتين قطعا للحديث بين المصلين وانتظارا للصلاة في خشوعٍ ووقار وسكينة، ويا عمار بيوت الله في الأرض، إن لهذه البيوت منزلة رفيعة ومكانةً عالية في النفوس.

ولذلك فهي تختلف عن غيرها من الأماكن التي يرتادها الناس في حياتهم اليومية بمالها من آداب فاضلة وسلوكيات مثالية كالاستعداد لدخولها بالطهارة ومراعاة آداب الدخول إليها والخروج منها والخشوع والسكينة أثناء المكوث فيها، وعدم رفع الصوت فيها أو الانشغال بأمور الدنيا بين جنباتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" إذا رأيتم من يبيعُ أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشُد فيه ضالة، فقولوا لا رد الله عليك " رواه الترمذي، وهذا يعني صرف الوقت داخل المسجد لشؤون الدنيا أو لتعطيلها عن ذكر الله سبحانه، كما أن من آدابها العظيمة المشي إليها بتؤدة وخشوع وطمأنينة دونما جري أو تعجيل.

والتبكير في الحضور إليها، وعدم تخطي الرقاب أو اختراق الصفوف لا سيما في صلاة الجمعة لما ورد في ذلك من النهي على لسان معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم، ويا من تخافون يوما تتقلب فيه الأبصار، احرصوا على تسوية الصفوف عند إقامة الصلاة استعدادا للوقوف بين يدي الله عز وجل، فإن وقوفكم خلف الإمام بشكل مستوى ومنتظم وعلى هيئة صفوف متراصة يربي المسلم على حب النظام والترتيب، ويربي النفوس على إزالة الملامح الطبقية والسمات الإقليمية، كما أن في ذلك غرسا لمبدأ المساواة والعدل في النفس البشرية، وإشارة إلى بنيان الأمة المسلمة المرصوص، لما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أقيمت الصلاة.

فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال " أقيموا صفوفكم وتراصوا " رواه البخاري، وجاء في حديث آخر عن أنس ابن مالك قال، قال صلى الله عليه وسلم " سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة " رواه مسلم، فيا رجالا تحبون أن تتطهروا حافظوا على نظافة المساجد وجمال مظهرها بحرصكم على إزالة ما قد يلوثها أو يشوه جمالها أو يُخل بطهارتها، ولذلك وجب علينا جميعا الاهتمام الدائم والمستمر بنظافة المساجد لأنها شعار الإسلام، ومراكز تجمع المسلمين والتقائهم خمس مرات في اليوم والليلة، وهي أطهر بقعة وأقدس مكان يمكن أن تتم فيه تربية الإنسان المسلم وتنشئته ليكون فردا صالحا بإذن الله تعالى.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.