رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 3:54 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن مفهوم التنمية الشاملة " الجزء الرابع عشر "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع عشر مع مفهوم التنمية الشامله، وقد توقفنا مع حين نلتقى فإن هذا اللقاء هو معقد للابتلاء الاجتماعى والله عز وجل جعل لقاء الناس بعضهم مع بعض نقطة ابتلاء يبلو بعضنا ببعض ويختبر بعضنا من خلال البعض الآخر، لذلك الناس الذين يشتغلون ضمن مجموعات دائما بينهم توتر وبينهم مشكلات وبينهم سوء فهم متبادل وبالتالي فالمطلوب من كل واحد منا ولا بد أن يعمل ضمن فريق شاء أم أبى لأن هكذا طبيعة الحياة اليوم فلابد أن يؤهل نفسه للعمل ضمن فريق تأهيل النفس للعمل ضمن فريق يحتاج إلى أشياء كثيرة يحتاج إلى الصبر يحتاج إلى الحلم، ويحتاج إلى الصفح ويحتاج إلى التسامح ويحتاج إلى أن نحافظ على أسرار عمل الفريق ويحتاج إلى أن نتقبل النقد ويحتاج إلى أن نكتم الغضب أو ندير الغضب ونعبر عن مشاعرنا بطريقة صحيحة ونقابل الغلط بشيء من التحمل فأشياء كثيرة أخلاقيات كثيرة مطلوبة حتى نستطيع أن نؤهل أنفسنا للعمل ضمن فريق أن نفهم طبيعة العمل العمل الذى نحن نشترك به.

نكون فهما جيدا عنه وهو أن أفهم دورى أنا تماما فى هذا العمل وما الذى يساعدنى على القيام بهذا الدور بشكل جيد إذا نحن فعلنا هذا ونشرنا هذه الثقافة فدائما سيتحسن الأداء وهو أداء المجموعات وأداء الفرقاء وأداء الجماعات وأداء الأحزاب وأداء المؤسسات كله سيتحسن حين كل واحد يحاول أن يشذب الزوائد في شخصيته ويحاول أن يحسن من أخلاقه الاجتماعية من تقبله للآخرين ومن تقبل الآخرين له، وأيضا فإن هناك التنمية البشرية وإن دورات التنمية البشرية عنوان جذاب وجيد ومجمل يشمل ما هو نافع مفيد مع ما هو باطنى خطير المنهج فاسد الطريقة، فكلمة التنمية البشرية  تدل على تطوير المهارات وتنمية جوانب الشخصية ونحو ذلك مما هو مطلب حضارى ملح كالدورات المتعلقة بالجوانب الإدارية ومنها التخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت ونحو ذلك، والدورات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية ومنها دورات تربية الأبناء وفنون العلاقات الأسرية، والدورات المتعلقة بالمهارات كدورات فنون الحوار والاتصال والإلقاء.

ومنها ما هو متعلق بالجوانب النفسية كتنمية الإيجابية والشجاعة الأدبية ونحو ذلك، إلا أن غالب دورات التنمية البشرية في الآونة الأخيرة تلك الدورات التي تجمع شيئا من المطلوب المذكور مع كثير من الفلسفة والمغالطات العلمية والفرضيات والنظريات العلمية الخاطئة مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية كدورات البرمجة اللغوية العصبية بمختلف أسمائها وتلوناتها من هندسة نفسية، استراتيجيات العقل، وغيرها وكذلك دورات الطاقة البشرية وتشمل الريكى والشي كونغ والقراءة التصويرية وطاقة الألوان وغيرها كثير، وجميع هذه الدورات تلبس رداء التنمية البشرية زيفا وهى المقصودة بالتحذير فى هذا الموقع فقد أفسدت في واقع شباب الأمة وكثير ممن ظاهرهم الخير فيها وأخذتهم بعيدا عن منهج الحياة الصحيح، وربما كان أصل تسميتها التنمية البشرية دال على أصلها الذي انبثقت عنه من حركة القدرات البشرية الكامنة التي خرجت في الغرب من أجل تعظيم الإنسان وتدريبه للاستغناء عن الإله وعن الحاجة لاستمداد العون منه.

