رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 9:18 م توقيت القاهرة

الدكرورى يكتب عن مفهوم التنمية الشاملة " الجزء السابع عشر "

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع عشر مع مفهوم التنمية الشامله، وقد توقفنا مع الموارد البشرية، فإن اهتمام الدولة بتنمية الموارد البشرية يأتي ضمن مسؤوليتها العامة، وكذلك أيضا العمل حيث هو المحور الذى تدور عليه عملية تنمية الموارد البشرية، إذ أن الإنسان الذي يؤدى العمل يحتاج إلى كفاءة مهنية وعقلية تربوية تؤهله للقيام بدوره في المهام والوظائف العملية، ولذا اهتم الإسلام بالعمل وحث عليه سواء كان عملا تعبديا أو مهنيا ورفع من قيمة العمل، فقال تعالى كما جاء فى سورة الكهف " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" وقال تعالى كما جاء فى سورة التوبة " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون" ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل فقال " ما كسب الرجل كسبا أطيب من عمل يده، وما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة" رواه ابن ماجه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. 

"إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم، عملاً أن يتقنه " رواه البيهقى" ولا شك أن الإنسان الذي يراد له أن يؤدى عمله ويتقنه لابد له من مهارة وإعداد وذلك صلب عملية تنمية الموارد البشرية، وأيضا فإن هناك التغيير فتنمية الموارد البشرية تسعى لتغيير إمكانات الإنسان ومهاراته نحو الأفضل فهى تهيئ له فرصة التدريب والتوجيه والسعي نحو اكتساب كل جديد في حياته، ما أمكنه ذلك، والتغيير سنة الحياة، لكن التغيير المقصود هو الذي يعود بالنفع والصلاح على الإنسان، فليس التغيير مطلوبا لذاته، وإنما هو مطلوب لغاية إيجابية يعمل من أجلها، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى إرادة التغيير وهو سبحانه وتعالى القادر على كل شيء، بإرادة الإنسان ذاته، فقال تعالى كما جاء فى سورة الرعد " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم وإذا إراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال " وقال تعالى كما جاء فى سورة الأنفال " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم" 

وأيضا فإن هناك الأمانة إذ عليها المعول في ضبط أى سلوك إنسانى، وليست الأمانة حفظ الحقوق والأموال فقط، بل الأمانة في كل شيء، ومن أبرزها أمانة الدين ثم أمانة العمل، إن ما تعانيه كثير من المؤسسات العالمية والمحلية من فساد وخلل وانهيار إنما يعود في كثير منه إلى فقد الأمانة، أو ما يطلق عليه غياب أخلاقيات المهنة، إذ بفقد ذلك تنهار قيم العمل وضوابطه، وتشيع قيم أخرى هي للفساد أقرب منها للصلاح، ولا شك أن غياب الأمانة إنما يعود في جزء كبير منه إلى غياب الإيمان، كما يعود أيضا إلى غياب مفاهيم التنمية البشرية الصحيحة التي تقوم على البناء الأخلاقي للإنسان، وقد أعطى الإسلام أهمية كبرى للأمانة فقال سبحانه وتعالى ممتدحا عباده المؤمنين كما جاء فى سورة النور " والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تضييع الأمانة فقال " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قالوا كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " رواه البخارى، وأن هناك أيضا الإصلاح. 

فإن مهمة تنمية الموارد البشرية تقوم على إصلاح الفرد بحيث يكون عنصرا فاعلا عاملا لخدمة دينه ومجتمعه والبشرية جمعاء، وقد انتشر مفهوم تنمية الموارد البشرية في كل بلدان العالم، وتوحدت رؤية الجميع حول أن غاية ما تسعى له هذه التنمية هو إصلاح الإنسان، إلا أن مفهوم الإصلاح يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن دولة إلى أخرى، وإذا كان المقصود لدى الجميع إصلاح مهاراته ومعارفه وإمكاناته، فإن الإسلام نظر إلى عملية الإصلاح نظرة شاملة إذ يمتد الإصلاح إلى إيمانه وأخلاقه وسلوكه ومعاملاته، ولذلك كانت رسالات الأنبياء جميعا تقوم على الإصلاح انطلاقا من قوله تعالى كما جاء فى سورة هود " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " ومما لا شك به أن علم التنمية البشرية من بين العلوم الهامة اليوم والتي لها الكثير من الإيجابيات، حيث يمكن ذلك العلم الأفراد من تطوير أنفسهم والحصول على حياة جيدة، وإن من أهم مزايا التنمية البشرية والإيجابيات التى يمكنكم الحصول عليها.

