رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 8:39 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن إياكم والسب أو الشتم 

 

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم تكلم بكلام فصل مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ، ولا بكلام منقطع لا يُدركه السامع، بل هديه فيه أكمل الهدي ، كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها " ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيّن فصل يتحفظه من جلس إليه" متفق عليه، وكان صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كره الشيء‏‏ عُرف في وجهه، وعندما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ادعوا على المشركين فقال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة" رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم " اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين سببته أو لعنته، فاجعلها له زكاة و أجرا " رواه مسلم، وقال الله تعالي في حق نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " 

 

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا، فشقّ عليهم، فاشقق عليه، و من ولي من أمر أمتي شيئا، فرفق بهم، فارفق به " وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم " هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم " رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " رواه الترمذي، وكما قال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله " أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم " رواه مسلم، وإن السب هو الشتم، وهو كل كلام قبيح يوجب الإهانة والاستخفاف، وإن سب الصحابة سياسة بذر بذورها اليهود، للتشويش على المسلمين فقيل أنه قد جاء في البروتوكول السابع عشر، من بروتوكولات حكماء صهيون، ما نصه.

 

" وقد عُنينا عناية عظيمة، بالحط من كرامة رجال الدين، من الأميين، وهم غير اليهود في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم، التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤودا في طريقنا" ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن ينعت أصحابه بالتنقص، وجعل سبهم كبيرة عظيمة، ترتقي بمن اعتقد فسادهم وطعن في عدالتهم إلى الكفر، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" رواه مسلم، ولعظم هذا الجرم، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم"من سب أصحابى، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين" رواه الطبرانى، ولقد قال أبو الحسن الأشعرى "وندين بحب السلف، الذين اختارهم الله تعالى. 

 

لصحبة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ونثنى عليهم بما أثنى الله به عليهم، ونتولاهم أجمعين، وندين بأن الأئمة الأربعة، خلفاء راشدون مهديون فضلاء، لا يوازيهم في الفضل غيرهم" وهل نحن مأمورون بغير ذلك؟ فيقول الله تعالى فى سورة الحشر " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" وقد قال الحميدى في كتاب أصول السنة" فلن يؤمن المؤمن إلا بالإستغفار لهم، فمن سبهم أو تنفصهم أو أحدا منهم فليس على السنة" ومن جميل كلام الأَصبهانى في كتاب الإمامة "فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم فى حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.