فينبغى الحذر منها وتحذير الشباب لكون بريقها ومستوياتها الأولى مبهرجة غير ظاهرة المخاطر للأغرار ومن ثم تشكل طعما خطيرا يجرفهم في متاهات فكرية ولوثات عقدية كثيرة، وأما قضية ربطها بالكتاب والسنة فهذه مسألة أخرى أشد خطرا لكونها تغطي فلسفاتها الباطلة بستار من الأدلة يغطي الحقيقة ويريد الفتنة والتلبيس، أسأل الله العظيم أن يحمي شبابنا منها، وقد سبق لنا بيان أن ما يعرف بعلم التنمية البشرية، فيه ما هو نافع مفيد، كالدورات المتعلقة بالتخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت، ودورات تربية الأبناء وفنون العلاقات الأسرية، ودورات فنون الحوار والاتصال والإلقاء، ونحو ذلك، وفيه ما هو خطير المنهج فاسد الطريقة من الجهة الشرعية، كالجوانب المبنية على مغالطات الفلسفة والفرضيات والنظريات الخاطئة، مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية، ونحو ذلك، وأن النصيحه هنا هو ألا تطلقوا الأحكام الشرعية مباشرة على الأسماء والألقاب المجملة، التي يدخل في مضمونها العديد من التصورات والأفكار والنظريات. 

وتنتشر مفرداتها على مساحة واسعة من التنوع والتعدد، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " وإنما تقع الشبهة لأن أكثر الناس لا يفهمون حقيقة قولهم وقصدهم، لما فيه من الألفاظ المجملة والمشتركة، بل وهم أيضا لا يفهمون حقيقة ما يقصدونه ويقولونه، ويقول أيضا وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفى والإثبات، دون الاستفصال فهو يوقع في الجهل والضلال، والفتن والخبال، والقيل والقال، وقد قيل أن أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء، فمصطلح التنمية البشرية، يعرف بأنه عملية توسيع القدرات التعليمية، والخبرات للشعوب، والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه، إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة طويلة وصحية، بجانب تنمية القدرات الإنسانية، من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات، فهو علم متكامل له حضوره في الجامعات العلمية والمراكز البحثية، وتعتني به الأمم والدول والشعوب، ويساعد على رصد الواقع وحالته العرضية أو المرضية. 

للبحث عن الحلول الناجحة للارتقاء بالإنسان فى مختلف مجالات الحياة، والدول الحية تعمل اليوم جاهدة على استصدار تقارير التنمية البشرية السنوية، كما تصدرها الأمم المتحدة على المستوى العالمي، وتبذل فيه جهودا هائلة من الرصد والمتابعة، وتحليل البيانات والإحصائيات، وكل ذلك لغرض التطوير والتحسين، وقد ظهرت فيه أيضا كتابات تنظر للتنمية بالمنظار الإسلامى الشرعي، وقد تناول مفهوم التنمية من الجهة الاقتصادية، وبين اهتمام الإسلام بها، وحرص على ذكر تطبيقات التنمية البشرية من السنة النبوية المطهرة، وإنما يبقى الحديث عن العقل الباطن أو ما يسمى أيضا باللاوعى، فهو المصطلح المجمل الذى يحتمل احتمالين لا بد من تفصيلهما وبيان كل منهما، فالاحتمال الأول وهو مفهوم نشأ أول ما نشأ في فروع الطب النفسى، ويقترب كثيرا من معنى النفس، أو القلب، أو الإرادة، أو الروع، أو الذاكرة، ونحوها من المفاهيم التي نعرف من معانيها قاسما مشتركا متعلقا بمخزن الأفكار والتصورات، والمشاعر والأحاسيس.

فى النفس الإنسانية، وقد جاء التعريف للعقل الباطن بقولهم أنه هو مفهوم يشير إلى مجموعة من العناصر التي تتألف منها الشخصية، بعضها قد يعيه الفرد كجزء من تكوينه، والبعض الآخر يبقى بمنأى كلي عن الوعى، وهناك اختلاف بين المدارس الفكرية بشأن تحديد هذا المفهوم على وجه الدقة والقطعية، إلا أن العقل الباطن على الإجمال هو كناية عن مخزن للاختبارات المترسبة بفعل القمع النفسي، فهى لا تصل إلى الذاكرة، ويحتوى العقل الباطن على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك ، كما أنه مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية، بالإضافة إلى الخبرات المكبوتة، القوانين الحاكمة، وجاء فى مصطلح اللاوعي، وهو العقل الباطن، أن اللاوعى مصطلح في علم النفس لوصف العمليات العقلية والأفكار والتصورات والمشاعر التي تدور في عقول الناس دون إدراك منهم، فمن أطلق العقل الباطن وأراد به هذه الأمور، فلا حرج عليه في ذلك، ولا يلحقه ذم ولا تثريب، من هذا الوجه، بشرط أن تكون تطبيقاته العملية مقبولة، مما يشهد لها العقل والتجربة بالصحة والقبول.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.