عند دراسة علم التنمية البشرية بأنها تساعد فى الرفع من مستوى التحفيز لدى جميع الأفراد خاصة العاديين، حيث يوجد للتنمية البشرية دور كبير في تحقيق جميع الأهداف سواء إن كانت خاصة أو عامة، وتساهم التنمية البشرية أيضا فى وضع هدف فى تلك الحياة حيث شجعت التنمية جميع البشر أن يكون لديهم هدف فى الحياة وهو ما يعيش من اجله، وقد تم التأكيد على ذلك الأمر من خلال الكثير من الكتب والدورات التى قدمتها التنمية البشرية خلال السنوات الماضية، وقد ساهمت التنمية البشرية فى خلق جو من الثقة فى النفس خاصة قارئ التنمية البشرية، بالإضافة إلى التأكيد على أن الثقة بالنفس من بين أهم أساسيات الحياة، وأن لها دور فى توليد فكرة أنه لا يوجد شيء مستحيل أو من الصعب تحقيقة على الإطلاق، بل كل شيء قد قمت بالتفكير به سوف تتمكن من تحقيقه فى أى وقت من الأوقات، وإن من أهم مميزات التنمية البشرية هي العمل على دفع الإنسان نحو القراءة، لأن الحياة اليوم قد دفعت الناس للتخلى عن القراءة بشكل عام. 

أعداتهم التنمية البشرية إلى الإقبال على القراءة مرة أخرى، هذا وتجد المادة التي تقدمها التنمية البشرية تعتبر أكثر إغراء بالنسبة إلى الجميع، كما تمكنت التنمية البشرية ودراستها من قبل الشباب إلى بث روح المقاولة، وقد نجد أن الكثير من المقاولات قد ظهرت بشكل واضح خلال الفترة الماضية والتي قد كانت السبب في فهم كافة قواعد التنمية البشرية، وعلى الرغم من مميزات التنمية البشرية السابق ذكرها والتي تمكن جميع الدارسين من الحصول عليها، إلا أنها قد تتضمن مجموعة من العيوب التي يمكنكم ملاحظتها عند دراسة التنمية البشرية وهى أن يعتبر الدارس أن التنمية البشرية هي مجرد مفتاح سحرى لحل جميع المشاكل، وسوف تتمكن من خلالها تحقيق المزيد من الأحلام وهو من بين الأشياء الخاطئة التي يعتقدها البعض عن دراسة التنمية البشرية، وقد نجد أن الكثير من مدربى التنمية البشرية قد يلجأ إلى تلك الأشياء من أجل الترويج إلى الدورات الخاصة بهم، وهى أشياء غير صحيحة على الإطلاق، فالمبالغة في ثمن الدورات. 

التدريبية الخاصة بالتنمية البشرية، وهو يتنافى كثيرا مع المواطنين على مستوى العالم العربي على وجه التحديد، وتجد أن أكبر مدربى التنمية البشرية يبالغون بشكل كبير في اختيار أرقى الفنادق وأفخم المعدات من أجل شرح التنمية البشرية، والعمل على استغلال التنمية البشرية فى الأغراض التجارية فقط ويكون الهدف من الدورة هو الغرض المادي فقط، ولا يستهدف الكثيرين العمل على تحسين الوعى لدى المواطنين وهو الهدف الرئيسى الذي يخص التنمية البشرية، وقد أصبح اليوم من السهل تكوين وتخريج خبراء في مجال التنمية البشرية من بين الأمور السهلة التى يمكن للجميع القيام بها اليوم، حيث يتمكن اليوم أي شخص من أن يصبح مطور في مجال التنمية البشرية وعلى الرغم من أن ذلك الأمر قد يعتبر من بين مميزات التنمية البشرية إلا أن المتخصصين يطالبون بضرورة تقنين ذلك الأمر من قبل الدول حتى لا يحدث تلاعب في التنمية البشرية بشكل عام، وإن من سلبيات التنمية البشرية هو التفاؤل بشكل زائد عن الحد والمقصود.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.