رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 1:58 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن التأمل في السيرة النبوية المحمدية

بقلم / محمــــد الدكـــروري
الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، فهو صلى الله عليه وسلم النبأ العظيم، والحدث الهائل، والخبر العجيب، والشأن الفخم، والأمر الضخم، فهو النبأ، فمبعثه حقيقة وهو أروع الأنباء وأعظم الأخبار الذي سارت به الأخبار، وتحدث به السمّار، ورعاه الركبان، واندهش منه الدهر، وذهب منه الزمن، فقد استدار له التاريخ ووقفت له الأيام، فقصة إرساله صلى الله عليه وسلم لا يلفها الظلام ولا تغطيها الريح ولا يحجبها الغمام، فإنما هي قصة عبرت البحار واجتازت القفار، ونزلت على العالم نزول الغيث، وأشرقت إشراق الشمس.
فهو بإختصار نور، وهل يخفى النور؟ وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث" رواه البخاري، ولم يستطع أعداؤه صلى الله عليه وسلم حفظ زلة عليه مع شدة عداوتهم وعظيم مكرهم وضراوة حقدهم، بل لم يعثروا في ملف خلقه الكريم على ما يعيب، بل وجدوا والحمد لله كل ما غاظهم من نبل الهمة ونظافة السجل، وطهر في السيرة، وجدوا الصدق الذي يباهي سناء الشمس، ووجدوا الطهر الذي يتطهر به ماء الغمام، فهو صلى الله عليه وسلم بنفس الغاية في كل خلق شريف وفي كل مذهب عفيف، فكان صلى الله عليه وسلم في عنفوان شبابه مستودع الأمانات ومردّ الآراء ومرجع المحاكمات ومضرب المثل في البرّ والسموّ والرشد والفصاحة، صلى الله عليه وسلم.
وأما شبابه، صلي الله عليه وسلم فهو زينة الشباب وجمال الفتيان، عفة ومروءة وعقلا وأمانة وفصاحة، لم يكن يكذب كذبة واحدة، ولم تعلم له عثرة واحدة ولا زلة واحدة ولا منقصة واحدة، فهو طاهر الإزار مأمون الدخيلة، زاكي السر والعلن، وقور المقام، محترم الجانب، أريحيّ الأخلاق، عذب السجايا، صادق المنطق، عفّ الخصال، حسن الخلال، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد يقول الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة التوبة " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" وقال ابن كثير في تفسيره، وقوله تعالى " عزيز عليه ما عنتم" أى يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها " حريص عليكم" أى على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم"
وقال السعدي " حريص عليكم " فيحب لكم الخير، ويسعى جهده في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشر، ويسعى جهده في تنفيركم عنه وقال ابن كثير في تفسيره، وقوله تعالى " بالمؤمنين رؤوف رحيم" أى شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم" وإن المتأمل في السيرة النبوية يجد صورا كثيرة يظهر من خلالها مدى رحمة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأمته، وشفقته بها، وحرصه الشديد على أن تكونَ في ظل الرحمن وجنته يوم القيامة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.