رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 10:24 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الأمور والضوابط المرعية

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من هديه صلى الله عليه وسلم هو الإجابة بالقواعد العامة، حيث سأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال إنا نركب البحر ومعنا القليل من الماء فإذا توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فلم يقتصر صلى الله عليه وسلم في إجابته على قوله نعم، وإلا كان الحكم قاصرا على الحالة موضع السؤال وحدها، إنما أعطاه حكم ماء البحر وزاده فائدة أخرى يحتاج إليها حين قال صلى الله عليه وسلم " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " رواه الترمذي، ويعني هذا أن ماء البحر له سائر أحكام الماء الطهور، وليس فقط يجوز الوضوء به في هذه الحالة.
وسئل صلى الله عليه وسلم ما يلبس المحرم من الثياب ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوبا مسه ورس ولا زعفران ولا الخفين" رواه البخاري ومسلم، فلم يعدد له ما يجوز للمحرم لبسه بل أعطاه قاعدة عامة فيما يحل وما لا يحل للمحرم لبسه، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإن الزمان يشهد يا ابن آدم، فيقسم الله عز وجل في كتابه فيقول تعالي " والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود " ولكن فما الشاهد ؟ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، واليوم الشاهد يوم الجمعة" رواه الترمذي.
ووالله ما من يوم طلعت عليه الشمس أفضل من يوم الجمعة، فيه ساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعاء إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه، فهذا اليوم، يوم شاهد يوم القيامة لك أو عليك، وهذا اليوم سيشهد علينا بأعمالنا، فإن أفضل الأعمال تشهد، وأفضل الأماكن في الأرض تشهد، وأفضل الرسل يشهد، وأفضل الملائكة تشهد، وأفضل الصالحين يشهد، فمن يشهد لنا بعد ذلك إن شهدوا هؤلاء علينا، وقيل أن رجل من التابعين كان بالبصرة له غلام بالسوس فجهز إليه السكر فكتب إليه الغلام إن قصب السكر قد أصابته آفة في هذه السنة فاشتر السكر، قال فاشترى سكرا كثيرا، فلما جاء وقته ربح فيه ثلاثين ألفا، قال فانصرف بها إلى منزله فأفكر ليله في الربح فقال ربحت ثلاثين ألفا وخسرت نصح رجل من المسلمين.
فلما أصبح غدا إلى الرجل الذي كان اشترى منه السكر فدفع إليه الثلاثين ألفا فقال هذه لك بارك الله لك فيها، قال ومن أين صارت؟ قال لما اشتريت منك السكر لم آتي الأمر من وجهه، إن غلامي قد كان كتب إليّ أن قصب السكر أصابته آفة فلم أعلمك ذلك ولعلك لو علمت لم تكن تبيعني، فقال رحمك الله قد أعلمتني الآن، وقد طيبتها لك، قال فرجع إلى منزله فبات تلك الليلة ساهرا أو جعل يتفكر في ذلك ويقول لم آتي الأمر من وجهه ولم أنصح مسلما في بيعه لعله استحيا مني فتركها لي فبكر إليه من الغد فقال عافاك الله خذ مالك فهو أصلح لقلبي، قال فدفع إليه ثلاثين ألفا، وكان مالك بن دينار يمشي في سوق البصرة فرأى التين فاشتهاه، ولم يكن معه نقود فخلع نعله وأعطاه لبائع التين فقال لا يساوي شيئا فأخذ مالك نعله وانصرف.
فقيل للرجل إنه مالك بن دينار فملأ الرجل طبقا من التين وأعطاه لغلامه ثم قال له ألحق بمالك بن دينار فإن قبله منك فأنت حر فعدا الغلام وراءه فلما أدركه قال له اقبل مني فإن فيه تحريري، فقال مالك إن كان فيه تحريرك فإن فيه تعذيبي، فألح الغلام عليه فقال مالك بن دينار أنا لا أبيع الدين بالتين ولا آكل التين إلى يوم الدين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.