رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 4 مايو 2024 7:31 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أول باب للبعد عن الله تعالي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم، ويقتضي ظاهره اشتراط الانتهاء من قضاء رمضان ثم صيام الست من شوال ليحصل الأجر المذكور، ومن وسائل الثبات بعد رمضان هو الاستعانة بالله عز وجل وسؤاله الثبات، وأن تجعل من رمضان نقطة إنطلاق لك، وتذكر أن من لم يختم القرآن في شوال، ولم يصم بضعة أيام فغالبا لن يفعل طوال العام حتى يحين رمضان آخر، فاجتهد في البحث عن الصحبة الصالحة التي تعينك على الطريق. 

لقوله صلى الله عليه وسلم "مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يُصبك منه شيء أصابك منه ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يُصبك من سواده أصابك من دخانه، وكذلك التنويع في الطاعات، فالنفس ملولة بطبعها، والطاعات كثيرة ومتنوعة من تلاوة وصيام وقيام الليل والدعاء والذكر والصدقة وعيادة المريض وغيرها، وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال "أدومها وإن قل" وقال " اكلفوا من الأعمال ما تطيقون" رواه البخارى، فاحرص على وضع حد أدنى لعباداتك تلتزم بها وقت فتورك، وفي وقت نشاطك وزيد عنها بما استطعت، وأيضا البعد عن المعاصي، والاهتمام بكل ما سيحاسبك الله عليه كالوقت والصحة والمال وغيرها.

فالفراغ هو أول باب للبعد عن الله وحرمان لذة الطاعة كونه بيئة مناسبة لارتكاب الذنوب لا شعوريا، وقد قال ابن رجب في وداع رمضان، واسمعوا لقلوب السلف رضوان الله تعالى عليهم كيف كانت تتخرق لفراق هذا الشهر، يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة الوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يطلق، عسى من استوجب النار يعتق،عسى وعسى من قبل يوم التفرق إلى كل ما نرجو من الخير نرتقي، فيجبر مكسور، ويقبل تائب ويعتق خطاء ويسعد من شقي، فرحلت يا رمضان والرحيل مر على الصالحين، فابكوا عليه بالأحزان وودعوه.

وأجروا لأجل فراقه الدموع وشيعوه، ولقد مضت الأعمال، والصيام، والقيام، والزكاة، والصدقة، وختم القرآن، والدعاء، والذكر، وتفطير الصائم، وأنواع البر التي حصلت، والعمرة التي قام بها الكثير، لكن هل تقبلت أم لا؟ هل قبل العمل أم لا؟ فكان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة، يعطي ويخشى ألا يقبل منه، يتصدق ويخشى أن ترد عليه، يصوم ويقوم ويخشى ألا يكتب له الأجر، فيا أيها المقبول هنيئا لك، ويا أيها المردود جبر الله مصيبتك، فإذا فاته ما فاته من خير رمضان فأى شيء يدرك، ومن أدركه فيه الحرمان، فماذا يصيب؟ كم بين من كان حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.