رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 8:16 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أعظم العبادات إلى الله

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن جراح الأمة لم تندمل ومقدساتها لم تحرر، وفي معترك الحياة وفي خضم بحرها المتلاطم، وموجها المهاجم أصيبت الأمة بجرح غائر، فقد غرق أناس في بحر المال باطلا، طلبا للمال والغنى، فلم يعودوا يفرقون بين الحلال والحرام، غواية من الشيطان وأوهام، فتلكم مصيبة عظمى، وطامة كبرى ما كان حديثا يفترى ولكن إيمانا بما نشاهد ونرى وتصديقا لخبر خير الورى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليأتين على الناسِ زمان ، لايُبالي المرء بما أخذ المال، أمن الحلال أم من حرام" رواه البخاري، وإن جبر الخواطر من أعظم العبادات إلى الله عز وجل لذا كان من ثواب فاعلها أن يكافئه الله عز وجل بجبر خاطره، ويكفيه شر المخاطر، وأن جبر الخواطر قيمة أخلاقية عظيمة. 

 

وهذه القيمة الأخلاقية لها صور عديدة، أعلاها صلة الأرحام التى حضنا الشارع على صلتها فقال تعالى "والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل" وقول النبى صلى الله عليه وسلم"من أراد أن يبارك له فى رزقه وفى عمره، فليصل رحمه" وبالذات فى الطبقات الأولى، مثل الوالدين والأولاد، والأخوة، والأعمام والعمات والأخوال والخالات، وأولادهم، والحذر من الجفاء عنهم، لأن الله تعالى حذر فى القرآن الكريم فقال تعالى "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم" ومن جبر الخواطر أيضا، هو صلة الجيران، لأن وصية الجار من وصايا القرآن الكريم، فقال الله تعالى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب" 

 

ويقول النبى صلى الله عليه وسلم "مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" ثم جبر الخواطر، لها شرائح أخرى فى المجتمع، يجب أن نصلهم، ومنها العلماء وقراء القرآن الكريم، والدعاة، وبعد ذلك المسارعة والمنافسة فى مواساة ذوى الحاجات من الفقراء والمساكين، فكان النبى صلى الله عليه وسلم، أجود الناس وأجود ما يكون فى رمضان، حين يلقاه جبريل عليه السلام، فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وهذا وصف عبدالله بن عباس رضى الله عنهما له، وأيضا من جبر الخواطر، التخفيف عن ذوى الحاجات، ويدخل أيضا فى تفطير الصائم بقوله صلى الله عليه وسلم "من فطر صائما كان له مثل أجر الصائم، من غير أن ينقص من أجره شيئا" 

 

والمراد بتفطير الصائم، ليس بالولائم والعزائم كما يظن البعض، ولكن يمكن على شربة ماء أو مزقة لبن أو تمرات أو عجوة، فإن لم يجد فعلى عصير أو ماء وهكذا، ومن القصص واقعية عن جبر الخواطر، وهى من القصص المؤثرة التي تترك تأثير كبيرا في القلب حال رجل بسيط كان يشعر بالضيق بسبب المعيشة التي أصبحت صعبة ولديه مسئوليات كبيرة، ولكنه وجد رجل أفقر إلى الله وساعده بما يستطيع وهو يعلم أن الله كريم، ومساء ذات اليوم أرسل الله له مال مكافأة من وظيفته، فعند سماع تلك القصص يشعر الإنسان أن جبر الخواطر هو فعل صادر من العبد إلى الله فقط، فهو فعل تقوم به وإذ تجد مردود هذا الفعل في نفس التوقيت، وهنا تتجلى عظمة وكرم الله سبحانه وتعالى في جبر خواطر العباد الطيبين. 

 

الذين لديهم رحمة في قلوبهم بغيرهم، وإن من أفضل صور جبر الخواطر هى مساعدة الناس في الأمور الشاقة التي يقوموا بها، فهناك قصة عن حياة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه فقيل أنه كان يزور أبو بكر الصديق سيدة مسنة ضريرة لا ترى، كان يساعدها في الأعمال المنزلية ولكنها لم تكن تعلم بأنه أبو بكر الصديق، وأحتفظ أبو بكر بهذا العمل إلى أن راءه رفيق له، وأن من باب جبر الخواطر كذلك، الحفاظ على العلاقات الاجتماعية، فيا حبذا لو أن المسلمين لهم زملاء أو جيران، من أهل الكتاب، تم تبادل التهانى فى مناسباتهم الاجتماعية، ويعظم أجر هذه العبادة إذا ما أقترنت بالتكافل وتقديم الطعام، فقال الإمام الحسن رضى الله عنه كثرة اللقم تدفع النقم، فإطعام الطعام من القربات العليا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.