رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 27 مايو 2024 5:51 ص توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة العصر " جزء 1"

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إنه لا شك أن الأمور تعرف بمقاييسها، ومدى صلاحها من فسادها، وقوتها من ضعفها، وعلوها من سفلييها، وإن أمر الإيمان لدى المسلم لمعرفة قوته من ضعفه، ومن اضمحلاله من فقده، ويعرف بمقاييس الأعمال والأقوال والمطالب الشرعية فبناءا على ذلك، فإن كل مسلم يعرف من نفسه ما لا يعرفه غيره، وما هي إلا موازين متى ثقلت به كفتها الى الخير فهو من أهل الخير، فيقول الله تعالى "ومن خفت موازينه فألئك الذين خسروا أنفسهم" وإن أعظم المقاييس الشرعية، هى مقياس الصلاة، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم، بقية الأعمال قبولها من عدمه مترتب على قبول الصلاة من عدمه، فقال صلى الله عليه وسلم " إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته " 

" فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر " فإن انتقص من فريضته شيء قال الله عز وجل " انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك " رواه الترمذي والنسائي، وأما عن صلاة العصر، فهي الصلاة المفروضة الثالثة في اليوم وهي صلاة سرية كصلاة الظهر، وعدد ركعاتها أربع ركعات، وقد أختلف العلماء في المراد يقول الله تعالي "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" فما هي الصلاة الوسطى ؟ حتى أوصلها ابن حجر إلى عشرين قولا، وأقواها قولان هما، إنها العصر، وهو قول الأحناف، وقول بعض المالكية، والشافعية، والحنابلة وداوود وابن حزم، وهو قول بعض الصحابة والتابعين. 

وصححه المصنف، والقول الثاني، إنها الصبح، وهذا قول مالك وأهل المدينة، وقول الشافعى وجمهور أصحابه، وفى فضل صلاة العصر، قال النبي صلى الله عليه وسلم "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" وقال العيني في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري، والترك هنا لا خلاف فيه أن معناه هو إذا كان عامدا، وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله" أي" كأنما وتره الله أهله وماله، بمعنى نقصه الله كل أهله وكل ماله، أو نقصه الله في أهله وماله " وقال صلى الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة " متفق عليه، والبردان هما الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" ولقد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وبعدد ركعات يصل إلى سبع عشرة ركعة، حيث تعتبر هذه الصلوات على رأس قائمة الفروض في الشريعة الإسلامية، وهي الواسطة الأهم في الاتصال ما بين العبد وربه، وبالتالي التخفيف من حجم المعاناة النفسية التي تثقل كاهل الإنسان خلال تعاملاته اليومية المتعددة، وخلال رحلة السير في الأرض التي اختص الله بها الجنس الآدمي دونا عن غيره، ومن بين هذه الصلوات الخمس تلك الصلاة التي تأتي في المنتصف، والتي تدعى باسم صلاة العصر، وهي من الصلوات الهامة، والتي ورد في أهمية الحفاظ عليها العديد من الآثار الشريفة الهامة. 

وهي لا تختلف عن باقي الصلوات من حيث طريقة الأداء، ومن الفضائل الجليله والعظيمه ينادى النبى صلى الله عليه وسلم فيقول "من صلى الصبح فهو في ذمة الله " وقال صلى الله عليه وسلم " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون " متفق عليه، وفى توقيت الاصلاه أنه عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق" 

" ووقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر وما لم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسِك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان " رواه مسلم، وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل فقال له "قم فصله، فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر فقال قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه المغرب فقال قم فصله، فصلى العشاء حين غاب الشفق، ثم جاءه الفجر حين برق الفجر، أو قال " سطع الفجر " ثم جاءه من الغد للظهر فقال قم فصله، فصلى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه العصر فقال قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه" 

" ثم جاءه العصر فقال قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثم جاءه المغرب وقتا واحدا لم يزل عنه، ثم جاءه العشاء حين ذهب نصف الليل، أو قال " ثلث الليل " فصلى العشاء، ثم جاءه حين أسفر جدا فقال قم فصله، فصلى الفجر، ثم قال "ما بين هذين الوقتين وقت" رواه أحمد والنسائي والترمذي، وقال البخاري، هو أصح شيء في المواقيت، ويعني إمامة أمين الوحى جبريل عليه السلام، فوقت صلاة العصر يدخل بصيرورة ظل الشيء مثله بعده فَيء الزوال، ويمتد إلى غروب الشمس، فعن أبي هريرة رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر" رواه الجماعة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.