رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 27 مايو 2024 10:19 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن قيمة الإحترام وإحترام القيم "الجزء التاسع عشر"

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع عشر مع قيمة الإحترام وإحترام القيم، وإن أبناء يعقوب عليه السلام لما ذهبوا في المهمة العظيمة بعد فقد الأخوين، وأخذ يعقوب العهد عليهم، لاشك أن أكبرهم كان يتحمل مسئولية أكثر من الآخرين، ولذلك قال كبيرهم كما جاء فى سورة يوسف " ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم فى يوسف" فاتخذ قرارا، ما هو؟ فقال تعالى " فلن أبرح الأرض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين" وهذا هو استشعار المسئولية الأكبر، وقد حصل ما حصل من التفريط، وبعد ذلك هذا العهد المغلظ بالأيمان المؤكدة موثقا من الله، ومكانته الاجتماعية، أنه أكبر إخوانه، شرع يذكرهم قائلا تعلمون أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله.

وأحس بأن مكانته تفرض عليه أن يتخذ قرارا فيه مشقة عليه، فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي، ومحاولة استدراك شيء مما فات، والآن مع العقوق الذي حصل لا بد أن يكون في التوبة بر مقابل، فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي، وهكذا يكون الأكبر، فإن الأكبر له مكانة، والأكبر عنده خبره، والأكبر عنده تجربه، وإن الأكبر في المجتمع واضح أنه يقدم حتى في الضيافة، وفي الكلام، وفي الخروج والدخول، وقد كان الإمام أحمد رحمه الله إذا أراد أن يخرج من المسجد، ومعه مشيخة من قريش، أو من الأشراف قدمهم جميعا ليخرج بعدهم، فيكون هو الذي يُخرجهم جميعا، والنبي صلى الله عليه وسلم لما استجاب لرأي، إن أبى سفيان رجل يحب الفخر، لو جعلت له شيئا.

فقال صلى الله عليه وسلم "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" والآن أبو سفيان أسلم، وإبراز مكانة هذا مهمة لأن لمثل هذا نوع سلطان على قومه، بحكم السن، بحكم المكانة الاجتماعية، فإن كبار السن لهم دور عظيم في ضبط الأمور داخل أسرهم وعوائلهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين بعد حنين أن يرجعوا ليأتي عرفاؤهم ليعرف من أذن ممن لم يأذن في قضية إعادة سبي هوازن، ومن الذي طابت نفسه بإعادة سبي هوازن، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم المصلحة في إعادة السبي من نساءهم وأطفالهم إليهم مع أن قسمة الغنيمة قد حصلت لكن أعاد هو ورغب من المسلمين الإعادة، فمن الذي نقل الرضا من عدمه.

هؤلاء الكبار، هؤلاء العرفاء، كان لهؤلاء الكبار شأن في قضية البيعة في العقبة، كبير السن عن الأوس، وكبير القوم عن الخزرج، هنا عقود تبرم وبيعات عظيمة، وكذلك لما أراد أن يتقدم لقتال المشركين في بدر، وقد كان المسلمون من الأنصار، قد وعدوه وعاقدوه وعاهدوه على نصرته في المدينة وهذا قتال خارج المدينة، من الذي يتكلم، من الذي كلمته ملزمة، من هو المطاع، ويا رواد المساجد في المجتمع المسلم، اعلموا أن المساجد ليست أماكن لأداء الصلاة فقط ولكنها مراكز للتعليم والتوجيه, ومؤسسات للتربية والتنشئة ومعاهد للفقه الشرعي, والبحث العلمي عن طريق ما يعقد فيها من دروس ومحاضرات وندوات وما يلقى على منابرها من خطب ومواعظ.

ونصائح في مختلف جوانب الحياة الفردية والجماعية، واعلموا أنه ما لم تكن تلك وظيفة المساجد ورسالتها الخالدة ومهمتها العظمى فإنها ستظل معطلة ولن تؤتي ثمارها الطيبة المباركة التي وجدت من أجلها، ويقول أحد دعاة الإسلام " من أراد أن ينظر وأن يتعرف على حقيقة مدينة من المدن، أو قرية من القرى فلينظر إلى مساجدها، وليرى ما مقدار اهتمام الناس بهذه المساجد ؟ وما هي علاقتهم بها؟ حينها يحكم على هذا الجيل أو هذه الطائفة من الناس ومدى رقيهم الحضاري الإسلامي " ومن هنا كانت المساجد في تاريخنا الإسلامي المجيد قلاعا للإيمان، وحصونا للفضيلة وبيوتا للأتقياء، وينابيع للصلاح وموارد للخير، ومجامع الأمة، ومواضع الأئمة.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.